أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2015
4896
التاريخ: 20-07-2015
5315
التاريخ: 1-12-2015
4557
التاريخ: 9-11-2014
4983
|
النعم الإلهية هي عهد الله
قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].
لقد عدت النعم الإلهية في القرآن الكريم عهداً أيضاً. فأعظم النعم في عالم الوجود هي نعمة الولاية، وقد عبر عنها الله سبحانه وتعالى بالعهد، وقال: ليس لأي أحد نيل هذا العهد: { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124]. إذ ليست الولاية نظير النعم الظاهرية الأخرى كي يكون بمستطاع أي كان نيلها بالجد والاجتهاد.
حينما منح الباري عز وجل إبراهيم (عليه السلام) منصب الإمامة قال (عليه السلام) : إلهي! أطلب منك أن تمنح هذا المنصب أيضاً لنفر من ذريتي. لكن الله تعالى لم يجب على طلبه بالإثبات المطلق، ولا بالنفي المطلق بل قال: إن ذريتك صنفان: فبعضهم ظالم ولا ينال عهدي من قبل الظالمين، وبعضهم غير ظالم وهم مشمولون بعهدي. وتأسيساً على هذا فإن ذرية إبراهيم (عليه السلام) من غير الظلمة - طبقاً للآية الكريمة - يتمتعون بهذا العهد الإلهي؛ وإنه على الرغم من أن الكثير من الأنبياء الإبراهيميين، من أمثال يوسف، وسليمان، وداود، وحتى موسى (عليه السلام) ، لم يطلق عليهم ظاهرا لقب الإمام، لكنهم جميعاً أئمة؛ لأنهم من ذرية إبراهيم الخليل (عليه السلام) الصالحين وإن الوعد الإلهي لا يتخلف.
الإمامة تعطى ولا يتسنى للإنسان نيل هذا المقام بالجد والمثابرة؛ وذلك لأن كلمة «عهد» في الآية الآنفة الذكر جاءت فاعلا و«الظالمين» مفعولاً به. ف الآية لا تقول: لا ينال «الظالمون» عهدي، ليكون مفهومها أن الناس العدول ينالون عهد الله؛ بل حتى يد العادل فإنها لن تطال هذا العهد من دون الإعطاء الإلهي؛ لأن الكثير من الناس هم علماء وعدول، لكنهم ليسوا أئمة. فعهد الله هو الذي يجب أن يصل إلى يد العالم العادل في حال رؤية الله في ذلك صلاحاً، لا أن يد الإنسان هي التي تطال ذلك العهد. وبعبارة اخرى، إن مانعية الظلم من نيل العهد لا تعني بالضرورة أن العدالة هي العلة التامة لنيل الولاية. فعهد الله هو هبة إلهية، وكما يقول الباري في شان النبوة: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] فالأمر بالنسبة للولاية والإمامة هو أيضاً كذلك: «الله أعلم حيث يجعل عهد إمامته".
ليس المراد من الإمامة والولاية هنا هو الحكومة الظاهرية فحسب، بل يتعداها إلى إمامة الإنسان وقيادته التكوينيتين أيضا؛ أي حينما تصعد أعمال المرء وأخلاقه وعقائده وتعرج إلى السماء فلابد من وجود عمل، وخلق، وعقيدة تقوم مقام القائد للقافلة؛ كما أن أعمال الخير للأمة الإسلامية في الوقت الحاضر تصعد في إثر عمل صاحب العصر عج وهذا هو معنى قولنا إنه إذا صلى المرء في أول وقت الصلاة، فقد اقتدى بإمام زمانه؛ أي إن صلاة المرء في أول الوقت هي اقتداء بإمامه. وإلا فقد يكون ولي العصر عج في افق كمكة الذي يكون متأخراً بكثير عن الآفاق التي إلى الشرق منه. إذن فالاقتداء بالإمام لا يعني التزامن في الصلاة، بل المراد هو أن عمل الإمام هو إمام الأعمال الخيرة للامة؛ كما أن عقيدة الإمام هي إمام العقائد، وأن أخلاق الإمام هي إمام الأخلاق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|