أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-05
1163
التاريخ: 17-10-2016
2394
التاريخ: 2023-10-23
813
التاريخ: 17-10-2016
2543
|
بيان القوى العشر الظاهرة والباطنة:
المراد بالقوّة: القدرة، لا استعداد الشيء، كالتي هي قسط الهيولى من مطلق الكمال، كما عرفت بأنّها جوهر بالقوّة المحضة، جنسها مضمّن في فصلها، وفصلها مضمّن في جنسها. ولا من سنخ القوى العشر التي أودعها الله تعالى في الإنسان، سبعة منها مدركة للجزئيات، وهي: الواهمة المدركة للمعاني، والحس المشترك، والباصرة، والسامعة، والذائقة، والشامّة، واللامسة. واثنتان منها هما المحرّكة: محرّكة العاملة ومحرّكة الشوقية. وعاشرها: العقل، أي العاقلة، وهي المدركة للكلّيات، وهي منشعبة إلىٰ أربع قوى:
بيان انشعاب العقل إلىٰ أربع قوى:
أحدها: هي القوّة الغريزيّة التي يستعدّ بها الإنسان لإدراك العلوم النظريّة، ويفارق بها البهائم، فكما أنَّ الحياة تهيّئ الجسم للحركات الإراديّة والإدراكات الحسيّة، فكذا القوة الغريزيّة تهيّئ الإنسان للعلوم النظريّة والصناعات الفكريّة.
الثانية: قوّة يحصل بها العلم بأنّ الاثنين مثلاً أكثر من الواحد، والشخص الواحد لا يكون في زمانين ومكانين.
والثالثة: قوّة تحصّل بها العلوم المستفادة من التجارب بمجاري الأحوال.
والرابعة: قوّة بها يعرف الإنسان عواقب الأمور، فيقمع الشهوة الداعية إلىٰ اللذّة العاجلة، ويتحمل المكروه العاجل لسلامة الآجل.
فإذا حصلت تلك القوىٰ سُمّيّ صاحبها: عاقلاً، فالأولى والثانية حاصلة بالطبع، والثالثة والرابعة حاصلة بالاكتساب. وإنّما لا يجوز إطلاق القوة بهذه المعاني علىٰ الله تعالى؛ إذ جميع ذلك استعدادات وإمكانات وانفعالات وإن نعدّها وجودات، فكانت من جملة قدرته الفعلية التي سنفصل لك ونبيّن أن جميعها جهات قادريّته تعالى.
بل القدرة ـ كالعلم ـ ذات مراتب، ومرتبة منها هي الواجبة بذاتها، وهي قدرته الذاتية، ومرتبة منها عين الوجود المنبسط، وهي قدرته الفعلية.
وجميع الأشياء مقدورات لله تعالى بهذه القدرة الفعلية، وانقهارها استهلاكها واضمحلالها تحتها؛ لأنّها بذواتها ليست أشياء علىٰ حيالها، ولهذا ورد عن الشرع الأنور: (لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم).
وقوله: (وبقوّتك التي قهرت بها كلّ شيء) أي بقوتك الفعلية التي هي تحت قدرتك الذاتية التي قهرت بها جميع المقدورات. والباء في قوله: (بها) سببيّة، أو بمعنى: مع.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|