أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-05
426
التاريخ: 2023-09-22
1007
التاريخ: 2024-10-19
406
التاريخ: 11-3-2016
2060
|
يقول تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 65-66]
إنَّ روح الإنسان هي التي تشكل هويته الأصيلة؛ ومع أن أصل البدن هو حتمي بالنسبة له إلا أنَّ شكل البدن وكيفيته الخاصين لا يقومان حقيقته. هناك أربعة أقسام متصورة للارتباط بين الروح والبدن وتركيب القلب والقالب، كلها ممكنة ثبوتاً لكنها تحتاج إلى الدليل إثباتاً وهي:
أ: القلب والقالب كلاهما إنساني بما هو متعارف ومعهود في الإنسان؛ كما هو الحال في معظم الناس.
ب: القلب والقالب كلاهما غير إنساني [1]؛ كالذي حصل كعقوبة للمحتالين بصيدهم غير المشروع في يوم السبت حيث تحول الأوباش [2] الشبان إلى قردة حقيقيين من حيث الباطن والظاهر وتبدل الأوباش الشيوخ إلى خنازير من الناحيتين [3].
ج: القلب غير إنساني والقالب إنساني؛ وهو ما ذهب إليه مجاهد في قصة أصحاب السبت وأيّده بعض المتأخرين معتبرين أن هذا الرأي هو الأوفق للعبرة والأجدر بتحريك الفكرة [4].
د: القلب إنساني والقالب غير إنساني وهذا ممكن ثبوتاً وهو يُعد -بحد ذاته ـ ضرباً من العذاب. إن لكل واحد من هذه الأقسام الأربعة أثره الخاص به؛ فالقسم الأول خارج عن البحث الحالي؛ لأن التوفيق إلى حفظ الهوية الإنسانية في الدنيا والآخرة هو من أفضل النعم الإلهية وهي محفوظة من أي تعذيب. والقسم الثاني والرابع حيث سرت العقوبة الإلهية إلى الظاهر وأصبحت محسوسة فإنهما أكثر ملاءمة للعبرة وأنسب للنكال والردع الاجتماعي وإن قل أمثالهما في ذاكرة التاريخ، اللهم إلا في قصة اليهود اللدودين في زمان داوود (عليه السلام). لكن القسم الثالث هو الأكثر انسجاماً مع الشواهد العقلية والنقلية؛ وذلك لأن كلّ ما رُوي عن اليهود في حقل علم المعرفة، وما نقل عنهم في ميدان الرؤية الكونية، وما حُكي عن السنة السيئة والسيرة الخبيثة لهذه الفرقة شاهد على مسخ باطن هؤلاء وتحوله إلى هوية حيوانية لا أنه نسخ للظاهر.
تنويه: 1: تطلق كلمة المسخ أحياناً على أي تغيير يُراد منه التحريف والذي تكون الغاية الأساسية منه محو الشيء من الوجود؛ فإن المستنسخ إذا ارتكب أخطاء كثيرة أثناء عملية الاستنساخ قيل له ماسخ وليس ناسخاً؛ لأنه لم يكتب نسخة بل مسخ النص.
2. في الآية مدار البحث لم يُذكر شيء عن الخنزير في حين أنه ذكر في الآيات الأخرى التي تروي نفس القصة.
[1] ومراد الحافظ بن كثير الذي جمع بين القولين هو حصول المسخ المعنوي والصوري معاً؛ كما أن تصوير القسم الثاني هو . هكذا؛ وبناءً على ذلك فإن مراد القائل ليس مبهماً؛ وإن خاله البعض كذلك ( تفسير المنار، ج 1، ص 345).
[2] «أوباش» جمع «وبش» وهي بمعنى نمنم الظفر وجرب الجلد و....الخ، (المعجم الوسيط، ص 1008)، وبش»)، مثل كلمة «أوشاب» التي تطلق على الأشخاص السفلة وقد قيل إنه الجمع المقلوب من «بوش» أقرب الموارد، ج 3، ص 429، «وبش»).
[3] الجامع لأحكام القرآن مج 1 ، ج 1، ص 411 ؛ البحر المحيط، ج 1، ص 409.
[4] تفسير المنار، ج 1، ص 345.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|