أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-12
440
التاريخ: 2024-09-11
361
التاريخ: 2023-09-12
1163
التاريخ: 2024-03-13
808
|
يُعتبر وناس في نظر التاريخ أنه آخر ملوك الأسرة الخامسة ومن أعظم ملوكها، وقد بقي قابضًا على صولجان الملك حوالي ثلاثين عامًا تقريبًا، وتنحصر شهرته في نظرنا في هرمه الذي بناه في سقارة وقد وجدت حجرة دفنه التي فيها تابوته، منقوشة كل جدرانها بتعاويذ وصلوات دينية، كان الغرض منها أن تحفظ المتوفى في آخرته، وهذه هي ا أول مرة نجد حجرة الدفن في الأهرام مكتوبة بمتون دينية، وقد فتح «مسبرو» العالم الفرنسي باب هذا الهرم، وكذلك أبواب أهرام ملوك الأسرة السادسة، وهم «تيتي» و«بيبي الأول» و «مرن رع» و«بيبي الثاني»، وكلها في منطقة سقارة، وكان ذلك في عام 1881 أي بعد وفاة «مريت باشا» مؤسس المتحف المصري، وهذه المتون المنقوشة في حجر دفن هذه الأهرام متشابهة وتحتوي على آلاف من الأسطر، وقد ترجمها مسبرو» العالم الفرنسي. ثم أعاد ترجمة معظمها حديثًا العالم الألماني زيته، وتعد هذه المتون الآن الأساس الأكبر لمعرفة ديانة قدماء المصريين في عهد الدولة القديمة. ولما جاء عصر الدولة الوسطى وجدنا متونًا مشابهة لها مكتوبة بالمداد الأسود على توابيت خشبية لعلية القوم. أما في عصر الدولة الحديثة فقد وجدنا متونًا أكثر نموا وأغزر مادة مكتوبة على ورق بردي كان يوضع مع المتوفى في قبره، ويسميها علماء الآثار الآن بكتاب الموتى، وتقع في أكثر من 120فصلا، وكل هذه المتون في العصور المختلفة، أصبحت مصدرًا لا ينفذ لتعرف ديانة القوم، وأساطيرهم الدينية. ورغم أن هذه المتون قد وجدت لأول مرة في عهد الملك «وناس» إلا أنها تدل على أن أصلها يرجع إلى زمن سحيق في القدم، وربما ظهر ما يثبت ذلك في المستقبل [انظر الفصل الثاني عشر: مصادر المقاطعات في العهد الفرعوني وما بعده. وفي العالم الماضي كشف عن المعبد الجنازي لهذا الملك ثم عن جزء من الطريق الموصل لمعبد الوادي، وفي الوقت نفسه كشف عن جزء من معبد الوادي، ويظهر أنه أعظم مساحة مما كنا نتصوره، ومن المدهش أن الطريق الذي يوصل بين المعبدين وجد بعض أجزاء مما كشف منه سليمة نوعا ما، وقد كشفت لنا عن صفحة جديدة في تاريخ المعابد المصرية في عهد الدولة القديمة، ألقت شعاعًا من النور على بعض الحقائق الجنازية والاجتماعية كانت مجهولة لدينا، فقد وجدنا أولا أن هذا الطريق كان مبنيًّا بالحجر الجيري الأبيض، ومسقوفًا كذلك بقطع ضخمة من نفس الحجر فيها منافذ لإضاءة الطريق، وهذا السقف مزين بالنجوم لتمثل فيه السماء، أما جانبا الطريق فقد نقشا بمناظر غاية في الإتقان بعضها جنازي، والبعض الآخر يمثل الحياة العامة، وحياة البلاط ؛ فنجد مثلا حاملي القربان يذهبون نحو الهرم، وآلهة مختلفين يباركون الملك، ونجد مناظر تمثل الملك وهو يتقبل القربان، وأخرى وهو يحارب الأعداء ويقتلهم، كما نشاهد رجال البلاط آتين في خضوع للملك كل يقدم طاعته، بينما يصطف رجال الجيش أمامه كل يحمل لقبه، وفي جهة أخرى نشاهد جنود الملك يقتلون الأعداء من البدو بحرابهم ومداهم، وهناك نرى مناظر الزرع والحصاد ونباتات كل فصل، وجني الشهد وتوالد الحيوان، وفي أحد المناظر نشاهد صيد حيوان الصحراء من كافة أنواع الغزلان والأسود، من بينهما الزرافة التي لم يكن قد عثر على رسمها في نقوش الدولة القديمة. كل هذا كان مهيأ لمنفعة الفرعون، وكذلك نشاهد النيل وفيه كل أنواع الأسماك، والحقول وما فيها من طيور. ثم نشاهد بعد ذلك مناظر قد عُني الفرعون بها خاصة ليظهر لأخلافه كيف كان يُعنى بتشييد معبديه؛ إذ نشاهد منظرًا لبعض السفن المحملة بالأعمدة الجرانيتية وقطع الكرانيش التي كانت تستعمل في تشييد المعبد الجنازي، وقد كتب عليها: «أعمدة من الجرانيت أحضرت من أسوان»، ومن المدهش أن هذه الرسوم تدل دلالة واضحة على أن هذه الأعمدة والكرانيش قد صنعت في أسوان ثم وضعت على زحافات، وربطت، ثم وضعت في السفن لتكون جاهزة لإقامتها في أماكنها بمجرد وصولها؛ أي إنه كان يوجد في أسوان مدارس صناعات لهذا الغرض، ولم يشهد التاريخ منظرًا قبل هذا ولا بعده، اللهم إلا مسلة الملكة حتشبسوت» التي حملت من أسوان، غير أنها لم تكن قد تم نقشها، يضاف إلى ذلك أننا عثرنا على صور مراكب منقوشة على جدران هذا الطريق أعظم حجمًا من السفن النيلية، وقد وجد فيها قوم آسيويون شبه أسرى، وهذه المراكب بلا شك آتية من بلاد سوريا مما يدل على العلاقة بين البلدين في هذا العصر، بل وسيطرة مصر عليها بعض الشيء، وآخر منظر كشفنا عنه هو منظر للسوق المصري وتبادل السلع وصنع الذهب ووزنه، وقد كشف حديثًا عن مقبرة زوجته «نبت»، ومقبرة لأحد أولاده المسمى «وناس عنخ».
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|