أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2015
1855
التاريخ: 24-11-2014
1960
التاريخ: 9-10-2014
2322
التاريخ: 7-12-2015
1738
|
ذكرنا بأن النية في الأعمال العبادية هي قصد القربة لله تعالى دون غيره، سواء أكانت تلك الاعمال واجبة أو مندوبة (مستحبة) فالنية تمثل روح العبادة ومركز ثـقـل غايتها الاساسية، لذلك لا يمكن أن يجتمع عند الانسان التصرف الاخلاقي السيء مع النية الخالصة لله تعالى.
فهل يعقل أن يجمع المسلم بين صلاته التي يقصد بها التقرب لله تعالى مع فعله المنكر والفحشاء اللذان نهت الصلاة عنهما؟ فمن المؤكد انهما لن يجتمعا ([1]).
كما تنقذ النية الخالصة المسلم من مظاهر الازدواجية والنفاق والرياء والشرك، وقد أثبت علماء الاجتماع وعلماء النفس بأن الشرك والرياء والازدواجية كلها تُعد بمثابة الأرض الخصبة لإنبات التصرفات الأخلاقية السيئة والنفاق، لذلك جاء الربط المباشر بين العبادة والنية الصادقة مع الاصلاح والاعتصام بالله تعالى، قال تعالى:{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّـهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّـهِ} ([2]).
ولأهمية النية في العبادة جعل الله تعالى غاية خلق البشر من اجل العبادة الخالصة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}([3]).
لهذا نجد الارتباط الوثيق بين مخافة الله تعالى والعمل الصالح، فاذا اعتقد المسلم ان المعطي هو الله تعالى فلا يسأل غيره، فهو سبحانه المعطي والآخذ والمانح والمانع، فاذا كان سبحانه ذلك فلا يحذر الإنسان إلا من أعداء الله تعالى من الطغاة والمجرمين، ويأمن لأحبائه المؤمنين الصالحين، لهذا فالإخلاص بطاعة الله تعالى هي المنقذ الوحيد من اشرار الدنيا والاخرة، قال تعالى: {قُلْ أَ فَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ* وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرينَ *بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرين} ([4]).
أما السُنّة فقد تواترت الكثير من الأحاديث التي تؤكد ما جاء به القرآن الكريم منها ما قاله الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) : (اعمل لوجه الله تعالى يكفيك الوجوه كلها) وقال الامام الصادق(عليه السلام):(ان العبد المؤمن الفقير ليقول يا رب ارزقني حتى افعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فاذا علم الله عز وجل ذلك فيه بصدق نيته كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما يكتب له عمله) ([5]).
وقال ايضا (من هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتب الله تعالى له حسنة، فان عملها له عشر حسنات، ويضاعف الله تعالى لمن يشاء إلى سبعمائة)([6]).
وهكذا نجد النية تُعلم وتربي المسلم نفسيا وروحيا نحو الاخلاص في العبادة بطريقة تربوية بمنتهى الدقة والكمال، مما تجعل تصرفات الانسان الأخلاقية خالصة لله تعالى دون رياء وازدواجية في المواقف، فتجعلها ثابتة في سلوكه بكل زمان ومكان.
ثـــوب الإســــــلام الــــذي يرتــــــديه هـــــــو الأخــــــلاق
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|