أقرأ أيضاً
التاريخ: 15/12/2022
973
التاريخ: 5-1-2023
923
التاريخ: 2023-06-07
1598
التاريخ: 22-10-2019
944
|
صفات كاتب المقال
صدق من قال "إن كاتب المقال شخص يعبر عن الحياة بلغة الحياة، ينقدها بأسلوبه الخاص، ولا ينظر إلى الحياة نظرة المؤرخ أو الشاعر أو الفيلسوف أو القصاص، ولكن يتوافر في فنه شيء من كل ذلك، وليس يعنيه أن يكشف عن نظريات جديدة، ولا أن يوجد الصلة بين أجزائها المختلفة، لان طريقته في العمل أدنى إلى الاسلوب التحليلي، فهو يراقب ويسجل ما يراقب، ويفسر الاشياء كما تبدو لناظره، ثم يدع خياله يمرح في مغزاها.
والغاية من هذا كله أن يحس إحساساً عميقاً بصفات الاشياء، ويلقى عليها نوراً واضحاً رقيقاً، لعله بهذا وذاك يستطيع أن يزيد للناس إحساساً بالحياة، وأن يهيئهم لما اشتملت عليه من المفاجآت المفرحة حيناً، والمحزنة حيناً آخر(1).
"إن المقالة قد تدور حول شيء مما أبصره المؤلف أو سمعه أو شمه أو تصوره أو اخترعه أو توهمه، ولكن المهم أن يكون قد ترك في نفس الكاتب أثراً خاصاً، وتكون في ذهنه منه صورة
خاصة. ويتوقف مجال المقالة على مجال الفكر الذي تصور، ثم سجل ما تصور ..
فالعبرة إذن بأن يحس الكاتب إحساساً قوياً بموضوعه، وأن يعبر عنه بعبارة قوية رائعة .
لقد درجت صحيفة "المؤيد" لصاحبها السيد علي يوسف على نشر مقالات أمريكية من حين لآخر، اشتهر بها كاتب أمريكي معروف في ذلك الوقت، واستأثرت هذه المقالات بإعجاب الجمهور المصري يوم ذاك، فذهب أحد المعجبين بها في مصر إلى أمريكا، واحتال حتى وصل إلى هذا الكاتب الامريكي وسأله: كيف تكتب المقال؟ فأجاب:
أقضي نهاري في مراقبة الناس وأحوالهم، وفي مطالعة أفضل الكتب والمؤلفات، ومتى اختمر في عقلي المعنى الذي اخترته موضوعاً لكتابة المقال أتيت غرفتي هذه، وكتبت مقالتي على الآلة الكاتبة.
إن معنى ذلك إذن أن المقال يكون وليداً للصدفة حيناً، وللتأمل والتفكير الطويل حيناً آخر، ومن هنا كانت "العين الصحيفة" بالنسبة للمقال "كالأنف الصحفية" بالنسبة للأخبار.
يقص علينا الكاتب الامريكي ويلزلي Welseley في كتابه "عالم المجلات" حكاية بسيطة عن طالبتين في إحدى كليات الصحافة، طلب الاستاذ إلى إحداهما أن تكتب ثلاث مقالات في موضوع الدين، ورأت الطالبة أن هذا الطلب معقول بالنسبة لها، فقد قالت إن لديها قدراً من الثقافة الدينية يسمح لها بذلك، وفرغت من كتابة المقالات الثلاث، فجاء المقال الاول خليطاً من المعلومات الخاطئة، والعبارات الدالة على التعصب الاعمى، كما جاء مشتملاً على فقرات تشير على طريقة السرد إلى بعض العقائد الدينية السائدة.
وقرأ الاستاذ المقال فلم يرق في نظره، وسأل الطالبة عن عملها الخارجي فقالت:
إنها تشتغل بتجارة "الابسطة المصنوعة من خيوط النايلون" . فطلب إليها أن تكتب ثلاث مقالات أخرى عن هذا النوع من الابسطة، وأن تضمن المقال رأيها في تنسيق البيوت، وطريقة تزيينها بهذا النوع من المفروشات، ثم اقترح الاستاذ عليها أن تبعث بهذه المقالات رأساً إلى مجلة بعينها، وكتبت الطالبة هذه المواد وبعثت بها إلى هذه المجلة، فلم تلبث أن تلقت من محررة القسم النسائي بها دعوة لتناول الغداء معها في المنزل، وناقشتها المحررة في محتويات المقالات الثلاث، ولما تمت المقابلة عرضت الطالبة آراءها وتعديلاتها لبعض الاجزاء في هذه المقالات، ثم نشرتها تباعاً في المجلة، وكتبت الطالبة لأستاذها بعد ذلك له تقول: لقد تحققت المعجزة، ونشرت المجلة جميع المقالات، وبعد سنوات التحقت هذه الطالبة بهيئة التحرير في هذه المجلة.
___________________
(1) محمد عوض محمد "محاضرات في فن المقالة الادبية" ص 64 ، نقلاً عن الكاتب الإنجليزي بنسن
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|