أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2016
5642
التاريخ: 28-12-2015
24135
التاريخ: 27-8-2022
1950
التاريخ: 15-2-2016
6038
|
يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 63]
ذهب معظم المفسرين إلى أن «الطور» هو ذلك الجبل المعروف الذي هو محل مناجاة موسى (عليه السلام) (1) والذي عبر عنه في سورة «التين» باسم «طور سینین»: «وطور سينين» وفي سورة «المؤمنون» بتعبير: «طور سيناء»، وفي سورة «طه» باسم «الوادي المقدس طوى»: «بالواد المقدس طوى»، وفي سورة «الأعراف» بكلمة: «الجبل» (بألف ولام العهد)، ولما كان المراد من كلمة «الطور» في آيات متعددة من القرآن الكريم جبل الطور المعروف ذاك (2) فلابد أن يكون المراد منه في الآية البحث ـ طبقاً لقانون «الإطراد» (3) ـ هو هذا المعنى أيضاً. من هنا فإنه ليس المراد منه هو جنس الجبل؛ كما أن المراد من الجبل في الآية: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأعراف: 171] هو هذا أيضاً (أي إن الألف واللام في كلمة «الجبل» هي ألف ولام العهد) (4)
كما مر فإن ظاهر سياق الآية مورد البحث هو أن رفع الطور كان من أجل أخذ ميثاق قبول التوراة والعمل بها بقوة وعزيمة؛ لأن مشاهدة مثل هذه الآية والمعجزة العظيمة يكون سبباً لقوة الإيمان وتحريك الضمير المعنوي والشعور الفطري وهي تهيئ الأجواء لأخذ الميثاق الغليظ والشديد وإيجاد العزم الراسخ والأخذ القوي: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63] للعمل بأحكام التوراة. وما يؤيد هذا التفسير هو الآية: {وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 154]؛ وذلك لأن هذه الآية تبين بوضوح أن هناك صلة بين رفع الطور وأخذ الميثاق؛ وكأن الله (عز وجل) يريد من رفع الطور أن يكون ذكرى للميثاق ويفهم بني إسرائيل بأنكم إذا تراخيتم في العمل بعهد الله (عز وجل) ولم تعملوا وفقاً لأحكام التوراة فستتورطون بالعذاب.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع روض الجنان وروح الجنان، ج1، ص319 (وهو بالفارسية)؛ والتفسير الكبير، مج2، ج3، ص 115؛ وراجع تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج 1، ص 304.
2. راجع سورة البقرة، الآية 93؛ وسورة النساء، الآية 154؛ وسورة مريم، الآية 52؛ وسورة طه، الآية 80؛ وسورة القصص، الآيتان 29 و46؛ وسورة الطور، الآية 1.
3. قانون الإطراد هذا هو غير قانون الاطراد المطروح في علامة الحقيقة والمجاز.
4. راجع روح المعاني، ج 1، ص 443، فقد استعمل تعبير «قيل» في نسبة القول إلى القائل المجهول.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|