تمييز المشتركات وتعيين المبهمات / موسى بن عبيد الذي بعث الرضا (عليه السلام) بحجّة له. |
1132
09:13 صباحاً
التاريخ: 2023-06-21
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-18
1286
التاريخ: 2023-07-31
1196
التاريخ: 2023-05-28
1057
التاريخ: 2023-05-18
1139
|
موسى بن عبيد الذي بعث الرضا (عليه السلام) بحجة له (1):
روى الشيخ بإسناده المعتبر عن محمد بن عيسى اليقطيني (2) قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) رزم ثياب وغلماناً وحجّة لي وحجّة لأخي موسى بن عبيد وحجّة ليونس بن عبد الرحمن فأمرنا أن نحج عنه، فكانت بيننا مائة دينار أثلاثاً فيما بيننا. فلما أردت أن أعبّي الثياب رأيت في أضعاف الثياب طيناً فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: ليس يوجه بمتاع إلا جعل فيه طيناً من قبر الحسين (عليه السلام)، ثم قال الرسول: قال أبو الحسن (عليه السلام): ((هو أمان بإذن الله)).
ولكن يمكن الخدش في سند هذه الرواية لما أورده ابن قولويه (3) بسنده الصحيح عن محمد بن عيسى عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) من خراسان بثياب رزم وكان بين ذلك طين. فقلت للرسول: ما هذا؟ فقال: طين قبر الحسين (عليه السلام)، ما يكاد يوجّه شيئاً من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين. وكان يقول: ((هو أمان بإذن الله)).
فإن الظاهر أن هذا الخبر هو ذيل ما ورد في التهذيب ــ إذ يبعد جداً تعدد الواقعة كما لا يخفى ــ وحيث إنه مرسل أي أن محمد بن عيسى ينقل عن رجل أن الإمام الرضا (عليه السلام) بعث إليه بالثياب والغلمان والحجج لا أنه هو الذي بعث إليه (عليه السلام) بذلك كما ورد في التهذيب فلا سبيل إلى الاعتماد على هذه الرواية.
وقد يجاب عن هذا الخدش بأن متن الرواية يشهد على أن من بعث إليه الإمام (عليه السلام) بالثياب وغيرها كان هو محمد بن عيسى نفسه لمكان قوله: (وحجة لأخي موسى بن عبيد) فلا محيص من البناء على أن جملة (عن رجل) في سند كامل الزيارات من إضافة بعض النساخ في المصدر الذي اعتمد عليه ابن قولويه.
ولكن هذا الجواب مبني على ما ذهب إليه جمع ــ منهم السيد الأستاذ (قدس سره) (4) ــ من أنّ موسى بن عبيد المذكور في الرواية هو موسى بن عيسى بن عبيد، أي أنه كان لمحمد بن عيسى بن عبيد أخٌ يسمى موسى ونُسب في الرواية إلى جدّه عبيد كما يحصل هذا أحياناً في الأسانيد.
ولكنه لا يوجد مؤشر على وجود أخٍ لمحمد بن عيسى بن عبيد يُسمى بموسى لا في كتب الرجال ولا في الطرق والأسانيد، بل ورد اسم محمد بن موسى بن عبيد بن يقطين في إسناد بعض الروايات (5) مما يؤكد أن (موسى) هو عم محمد بن عيسى بن عبيد وليس أخاً له.
مضافاً إلى وجود ما يُبعّد كون من بعث إليه الإمام (عليه السلام) بالثياب إلى أخر ما ورد في الرواية هو محمد بن عيسى بن عبيد، فإن الظاهر أنه لم يكن له من الشأن في عصر الرضا (عليه السلام) ما يؤهله لذلك، أي بأن يخاطبه الإمام (عليه السلام) بما يريد ويكلّفه بجملة من الأمور من أداء الحج عنه وصلة أهل بيته وطلاق امرأة كانت له، فإن مقتضى الشواهد والقرائن أنه كان صغير السن في زمن وجود الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان، أي في الفترة ما بين سنة (200) إلى (202) أو (203) وهي سنة استشهاده (عليه السلام).
ولذلك ورد في كتاب الكشي (6) أنه كان: (من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن)، مع أن ابن محبوب قد توفي آخر سنة (224 هـ)، وأمر الرواية أهون بكثير من أمر النيابة عن الإمام (عليه السلام) في الحج وتكفّل طلاق امرأته وصلة أرحامه ونحو ذلك، فكيف يترك الإمام (عليه السلام) الأعاظم من أصحابه أمثال يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير ويخاطب شاباً صغير السن آنذاك ويرسل إليه بمبعوثه؟!
وأما ما ذُكر في كتابي العيون والتوحيد (7) من رواية محمد بن عيسى بن عبيد عن الرضا (عليه السلام) فهو مما يستبعد جداً، والأقرب ما ذكره المحقق التستري (8) من وقوع غلط أو سقط في سند الروايتين. كما أن عدّ الشيخ إياه من أصحاب الرضا (عليه السلام) مما لا يمكن المساعدة عليه، ولا يبعد أن يكون من جهة هذه الرواية المبحوث عنها.
كما لوحظ أن السيد الأستاذ (قدس سره) ذكر (9) محمد بن عيسى بن عبيد ممن روى عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) استناداً إلى هذه الرواية، مع وضوح أنه في غير محله، فإن محمد بن عيسى لم يروِ عن الإمام (عليه السلام) مباشرة حتى بحسب سند التهذيب.
وبالجملة: رواية محمد بن عيسى بن عبيد عن الرضا (عليه السلام) وإدراكه له غير ظاهر، ولا سيما مع ما يلاحظ من أن النجاشي قد عدّه من أصحاب الجواد (عليه السلام) دون الرضا (عليه السلام).
ومهما يكن فإن كون من خاطبه الإمام (عليه السلام) وبعث إليه بالثياب وكلّفه بما ذكر في الرواية هو محمد بن عسى بن عبيد بعيد في النظر جداً.
نعم كان له أخ اسمه جعفر، وهو يروي عنه مكرراً، ويبدو أنه كان أسبق منه طبقة، وقد روى الكشي (10) رواية مفصّلة في دخول جعفر بن عيسى بن عبيد ويونس بن عبد الرحمن وآخرين على الرضا (عليه السلام)، فلو كانت الرواية المبحوث عنها عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر بن عيسى أنه قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام).. لما كان أمراً غريباً، وإن كان يبقى عندئذٍ إشكال عدم انسجام ذلك مع ما ورد في متن الرواية من قوله: (وحجة لأخي موسى بن عبيد)، فإن موسى عم جعفر لا أخوه.
فالنتيجة: أنّ الأقرب في النظر صحة ما في كامل الزيارات من كون من بعث إليه الإمام (عليه السلام) بـ(الثياب والحجة..) هو غير محمد بن عيسى بن عبيد، بل كان رجلاً آخر روى عنه محمد بن عيسى ذلك، فإذا كان المذكور في السند أي (موسى بن عبيد) هو عم محمد بن عيسى بن عبيد فلا بد أن يكون الذي روى عنه محمد بن عيسى بن عبيد ذلك بعض أعمامه الآخرين.
واستظهر المحقق التستري (11) أنه محمد بن عبيد، فقال: من أعمام محمد بن عيسى بن عبيد محمد بن عبيد ــ وهو صاحب القضية ــ ولمحمد بن عبيد مكاتبة إلى الرضا (عليه السلام) مذكورة في خبر إبطال الرؤية في الكافي (12).
ولكن لم يظهر أن محمد بن عبيد صاحب المكاتبة هو من أعمام محمد بن عيسى بن عبيد. والملاحظ أن لمحمد بن عيسى بن عبيد رواية عن رجل اسمه الحسين بن عبيد (13)، ويحتمل أن يكون هو الذي روى عنه هذه القضية.
وكيف كان فلا يسع التأكد من هوية من روى عنه محمد بن عيسى بن عبيد القضية المذكورة إن قلت: لو كانت القضية لرجل آخر غير محمد بن عيسى وهو يرويها عنه لما كان من المناسب التعبير عنه برجل مع ذكر أخيه بالاسم في متن الرواية.
قلت: لم يظهر أن التعبير بـ(رجل) هو من محمد بن عيسى، فإنه قد يكون إبهام الوسيط من جهة شخص آخر غير الراوي المباشر عنه كما إذا كان موضع اسمه في الكتاب قد أصابه تلف فلم تتيسر له قراءته فيعوضه بكلمة (رجل) أو نحوها.
وكيف كان فقد تحصل مما تقدم أن اعتبار سند الرواية المذكورة في التهذيب لا يخلو من خدش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|