أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-8-2020
1999
التاريخ: 2023-08-10
1013
التاريخ: 2023-08-09
1120
التاريخ: 3-3-2022
1487
|
تقع فوهة منطقة جبل كامل النيزكية في الجانب الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية، داخل الحدود المصرية وتقع على بعد حوالي 100 كم شرق جبل العوينات، وعلى بعد 300 كم إلى الغرب من منطقة شرق العوينات. وقد سُميت بهذا الاسم نظرًا لقربها من جبل كامل، الذي يُعتبر من المعالم الطبوغرافية المميزة في المنطقة المحيطة بالفوهة. واكتشفت الفوهة في نهاية 2008، عن طريق صور الأقمار الصناعية. وفي فبراير عام 2010م، زار فريق من الباحثين المنطقة، وتأكد من الأصل النيزكي للفوهة، التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر وأفريقيا والفوهة دائرية إلى بيضاوية الشكل، يبلغ قطرها حوالي 40م، وعمقها حوالي 10م. تغطيها جزئيا الرمال السافية، التي تحملها الرياح السائدة في المنطقة، مما يؤكد أنها تكونت من زمن كبير نسبيًّا، وليس من وقت قريب. وتظهر النتائج المبدئية أن الفوهة نشأت عن ارتطام نيزك حديدي كبير بالمنطقة، من حوالي 2000 إلى 5000 عام من الوقت الحاضر. وقد أتى النيزك من اتجاه الشمال الغربي، بزاوية مائلة، ولم يسقط عمودياً على الأرض. وسقط النيزك الحديدي على صخور من الحجر الرملي فحطمها ونثرها بعيدا وحفر مكانها هذه الحفرة. وتحطم النيزك ذاته من تأثير الحرارة العالية والضغط العالي الذي تولد عن عملية الارتطام. وقد تبخّر جزء كبير من النيزك من الحرارة العالية. وتنتشر حول الفوهة آلاف الشظايا النيزكية الحديدية التي تختلف أحجامها من بضعة مليميترات إلى عدة سنتمترات. وتحتفظ المنطقة بجميع الظواهر التي نشأت عن ارتطام النيزك بالأرض، مثل الصخور التي تناثرت حول الفوهة، والصخور المصهورة من حرارة الارتطام، وشظايا الحديد التي نشأت عن انفجار الجسم النيزكي المرتطم بالأرض. وهي بذلك تعد واحدة من أهم وأندر الفوهات النيزكية المعروفة على الأرض حتى الآن.
عينة نيزكية كاملة
غير آلاف الشظايا الحديدية التي توجد متناثرة بموقع الفوهة، والتي نشأت عن انفجار وتشظي كتلة النيزك الرئيسية التي ارتطمت بالأرض بسرعة عالية، عثر، على بعد حوالي 200 متر من الفجوة، على عينة كبيرة من الحديد النيزكي يبلغ وزنها حوالي 80 كجم. وتكمن أهمية هذه العينة في أنها تمثل جزءًا صغيرًا انفصل عن النيزك الكبير قبل ارتطامه بالأرض؛ ومن ثم فقد سقطت بعجلة الجاذبية الأرضية، ولم تحدث حفرة في موقع ارتطامها بالأرض، ولم تتشظّ بل ظلت سليمة. وهي تحمل الخصائص الأصلية للنيزك، قبل ارتطامه بالأرض. ويتكون النيزك من سبيكة من الحديد مع النيكل. وتصل نسبة النيكل إلى حوالي 20%. هو مشتق من حطام حزام الكويكبات، بين المريخ والمشتري.
أهمية الموقع
لا تنحصر أهمية الموقع فقط في شظايا الحديد التي توجد حول الفجوة، أو المحتمل وجودها داخل الفوهة ذاتها. فالمهم هو الحدث الذي حدث في وقت حديث نسبيًّا (2000–5000 عام من الوقت الحاضر). فمعنى وقوع هذا الحدث في العصور الحديثة، يؤكد على وجود مثل هذه الأجسام التي تهدد الأرض في الفضاء، واحتمالات سقوطها على الأرض، وخاصة المواقع المسكونة منها، وما يمكن أن يحدث عن ارتطامها بالأرض من دمار قد يبيد الحياة بالكامل، أو يُعيد الحضارة الحديثة إلى العصور الحجرية، هو المهم في هذا الحدث. وسوف تستمر الدراسات العلمية، وتقول كلمتها عن توقيت سقوط النيزك بشيءٍ من الدقة، وتقول كلمتها عن وزن النيزك الأساسي، وقت سقوطه على الأرض، وكمية الطاقة التي تولدت عن عملية الارتطام، وتركيب النيزك وتصنيفه ضمن المجموعات المعروفة والأكثر أهمية في هذا الموضوع التأثيرات البيئية التي حدثت نتيجة لسقوط النيزك على أرض المنطقة؛ فالطاقة التي تولدت نتيجةً لارتطام هذا النيزك تعادل الطاقة التي يولدها انفجار قنبلة نووية متوسطة الحجم. والمنطقة كانت مسكونة بمجموعات بشرية تنتمي للعصور الحجرية، كما تدل الشواهد المبدئية على ذلك، من خلال ما عثر عليه من دوائر حجرية، وأدوات صوانية، وقطع من أوان فخارية، كانت تستعمل من قبل السكان في الماضي. ولا يُعرف يقينًا ما إذا كان الحدث قد وقع أثناء وجود تلك الجماعات البشرية في المنطقة، أم حدث بعد الجفاف العام الذي ضرب المنطقة؛ ومن ثم فقد كانوا قد هاجروا إلى مناطق أخرى؟ وهل أسهم هذا الحدث في الجفاف الذي ضرب المنطقة أم لا؟ إذ إن الموجات الحارة التي نشأت عن هذا الارتطام تشبه تلك تنشأ عن انفجار قنبلة نووية متوسطة الحجم. وقد انتشر تأثير الموجات التي نشأت عن انفجار النيزك في دائرة قطرها 5 كم تقريبًا. ولو كانت المنطقة رطبة، في ذاك الوقت لتبخرت مياهها من قبل هذا الحدث.
ومن الطريف أن سكان العصور الحجرية سجلوا سقوط جرم سماوي على جدران صخور جبل عوينات. ويُظهر الرسم الذي يسجل هذا الحدث رجلًا. يجري مفزوعا، ومن خلفه الجرم الساقط. فهل هذا التسجيل يخص هذا الحدث أم أنه لحدث مختلف لم يكتشف بعد؟
ومن ثم تعتبر فوهة جبل كامل أهم ظاهرة جيولوجية – فلكية في مصر. وهي واحدة من أهم الفوهات النيزكية في العالم؛ ومن ثم يجب أخذ كافة التدابير للحفاظ عليها كما هي، دون المساس بأي من الظواهر التي نشأت عن انفجار النيزك الذي أحدثها. وسن قانون لحماية الفوهات النيزكية، بصفة عامة، يحدد كيفية التعامل مع هذه الفوهة، وكيفية إدارة الموقع؛ خشية أن يتم تجريفه، كما حدث للعديد من المواقع الجيولوجية الأثرية البعيدة عن العمران. ومن الضروري إصدار كتاب باللغة العربية والإنجليزية عن هذه الفوهة يصف خصائصها العامة؛ ليكون مرجعًا للباحثين، حتى يمكنهم التعرف على المواقع المشابهة الأخرى التي لا بد أنها موجودة، لكن لا يعرفها الكثيرون؛ ومن ثم من الممكن إصدار طابع بريد يخلد ذكرى اكتشاف هذه الفوهة، باعتبارها أهم ظاهرة جيولوجية – فلكية في مصر حتى الآن.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|