من موارد السقط والتحريف ونحوهما في أسانيد الروايات / موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير. |
938
09:42 صباحاً
التاريخ: 2023-06-09
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-13
957
التاريخ: 2024-08-12
484
التاريخ: 2024-02-28
804
التاريخ: 2023-06-06
1008
|
موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير (1):
روى الشيخ (2) بإسناده الصحيح عن موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل يلبي حتى دخل المسجد... فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ((.. أي رجل ركب أمراً بجهالة فلا شيء عليه..)) وهذه الرواية عُبِّر عنها بالصحيحة في كلمات غير واحد من الأعلام (3) ولكن قال المحقّق الشيخ حسن (4): إنّ (هذا الحديث بحسب الظاهر إسناده من الصحيح المشهوريّ، وعند التحقيق يُرى أنّه معلل. لأن المعهود من رواية موسى بن القاسم عن أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) الذين لم يتأخروا إلى زمن الرضا (عليه السلام) أن يكون بالواسطة، وعبد الصمد بن بشير منهم.
وبالجملة: فالشك حاصل في اتصال الطريق، لشيوع التوهم في مثله، وفقد المساعد على نفيه).
وحاصل مرامه (قدس سره): أنّ الشيخ ابتدأ هذه الرواية باسم موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير، وموسى بن القاسم لا يمكنه أن يروي عمن كان من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) إلا إذا تأخر إلى زمن الرضا (عليه السلام)، وعبد الصمد بن بشير ليس كذلك. فهذه الرواية مرسلة بسقوط اسم الواسطة بين موسى بن القاسم وبين عبد الصمد بن بشير.
وقال السيد البروجردي (قدس سره) (5): (إنّ رواية موسى عن عبد الصمد بن بشير مرسلة ظاهراً، لأنه من الخامسة، وموسى بن القاسم من كبار السابعة).
وما أفاده صحيح، فإن عامة من رووا عن عبد الصمد بن بشير هم من الطبقة السادسة، كابن أبي عمير ويونس ومحمد بن سنان وعبد الله بن جبلة والنضر بن سويد والحسن بن ضريس وعلي بن أسباط وأضرابهم، ولم ترد رواية من في الطبقة السابعة ـ كطبقة موسى بن القاسم ـ عن عبد الصمد بن بشير بلا واسطة إلا في مورد واحد في الكافي (6) من رواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه. ولكن فيه أيضاً سقط كما نبه على ذلك السيد البروجردي (قدس سره). وبذلك يظهر النظر فيما أفاده المحقق التستري (قدس سره) (7) من المناقشة فيما ذكره المحقق الشيخ حسن (قدس سره) بقوله: (من أين أن عبد الصمد مات في حياة الصادق (عليه السلام)؟ ومن أين أن موسى إنّما نشأ في إمامة الرضا (عليه السلام)؟ ولم يصح ما ذكر من تغليط الشيخ حتى يثبتا، وكيف يصح ما ذكر وقد جعل المشيخة طريقها إلى عبد الصمد ذاك جعفر بن بشير وجعفر مثل موسى في عدم عدّه في غير أصحاب الرضا (عليه السلام)).
وجه النظر أنّ المحقق الشيخ حسن (قدس سره) لم يدع أن عبد الصمد مات في حياة الصادق (عليه السلام) بل قال: إنه لم يبق إلى زمن الرضا (عليه السلام)، وهذا مؤكد وإلا لروى عنه غير موسى بن القاسم أيضاً ممن أدركوا الرضا (عليه السلام) ولم يدركوا الكاظم (عليه السلام).
وأيضاً لم يستند (قدّس سره) في كون موسى بن القاسم من أصحاب الرضا (عليه السلام) دون من قبله من الأئمة (عليهم السلام) إلى عدم عدّه في كتب الرجال إلا من أصحابه (عليه السلام) لينقض عليه بجعفر بن بشير، بل استند إلى أنّه لم يروِ عمّن كان من أصحاب الصادق (عليه السلام) ولم يبق إلى زمن الرضا (عليه السلام) إلا مع الواسطة، وهذا ظاهر لمن تتبع أسانيد رواياته، وأما جعفر بن بشير فهو أسبق منه إذ يعدّ من الطبقة السادسة وموسى من السابعة كما مرّ.
والحاصل: أنّ ما ذكره العلمان المحقق الشيخ حسن نجل الشهيد الثاني والسيد البروجردي من كون رواية موسى بن القاسم عن عبد الصمد بن بشير مرسلة هو الأقرب إلى الصواب، والظاهر سقوط الواسطة بينهما عن قلم الشيخ (قدس سره) عند النقل عن كتاب موسى بن القاسم كما وقع نظيره في موارد كثيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|