أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-14
1577
التاريخ: 2024-10-25
43
التاريخ: 2023-08-13
720
التاريخ: 13-8-2019
2560
|
لقد حكمت محكمة «بابل» على إبراهيم «عليه السلام» بالنفي والإبعاد من وطنه، ولهذا اضطر عليه السَّلام ان يغادر مسقط رأسه ويتوجه صوب فلسطين ومصر، وهناك واجه استقبال العمالقة الذين كانوا يحكمون تلك. البقاع وترحيبهم الحار به ونعم بهداياهم التي كان من جملتها جارية تدعى «هاجر». وكانت زوجته «سارة» لم تُرزق بولد الى ذلك الحين، فحركت هذه الحادثة عواطفها ومشاعرها تجاه زوجها الكريم إبراهيم ولذلك حثته على نكاح تلك الجارية عله يُرْزَقَ منها، بولد، تقرّبه عينه وتزدهر به حياته. فكان ذلك، وولدت (هاجر» لإبراهيم ولداً ذكراً سمي بإسماعيل، ولم يمض شيء من الزمان حتى حبلت سارة هي أيضاً وولدت ـ بفضل الله ولطفه ولداً سمي بإسحاق (1). وبعد مدة من الزمان أمر الله تعالى «إبراهيم» بان يذهب بإسماعيل وأمه «هاجر» إلى جنوب الشام (أي أرض مكة) ويُسكنهما هناك في واد غير معروف الى ذلك الحين... واد لم يسكنه أحدٌ بل كانت تنزل فيه القوافل التجارية الذاهبة من الشام الى اليمن والعائدة منها الى الشام بعض الوقت ثم ترحل سريعاً، وأما في بقية أوقات السنة فكانت كغيرها من أراضي الحجاز صحراء شديدة الحرارة، خالية عن أي ساكن مقيم. لقد كانت الاقامة في مثل تلك الصحراء الموحشة عملية لا تطاق بالنسبة لامرأة عاشت في ديار العمالقة وألفت حياتهم وحضارتهم، وترفهم وبذخهم. فالحرارة اللاهبة والرياح الحارقة في تلك الصحراء كانت تجسّد شبح الموت الرهيب أمام أبصار المقيمين. وإبراهيم نفسه قد انتابته كذلك حالة من التفكير والدهشة لهذا الامر، ولهذا فإنّه فيما كان عازماً على ترك زوجته «هاجر» وولده «إسماعيل» في ذلك الواد قال لزوجته «هاجر» وعيناه تدمعان: «إن الذي أمرني أن اضعَكُمْ في هذا المكان هو الذي يكفيكم». ثم قال في ضراعة خاصة: ربّ اجعل هذا بَلَداً آمِناً وأرزُقَ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِالله وَالْيَوْمِ الآخر» (2). وعندما انحدر من ذلك الجانب من الجبل التفت اليهما وقال داعياً: «رَبَّنا إنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَتي بواد غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْد بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصلاة فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَأَرِزُقُهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ» (3). إن هذا السفرة والهجرة وإن كانت في ظاهرها أمراً صعباً، وعملية لا تطاق إلا أن نتائجها الكبرى التي ظهرت فيما بعد أوضحت وبينت أهمية هذا العمل. لأن بناء الكعبة، وتأسيس تلك القاعدة العظمى لأهل التوحيد، ورفع راية التوحيد في تلك الربوع، وخلق نواة نهضة عميقة، دينية، انبثقت على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وشعت من تلك الديار إلى أنحاء العالم، كل ذلك كان من ثمار تلك الهجرة.
....................................
1- بحار الأنوار: ج12 ص 118 و119.
2- البقرة: 126.
3- أبراهيم:37.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|