المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاعلام
عدد المواضيع في هذا القسم 6894 موضوعاً
اساسيات الاعلام
السمعية والمرئية
الصحافة
العلاقات العامة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الْجَمَاعَة وأحكامها
20-8-2017
اعطاء الزكاة لمن ادّعى الفقر ولم يُعلم كذبه
25-11-2015
المهارات اللغوية للطفل
22-1-2018
المؤاخاة
11-6-2021
علي مع القران والقران مع علي
31-01-2015
مصير مبغضي امير المؤمنين(عليه السلام)
30-01-2015


طرق التجديد في صياغة صور الخبر  
  
1068   04:33 مساءً   التاريخ: 2023-05-22
المؤلف : د. عبد اللطيف حمزة
الكتاب أو المصدر : المدخل في فن التحرير الصحفي
الجزء والصفحة : ص 92-101
القسم : الاعلام / الصحافة / التحرير الصحفي / فن الخبر /

طرق التجديد في صياغة صور الخبر

لاحظنا مما تقدم أن لصدر الخبر أهمية خاصة في الصحف، فعليه تعتمد هذه الصحف دائماً في إثارة القراء، وصحيح أن الإجابة عن الاسئلة الستة المعروفة تساعد في الغالب على إشباع فضول القارئ، وتدفعه إلى متابعة القراءة مادام لديه متسع من الوقت لذلك. ولكن المحرر الخبير بشؤون الصحافة يستطيع الخروج أحياناً على القوالب المعروفة، ويمكنه أن يستحدث بعض الطرق التي يصوغ فيها أخباره، وكثيراً ما يكون ذلك منه استجابة لرغبات القراء، أو مطابقة لمقتضى الحال، أو استرعاء للأذهان، ونحو ذلك.

ومن طرق التجديد في صياغة الاخبار على سبيل المثال ما يلي:

أولا- حشد جميع عناصر الإثارة في الجملة الاولى من الجمل التي يشتمل عليها الصدر"، وهي الجملة التي تقوم مقام العنوان في معظم الاحيان، كأن يقول:

* صياح ديك يسبب موت طبيب.

* فأر صغير يعطل حركة المرور.

* جمل المحمل يلوذ بعابدين.

* زوجة رئيس وزراء ترى في نقطة البوليس.

* سفينتان من سفن الفضاء توشكان أن تصطدما.

ولكن على الصحف بعد ذلك أن تحافظ على حماسة القارئ الذي يقرأ صدراً من هذا النوع.

ثانياً- من طرق التجديد في صدر الخبر أن تعمد الصحيفة إلى رسم صورة وصفية تلفت النظر إلى الشخص الاول والاهم في القصة الإخبارية. كأن تبدأ عنه بمثل هذه العبارة:

"كان وجهه ممتقعاً، وكانت شفتاه تتمتان بحركات وألفاظ غير مفهومة.. الخ" .

ثالثاً- من طرق التجديد كذلك الاعتماد على المفارقات والمفاجآت، كأن تقول: فلان الكناس يكتشف أنه الوريث الوحيد لأكبر رجل إقطاعي في الصعيد..".

مثال آخر:

"في صوت هادئ واضح النبرات، وبألفاظ محددة لا غموض فيها ولا إبهام، وفي ثقة كاملة بسلامة الموقف، واقتناع تام واطمئنان كامل ببراءة الذمة استطاع رئيس الوزراء أن يواجه سيل الاسئلة التي وجهت إليه أمس في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه ليرد فيه على الحملات الصحفية الاخيرة بشأن التصرفات التي نسبتها إليه بعض الصحف في الايام القليلة الماضية".

رابعاً- الإتيان أحياناً بالمقدمة الاستفهامية، كأن تقول:

"هل من حق الزوج أن يضرب زوجته إذا رفضت أن تعلق ثيابه؟ تلك هي المشكلة التي واجهت قاضي محكمة الوايلي صباح أمس" .

وتستخدم المقدمات الوصفية كذلك عندما يكون المكان الذي حدث فيه الحادث أهم من الحادث نفسه، ومن الاشخاص المشتركين فيه، وأكثر ما يكون ذلك في الحفلات والمهرجانات والمعارض العامة، والحدائق، والاماكن التي تبدو فيها الطبيعة في أحسن زينتها، وفي الرحلات التي تحتاج لركوب البحر أو لصعود الجبل، ونحو ذلك.

خامساً- المقدمة الاستفهامية، مثال ذلك:

هل من حق الزوج أن يضرب زوجته إذا رفضت أن تعلق ثيابه؟ تلك هي المشكلة التي واجهت قاضي محكمة الوايلي صباح أمس.

هل ظهر بالإسكندرية قاتل مجهول ارتكب نفس الجريمة الغامضة التي ارتكبت في الصعيد؟

سادساً- من طرق التجديد في صدر الخبر أيضاً الاعتماد على التصريحات المنقولة، فكثيراً ما يأتي الكاتب في أول الخبر الصحفي بتصريح هام لشخصية كبيرة مرموقة، ويظل هذا التصريح برغم ذلك أهم نقطة من نقط القصة الخبرية كلها، فإذا  صادف الصحفي مثل هذه التصريحات بادر بأن يؤلف منها صدراً للقصة الإخبارية. مثال ذلك أن صحيفة من الصحف نقلت قول المستر تشمبرلين:

"أستطيع أن أجد حلا للقضية المصرية في وقت أقل من الوقت الذي يكفي لشرب فنجان من القهوة" .

سابعاً- ومن طرق التجديد في صياغة صدر الخبر أيضاً الطريقة التي يسميها الاوروبيون في كتبهم "أنت وأنا"، ويقصدون بها نقل القارئ إلى جو القصة منذ بداية الامر، كان يبدأ المحرر قصته الإخبارية بقوله:  "نحن الآن في مكان كذا، ثم يتم القصة، غير أن هذه الطريقة أقرب للإذاعة وأشبه بها وأصلح لها.

ثامناً- المقدمة الإنسانية، كالتي تحكي قصة رجل فقد بصره وفقد ولده الوحيد وصبر على ذلك سنوات عدة وبعدها رجع إليه بصره بعد أن اهتدى إلى ولده.

تلك وأمثالها طرق لتجديد صدر الخبر، وهي لا تعدو كونها في الواقع مجرد أمثلة من هذا التجديد، وفي وسع الكاتب الصحفي اللبق أن يهتدي إلى أحسن منها، وليس ما قدمناه من الحديث عن (صدر) الخبر إلا وصفاً موضوعياً لهذا الجزء من الخبر، وهو وصف يستعين به المبتدئون في الصحافة، أما الذين مارسوها زمناً طويلاً فإنهم يخترعون كل يوم جديداً في كتابة هذا الجزء الهام من أجزاء الخبر، وهو الصدر أو المقدمة.

على أن التجديد في صياغة الخبر لا يقتصر فقط على الجزء الاول من أجزائه وهو )الصدر(، بل يتعداه إلى الطريقة التي يختارها المحرر. والطريقة هنا غير القوالب الفنية لصياغة الخبر، وهي القوالب التي تحدثنا عنها فيما سبق.

فهناك كما يقول الاستاذ جلال الحمامصي(1) طريقتان لنشر الخبر:

اولاهما- الطريقة التقليدية المعتادة أو الطريقة الإخبارية المباشرة وهي التي تعتمد على تركيز المقدمة (بريد الصدر) حول أهم ما في الخبر، محاولين بذلك الإجابة على واحدة أو أكثر من الشقيقات الخمس )بريد الاسئلة الخمسة).

والثانية- أن يحول التركيز إلى زاوية أخرى من زوايا الخبر على أساس أن هذه الزاوية تضفي على النبأ ضوءاً يجذب القارئ إلى قراءته. وهي طريقة تستعمل كثيراً في كتابة الاخبار ذات الطابع الشخصي.. وهنا يسمى الشخص أو المكان الذي يدور حوله الخبر "المحور الاساسي" في الخبر، فهو الذي يجب أن تسلط عليه الاضواء في المقدمة (المصدر) وما يليها.

مثال للطريقتين معاً

يصح أن نضرب المثل هنا بالعامل الذي عثر على ثلاثة آلاف جنيه مصري في شرفة منزل لاحد التجار، وهو يشتغل بدهان هذا المنزل في غيبة صاحبه، وقد كافأته الحكومة بتمليكه (شقة)  جميلة في أحد المنازل المبنية حديثا.

وتمكن كتابة هذا الخبر بإحدى الطريقتين الآتيتين:

الطريقة الأولى- وهي الطريقة المعتادة :

الصدر:

تسلم عامل نقاش من السيد رئيس الوزراء ووزير الداخلية عقداً بتمليك شقة جميلة في منزل من المنازل التي بنيت حديثاً، وهذا العقد مكافأة له على أمانته.

الصلب:

كان العامل النقاش حامد إبراهيم يجلس مع أسرته للغداء ظهر أمس حين وقفت ببابه دراجة (موتوسيكل) ففتح الباب وإذا بجندي من جنود الشرطة يسلمه خطاباً يدعى فيه إلى المثول بين يدي رئيس الوزراء ليسلمه عقدا بتمليكه شقة جميلة في البيت رقم 15بمدينة النصر )قرب مصر الجديدة(.

وفي اليوم التالي ذهب حامد إبراهيم إلى وزارة الداخلية حيث سلمه السيد رئيس الوزراء هذا العقد بعد أن أثنى عليه لأمانته وشهامته.

الطريقة الثانية (محور الخبر):

روى العامل حامد إبراهيم قصة عثوره على مبلغ ثلاثة آلاف جنيه مصري في شرفة المنزل الذي كان يشتغل بدهانه في غيبة صاحبه، قال حامد لبعض أصدقائه في المقهى الذي تعود الجلوس فيه كل مساء:

فرغت من دهان الغرف التي يتألف منها المنزل، ثم وصلت إلى الشرفة، فوجدت بها على الارض كومة من الجرائد القديمة، وعندما أردت أن ألقى بها في الطريق تبين لي أن بها حزمة كبيرة من الاوراق المالية، وأخذت أعد هذه الاوراق فإذا بها ثلاثة آلاف جنيه فارتعشت أناملي واشتد خفقان قلبي، وذهبت على الفور إلى مركز البوليس وسلمتها له.

ودعاني بعد ذلك السيد رئيس الحكومة وأثنى على أمانتي وسلمى عقدا أصبحت به مالكا للشقة الجميلة التي أسكنها.

والعامل حامد إبراهيم يعيش الآن في هذه الشقة مع زوجته وأولاده وأمه العجوز.

وبعشر المبلغ الذي عثر عليه وهو ما يستحقه بنص الشرع حصل حامد على أثاث جديد، وزود بيته بجهاز تليفزيون.

بالطريقة الأولى: صيغ الخبر صياغة تقليدية حكت تسلم العامل للجائزة من السيد رئيس الوزراء، وتمليكه الشقة الجديدة مكافأة له على أمانته.

وبالطريقة الثانية: دارت القصة الإخبارية كلها حول محور واحد فقط هو )العامل حامد إبراهيم( وكيف عثر على هذا المبلغ وسلمه إلى مركز البوليس، وكيف يعيش في منزله الجديد، وبهذه الطريقة الاخيرة ظهرت العناية (بروح الخبر) دون ما يشتمل عليه من المعلومات الشكلية. ومنها مقابلة العامل للسيد رئيس الوزراء.

ولا شك في أن الطريقة الاخيرة أدنى إلى نفوس القراء من الاولى، وأكثر حيوية، وأكثر إشباعاً لهؤلاء القراء واجتذاباً بالأهتمام.

وهكذا يكون التجديد في صياغة الخبر إما في صياغة الصدر، وإما في الطريقة التي يكتب بها الخبر نفسه على النحو الذي شرحناه.

صلب الخبر

يفرغ المحرر من كتابة الصدر على الوجه المتقدم، وبعد ذلك يأخذ في كتابة التفاصيل شيئاً فشيئاً. والمتبع في كتابة التفاصيل عادة أن تكون على شكل فقرات متكاملة Block Paragraphs . كل فقرة منها تؤلف وحدة مستقلة بذاتها، بحيث يمكن حذف أية فقرة عندما تحتاج الصحيفة إلى ذلك، بشرط عدم الإخلال بالمعنى العام، أو بالقيمة العامة للخبر نفسه إذ ذاك.

وهذا فرق آخر بين الادب والصحافة، فنحن في الاول نرى أن جميع الفقرات التي يتألف منها المقال الادبي آخذ بعضها بحجز بعض، بحيث إذا حذفنا فقرة منها أضر ذلك بالمعنى، لكننا في الخبر الصحفي نستطيع أن نستغنى عن بعض الفقرات التي يتألف منها عند الحاجة.

والخبر الصحفي في هذه الحالة يكون أشبه بالقصيدة العربية، كل بيت فيها وحدة قائمة بذاتها، ويستطيع الشاعر أو القارئ أن يحذف من هذه الوحدات ما يشاء أو يقدم بعضها ويؤخر بعضها متى شاء، فلا يضر ذلك بالقصيدة.

وكما سبق أن ذكرنا، تستطيع الصحيفة أن تفرق من حيث القصة الخبرية بين الطبعة التي تصدر في العاصمة، والطبعة التي تصدر في الاقاليم، فهناك قصة خبرية تهم العواصم الكبرى في الجمهورية العربية، وهناك قصة خبرية تهم الاقاليم، وعلى الجريدة أن تراعي هذا الفرق بينهما مراعاة دقيقة، وتستطيع أن تملأ الفراغ الناتج عن هذا الإجراء بشتى الاخبار التي تهم القراء.

ولا شك أن ذلك ميزة من مزايا الشكل الهرمي في كتابة الخبر الصحفي، فلو لم يكن الخبر مصوغاً على شكل هرم مقلوب لما استطاعت الصحف أن تحدث هذه التغييرات المطلوبة عند الحاجة، ولعجزت الصحيفة عن أن تمد كل بيئة محلية بالأخبار التي تناسبها.

والآن نعود إلى الكلام عن الخبر الذي يكتبه المحرر الصحفي مستخدماً فيه جميع القوالب الفنية المعروفة إلى الآن، وهي: قالب السرد، وقالب الحديث المنقول، وقالب القصة الإخبارية.

وسنضرب المثل هنا بخبر من الاخبار علينا أولا أن نحكى خلاصته كما يلي (2):

في إحدى نقابات العمال جاء المرشح الجديد لمركز النقيب واتهم النقيب السابق بأنه أساء استعمال أموال النقابة وتصرف فيها لمصلحة مؤيديه.

وفي اليوم السابق للانتخابات تجمهر أفراد هذا الفريق أمام دار النقابة يريدون اقتحامها بالقوة، وإذ ذاك تحصن النقيب السابق ومؤيدوه بمبنى النقابة.

وتصل الشرطة إلى مكان الحادث وتحاول التدخل.

ولكن المرشح الجديد لمنصب النقيب يخطب في العمال ويدلى بتصريحات هامة.

وتخشى الشرطة أن يفلت الامر من يدها فتستعمل الغازات المسيلة للدموع، ثم تضطر بعد ذلك إلى إطلاق بعض الاعيرة النارية فيصاب عدد من العمال وينقلون إلى المستشفى.

كيف نكتب صدر هذا الخبر

إن خبراً كهذا لابد أن يكون صدره طويلا، لأنه يشتمل على وقائع كثيرة، ولابد في خبر مثله أن تتركز نقطة البداية في تجمع العمال حول دار النقابة، لان هذا التجمع هو الذي أدى إلى إلقاء الخطب والتصريحات المثيرة، وإلى الصدام بين الشرطة والعمال، وإلى وجود ضحايا.

بعد ذلك يمكن للمحرر الصحفي أن ينتقل إلى الإجابة عن سؤال ماذا؟ أي ما الذي حدث حتى أدى إلى هذه النتائج؟

وفي فقرات قصيرة ومركزة بعد ذلك يذكر المحرر وقائع الحادث واحدة بعد أخرى، ويقدم للقارئ (هيكلا هرميا) لهذه الوقائع، وكل ذلك دون أن يغرق القارئ في مزيد من التفصيلات التي لا مكان لها إلا "صلب الخبر".

وعلى هذا تمكن كتابة (صدر الخبر) على النحو التالي:

صدر الخبر

حاول ألف عامل من عمال نقابة )كذا( اقتحام دور نقابتهم بعد ظهر أمس، متأثرين بأن أحد زعمائهم )فلان( متهم باسم النقيب السابق، وتصرف في مبالغ كبيرة من أموال النقابة لمصلحة مؤيديه.

وقع تصادم بين الشرطة وبعض النقابيين أدى إلى حدوث إصابات من الفريقين، والسبب في ذلك أن الاتهام جاء في الليلة السابقة لموعد اجتماع الجمعية العمومية لإجراء انتخاب النقيب وأعضاء مجلس النقابة.

بادرت الشرطة إلى محاصرة مبنى النقابة، وفي داخل المبنى تحصن النقيب السابق ومعه مؤيدوه.

حاولت الشرطة إبعاد العمال قليلا عن مبنى النقابة، ولكن العمال رفضوا ذلك.

اضطرت الشرطة إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع، ثم إلى إطلاق بعض أعيرة نارية أصابت عشرة من العمال بجروح بالغة ونقلوا إلى المستشفى.

بنى زعيم العمال الثائرين (فلان) اتهامه للنقيب السابق على تقرير وضعته لجنة خاصة كلفتها الجمعية العمومية غير العادية وبحثت في الإعانات العمالية التي صرفت في العام الماضي.

وقد جاء في هذا التقرير أن اللجنة تشك في أن هذه الإعانات اتبعت في صرفها الإجراءات التي نص عليها قانون النقابة:

وأخيراً نأتي إلى:

صلب الخبر

وفيه يأتي الصحفي بالتفصيلات الكثيرة لما تضمنه الصدر من الوقائع الكثيرة، فيبدأ مثلا في شرح المزيد من البيانات المتصلة بالحادث، ويتكلم عن الطريقة التي حدث بها التجمع أمام دار النقابة، فهل كانت هناك دعوة سابقة، أم أن التجمع جاء بمحض المصادفة؟

ثم يأتي بتفاصيل أخرى عن الصدام الذي وقع بين المتظاهرين ورجال الشرطة، ويشرح للقارئ كيف نصح رجال الشرطة بالامتناع عن التظاهر، ثم يصف حالة المصابين الذين نقلوا إلى المستشفى ويذكر أسماءهم واحداً واحداً كلما استطاع ذلك، ثم ينتقل بعد ذلك إلى وصف زعيم العمال الساخطين وهو يقف بينهم وبيده نسخة من تقرير اللجنة يلوح بها لمؤيديه وينذرهم بأن النقابة على وشك الإفلاس بسبب تصرفات المجلس السابق والنقيب السابق.

وهنا يجب على المحرر أن يقتبس من كلام زعيم العمال الساخطين بعض أقواله، ومنها على سبيل المثال:

إن ما وصلت إليه حالة النقابة المالية يهددنا جميعاً بخطر كبير، ويحتم علينا جميعاً أن نتخذ الإجراء الحازم لحفظ حقوقنا.

ومثل قوله:

"لقد سرقوا أموالنا وأنتم الضحايا، بل إن أولادكم أيها العمال هم الذين سيدفعون الثمن" وهكذا.

ويعود المحرر الصحفي بعد كل ذلك إلى سرد الوقائع الباقية واحدة بعد أخرى، ثم يعود إلى المزيد من الاقوال المقتبسة من تقرير اللجنة، وهي الاقوال التي استشهد بها زعيم العمال الثائرين في تحريضهم ضد الثورة.

وأخيراً يصل المحرر الصحفي إلى:

الفقرة النهائية أو الختامية للخبر

وهذه ليست لها قواعد مضبوطة في الحقيقة على الرغم من أن لها أهمية كبيرة، لأنها آخر ما يقرع سمع القارئ من القصة الإخبارية، ويتوقف اختيار الفقرات الختامية على طبيعة الموضوع الصحفي ذاته، والمهم ألا يترك الصحفي قراءه معلقين أو حائرين، فإن كلمة واحدة في هذه الحالة تزيل الشك والتردد، وعلى ذلك يمكن أن تكون الفقرة الختامية لهذه القصة الإخبارية بصورة من هذه الصور فمثلا:

الصورة الأولى

وما زال الخلاف بين الفريقين المتنازعين على أشده، وستحسم هذا النزاع نتائج الانتخابات التي ينتظرون إعلانها في ساعة متأخرة من مساء اليوم.

الصورة الثانية

وتواصل النيابة التحقيق، وستستمع إلى أقوال رئيس النيابة السابق في الساعة العاشرة من صباح اليوم.

الصورة الثالثة

وإذا ظلت الاضطرابات مستمرة اليوم كذلك فقد يصدر وزير الشؤون الاجتماعية قراراً بتأجيل الانتخابات إلى وقت آخر.

وفي هذا المثال المتقدم من أمثلة الخبر الصحفي وجدنا المحرر يصطنع الطرق الفنية الثلاث المتبعة إلى الآن في تحرير الاخبار، وهي طريقة السرد، وطريقة الحديث المنقول، وطريقة القصة الإخبارية.

فاستخدم طريقة السرد، لأنه سرد وقائع الحادث واحدة بعد أخرى وبالترتيب الذي وقعت به تماماً، واستخدم طريقة الحديث المنقول، لأنه أورد كثيراً من كلام زعيم العمال الساخطين ومن كلام التقرير الذي كتبته اللجنة، واستخدم طريقة القصة الإخبارية، لان الخبر كان له صدر أجاب عن الاسئلة التقليدية، ومن سؤال (لماذا) وأن السبب في هذا الحادث كان هو الاهم في الواقع، كما كان للخبر صلب اشتمل على التفاصيل كما رأينا.

__________________

(1) انظر كتاب: من الخبر إلى الموضوع الصحفي 117 و 118.

(2) أورد هذا الخبر الاستاذ الحمامصي في كتابه "المندوب الصحفي" ص 111.




تتمثل في دراسة الجماهير والتعرف عليهم وعلى أفكارهم وآرائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة أو الإدارة التي تتعامل معهم، ومن ثم نقل هذه الأفكار والآراء والمبادئ والاتجاهات إلى الإدارة ليصبح ذلك مستنداً لديها في تعديل سياستها وبرامجها بشكل يتناسب مع تلك الآراء والاتجاهات الجماهيرية، وهذا ما يجعلنا نقول بأن العلاقات العامة تقوم على تبادل الآراء وعرض الحقائق وتحليل الاتجاهات للرأي العام.


حرفة تقوم على جمع الأخبار و تحليلها و تحقيق مصداقيتها و تقديمها للجمهور، غالبا ما تكون هذه الأخبار ذات علاقة بما استجد من الأحداث سواء على الساحة السياسية أو المحلية أو الثقافية أو الرياضية أو الاجتماعية و غيرها.فالصحافة قديمة قدم الأزمنة بل يرجع تاريخها الى زمن الدولة البابلية، حيث كانوا قد استخدموا كاتبا لتسجيل أهم ما استجد من الأحداث اليومية لتتعرف الناس عليها .و في روما قد كانت القوانين و قرارات مجلس الشيوخ لعقود الأحكام القضائية و الأحداث ذات الأهمية التي تحدث فوق أراضي الإمبراطورية تسجل لتصل إلى الشعب ليطلع عليها .و في عام 1465م بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة، و عندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي و كان ذلك في بدايات القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر و الثامن عشر أخذت الصحافة الدورية بالانتشار في أوربا و أمريكا و أصبح هناك من يمتهن الصحافة كمهنة يرتزق منها و قد كانت الثورة الفرنسية حافزا لظهور الصحافة، كما كانت لندن مهداً لذلك.

يعد التلفزيون واحدا من أهم اختراعات القرن العشرين؛ إذ بدأت أولى التجارب على إرسال الصور الثابتة باللونين الاسود والابيض عن بعد في منتصف القرن التاسع عشر، وتطور هذا الاختراع حتى استطاع الألماني (دي كورن) من اختراع الفوتوتلغرافيا عام 1905,، وجاء بعده الفرنسي ( ادوارد بلين ) الذي طور الاختراع الاول واطلق عليه اسم البيلنوغراف عام 1907, واستمرت هذه التجارب بالتطور مستخدمة وسائل ميكانيكية اولاً ثم كهربائية ، حتى توصل كل من الانكليزي( جون بيارد) والامريكي ( س. ف. جنكيس) إلى وسيلة ارسال تستعمل فيها اسطوانة دورانية مثقوبة عام 1923.ويرتبط اختراع وظهور التلفزيون باسم العالم البريطاني ( جون بيرد) الذي استطاع عام 1924 من نقل صورة باهتة لصليب صغير عن طريق اجهزته التجريبية إلى شاشة صغيرة معلقة على الحائط.. وبعد ذلك بثلاث سنوات بدا هذا العالم تجاربه على التلفزيون الملون ، كما اجريت عدة تجارب لنقل الصور سلكياً ، نجح من خلالها الباحثون من ارسال صورة تلفزيونية عبر دائرة مغلقة من واشنطن إلى نيويورك عام 1927 ( ).وقد تكللت التجارب التي اجريت خلال الثلاثينات من القرن العشرين بالنجاح ، حتى بدأ مركز اليكساندر بلاس البريطاني بالبث التلفزيوني لمدة ساعتين يومياً عام 1936.