المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مراتب العقل والذكاء  
  
1002   01:35 صباحاً   التاريخ: 2023-05-20
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص143
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/10/2022 1420
التاريخ: 13/10/2022 1285
التاريخ: 2023-05-04 1463
التاريخ: 2024-08-30 302

ومن خلال قياس درجات العقل والذكاء لدى الأطفال والشبان بالمقارنة مع أعمارهم ، يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة أقسام : عادي وفوق العادي ودون العادي . فالعادي منهم هو من يتطابق عمره الطبيعي مع سنه العقلي تقريباً أو يزيد أو ينقص قليلاً ، فهو لا يملك عقلا خارقاً ولا يعاني من تخلف عقلي، وبإمكانه أن يتجاوز الاختبار المخصص لسنه. والشخص فوق العادي أو الخارق هو من يملك عقلاً خارقاً ويتمتع بذكاء يفوق عمره ويساعده أحياناً على تجاوز اختبار مخصص لمن يبلغ ضعف عمره أو ضعفين حتى . أما الفرد دون العادي فهو من تكون درجة العقل لديه أقل من عمره ، فمثل هذا الفرد يعاني من الغباء والتخلف العقلي الذي يُعيقه أحياناً عن اجتياز اختبار مخصص لأشخاص لا يتجاوزون نصف عمره .

«إن للتخلف درجات ، وفي أدنى هذه الدرجات يمكن أن يعجز فتى في الخامسة عشرة من العمر عن الإتيان بما يمكن أن يقوم به طفل في الرابعة من العمر»(1).

___________________________

(1) اصول روانشناسى مان (مبادئ علم نفسنا) ،ص47. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.