المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22
تأثير العوامل الجوية على زراعة الثوم
2024-11-22
Alternative models
2024-11-22

محمد سعيد بن قاسم بن محمد الطباطبائي ( ت/1092 هـ)
3-7-2016
أهم الأنواع في الإنتاج الحيواني- الأغنام
23-1-2023
Globulins
15-5-2016
الوصف الجامع
24-10-2014
البرتقال اليافاوي
2023-02-21
مخارج الحروف
2023-04-08


من التراث التفسيري للإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام )  
  
1116   04:50 مساءً   التاريخ: 2023-05-19
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص185-188
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / التراث العسكري الشريف /

التفسير

لقد اختلف الفقهاء والمحدّثون في مدى صحة انتساب التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) منذ القرن الرابع الهجري حتى يومنا هذا .

غير أن المعلوم هو أن الإمام العسكري ( عليه السّلام ) قد أثرت عنه مجموعة لا بأس بها من النصوص في مجال تفسير القرآن الكريم . وقد تناثرت جملة من هذه النصوص في المصادر الموجودة بأيدينا اليوم[1].

فالخلاف إذا هو حول الكتاب الذي ينسب إليه ، وليس في ظاهرة التفسير التي اختص بها عصره وعرفت عنه .

وإذا لاحظنا الظرف الذي عاشه الإمام ( عليه السّلام ) من جهة ونسبة هذا التفسير إليه من جهة ، ولاحظنا محتوى هذا التفسير من جهة ثالثة ، وطابقنا محتواه مع ما روي عنه في سائر المصادر نكون قد وقفنا على نقاط واضحة وأخرى محتملة مشكوكة تحتاج إلى أدلة قوية للاثبات .

أما ظرف الإمام وعصره من حيث الاهتمام بالقرآن الكريم فقد عرفنا أن الكندي - كفيلسوف محترف - كان قد تصدّى لنسف اعتبار القرآن الكريم وإبطال جانب من جوانب إعجازه .

وهذا التصدي منه وتصدّي الإمام ( عليه السّلام ) لردعه عما كان ينويه بشكل منطقي يدلّ على شدة اهتمامه بالقرآن في ذلك الظرف وفاعليته في الحياة الفكرية والاجتماعية ومدى أهمية حركة التفسير التي كان يقوم بها العلماء في إظهار عظمة الأمة الاسلامية من خلال حملها للقرآن الكريم ، فكان من الطبيعي أن يؤكد الإمام ( عليه السّلام ) هذا الجانب بإغناء الأمة الاسلامية بعلمه الذي كان يتفرّد به هو وآباؤه الكرام ، فإنهم معدن العلم في هذه الأمة بل في العالم أجمع بعد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وهم أهل بيت الوحي حيث نزل القرآن في بيتهم فهم أدرى بما في البيت من غيرهم ، وكل العلماء تبع لهم وعيال عليهم في معرفة القرآن وعلومه ، كما اعترف بذلك المؤالف والمخالف وكما تفصح عنه سيرتهم جميعا بدء بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وانتهاء بالإمام الحسن العسكري ( عليهم السّلام ) .[2]

نماذج من تراثه التفسيري

1 - روى الثقة الأمين أبو هاشم الجعفري - وهو من خيرة أصحاب الإمام ( عليه السّلام ) قال : كنت عند أبي محمد ( عليه السّلام ) فسألته عن قول اللّه عز وجل : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ . . .[3]. قال أبو هاشم : فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي ما أعطى اللّه آل محمد ( صلّى اللّه عليه واله ) فنظر إلي الإمام وقال : عظم ما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد ، فاحمد اللّه ، فقد جعلك اللّه متمسكا بحبهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل إنسان بإمامه ، فأبشر يا أبا هاشم فإنك على خير[4].

2 - سأل محمد بن صالح الأرمني الإمام أبا محمد عن قول اللّه عز وجل :

يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ[5] فقال الإمام ( عليه السّلام ) : هل يمحو اللّه إلّا ما كان ، وهل يثبت إلّا ما لم يكن . . . تعالى الجبار ، العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق ، إذ لا مخلوق ، الديان .

وانبرى محمد بن صالح ، فقال : أشهد أنك حجة اللّه ووليه وأنك على منهاج الحق الإمام أمير المؤمنين[6].

3 - وسأله أيضا عن قول اللّه عز وجل : لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ[7] فقال الإمام : من بعد أن يأمر بما يشاء ، فقلت في نفسي : هذا قول اللّه : أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ[8] فنظر إلي الإمام وتبسم ، ثم قال : له الخلق والأمر تبارك اللّه ربّ العالمين[9].

4 - قال أبو هاشم : كنت عند أبي محمد ( عليه السّلام ) فسأله ابن صالح الأرمني عن قول اللّه تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا[10].

قال الإمام أبو محمد ( عليه السّلام ) : ثبتت المعرفة ، ونسوا ذلك الموقف ، وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ، ولا من رازقه .

قال أبو هاشم : فجعلت أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى اللّه وليه ، وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليّ ، فقال : الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم ، ما ظنك بقوم من عرفهم عرف اللّه ، ومن أنكرهم أنكر اللّه ، فلا مؤمن إلّا وهو بهم مصدق ، وبمعرفتهم موقن[11].

5 - روى سفيان بن محمد الصيفي ، قال : كتبت إلى الإمام أبي محمد ( عليه السّلام ) أسأله عن الوليجة في قول اللّه عز وجل : وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وقلت في نفسي : من يرى المؤمن هاهنا ؟ ، فرجع الجواب : الوليجة التي تقام دون ولي الأمر ، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع ؟ فهم الأئمة الذين يؤمنون باللّه فنحن هم[12].

 

[1] حياة الإمام الحسن العسكري ، القرشي : 95 - 100 ، ومسند الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) .

[2] راجع مقدمة ابن أبي الحديد لشرحه لنهج البلاغة ، فيما يخص الإمام علي وعلوم القرآن الكريم .

[3] فاطر ( 35 ) : 32 .

[4] الثاقب في المناقب : ص 341 - 242 للجرجاني .

[5] الرعد ( 13 ) : 39 .

[6] الثاقب في المناقب : 242 وكشف الغمة : 3 / 209 عن دلائل الحميري .

[7] الروم ( 30 ) : 4 .

[8] الأعراف ( 7 ) : 54 .

[9] كشف الغمة : 3 / 210 عن دلائل الحميري .

[10] الأعراف ( 7 ) : 172 .

[11] كشف الغمة : 3 / 209 ، 210 عن دلائل الحميري .

[12] أصول الكافي : 1 / 508 مع اختلاف يسير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.