أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-05
568
التاريخ: 2024-03-26
818
التاريخ: 2023-07-28
1060
التاريخ: 2024-03-17
915
|
مسائل الرجال ومكاتباتهم الى الإمام الهادي (عليه السلام) (1):
وهو (كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، والأجوبة عن ذلك، رواية أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيـد الله بن حسن بن عيّاش الجوهري، ورواية عبد الله بن جعفر الحميري.
هكذا ورد في آخر السرائر (2)، وكأنّ هناك كتاباً اسمه مسائل الرجال ومكاتباتهم إلى الإمام الهادي (عليه السلام) برواية الرجلين أبي عبد الله الجوهري وعبد الله بن جعفر الحميري.
ولكن الصحيح أنّ الكتاب هو لعبد الله بن جعفر الحميريّ، وقد ذكره النجاشيّ (3) في عداد مؤلفاته، وهو من الكتب المعتمدة لدى الأصحاب، ومؤلفه ثقة جليل القدر من رجال الطبقة الثامنة.
والظاهر أنّ كتابه هذا كان من مصادر الكليني أو من مصادر بعض مشايخه كمحمد بن يحيى أو محمد بن عبد الله بن جعفر ــ ولد المؤلف ــ، وقد أورد في الكافي العديد من الروايات ممّا يناسب أن تكون مقتبسة من هذا الكتاب.
فعلى سبيل المثال روى عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر ــ أي الحميري ــ عن محمد بن جزك (4): (قال كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام)..)، وروى عن محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله ــ وهو ابن عبد الله بن جعفر الحميري ــ عن عبد الله بن جعفـر عن أحمد بن حمزة (5): (قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام)..) أي أبا الحسن الثالث (عليه السلام)، وروى عن محمد بن يحيى [عن] (6) محمد بن عبد الله عن عبد الله بن جعفـر عن أيّـوب بن نـوح (7): (قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام)..)، وروى عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن أحمد بن مطهّر (8) عن الإمام أبي الحسن صاحب العسكر، وروى عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن علي بن كيّسان (9)، وعن الحسين بن مالك (10)، وعن موسى بن محمد (11) عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام).
ويبدو أنّ نسخة من هذا الكتاب وقعت بيد ابن إدريس، وعليها ثبت رواية الجوهري (12) لها.
ولكنّه لم يكن هو الراوي المباشر عن الحميري لاختلاف الطبقة، فإنه من الطبقة العاشرة أو الحادية عشرة والحميري من الطبقة الثامنة ــ كما مرّ ــ فهو لا يروي عنه إلا مع الواسطة.
وعلى ذلك فليس ذكر اسم الجوهري في هذه النسخة من سهو القلم كما قيل (13) بل من حيث كونه راوياً لها، وإن كان حق العبارة عندئذٍ أن تكون هكذا: رواية أبي عبد الله الجوهري تصنيفَ عبد الله بن جعفر الحميري. وليس كما ذكرها ابن إدريس:
(رواية أبي عبد الله.. الجوهري ورواية عبد الله بن جعفر الحميري) حيث إنها ظاهرة في كون كلا الرجلين مؤلفاً أو راوياً للكتاب (14).
وكيف كان فإن ما انتزعه ابن إدريس من روايات هذا الكتاب هو ما يأتي: أولاً روايتان من (مسائل أيوب بن نوح)، ثم رواية لأحمد بن محمد قال حدثني عدة من أصحابنا، ثم رواية من (مسائل علي بن الريّان)، ثم ستّ روايات من (مسائل داود الصرمي) ثم رواية لعلي بن مهزيار، ثم سبع روايات من (مسائل محمد بن علي بن عيسى).
والملاحظ أنّ من عبّر الحميري عند إيراد رواياتهم بـ(مسائل فلان) هم من أصحاب نسخ عن الإمام الهادي (عليه السلام)، فأيوب بن نوح ذكر الشيخ (15) أن له مسائل عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، وعلي بن الريّان قال النجاشي (16): له عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) نسخة، وداود الصرمي قال النجاشي (17): بقي إلى أيام أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) وله مسائل إليه، ومحمد بن علي بن عيسى وهو الطلحيّ القمّيّ قال النجاشي (18): له مسائل لأبي محمد العسكري (عليه السلام)، ثم رواها بإسناده عن محمد بن أحمد بن زياد، وهو الذي روى الحميري مسائل محمد بن علي بن عيسى إلى الإمام الهادي (عليه السلام) عن طريقه.
والظاهر أنّ ما ذكره النجاشي من كون مسائل محمد بن علي بن عيسى عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) سهو، والصحيح كونها عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) كما نبّه على ذلك المحقق التستري (19)، والقرينة عليه أنّ الشيخ (20) والبرقي (21) قد عدّا محمد بن علي بن عيسى في أصحاب الإمام الهادي دون ولده العسكري (عليهما السلام)، وأيضاً إيراد الحميري مسائله في الكتاب المخصص لذكر المسائل المرفوعـة إلى الإمام الهادي (عليه السلام)، فإنه قرينة واضحة على أن تلك المسائل كانت إليه (عليه السلام) لا إلى الإمام العسكري (عليه السلام).
وكيف كان فأحمد بن محمد المذكور في سند الرواية الثالثة هو أحمد بن محمد بن عيسى بقرينة رواية الحميري عنـه كثيـراً.
وأما قوله: (حدثني عدة من أصحابنا) فهو لا يضر باعتبار الرواية وإن لم يصرح بأسماء أولئك العدة، للوثوق بعدم تواطئهم على الكذب وعدم اشتباههم جميعاً، فليتأمل. فإذاً ليس هناك إشكال من ناحية طريق الحميري إلى الإمام (عليه السلام).
وبذلك يظهر النظر فيما قيل (22) من أنّ: (هذه المسائل ــ أي التي وردت فيما انتزعه ابن إدريس من كتاب الحميري ــ لم نعرف طريق روايتها عن أصحابها، وأغلب الظن أنها كانت وجادة في كتبهم فنقلها الحميري في كتابه مسائل الرجال، ووثاقة الحميري في نفسه لا تضفي الوثاقة على الطريق المجهول). وجه النظر: أنّ من روى عنهم الحميري مسائلهم ورواياتهم هم كلهم من طبقة مشايخه، فروايته عنهم لا تحتاج إلى واسطة ليقال إنها مجهولة أو يقال إن أغلب الظن أنه رواها على سبيل الوجادة، فالإشكال من هذه الجهة في اعتبار ما أورده ابن إدريس من كتاب الحميري في غير محله جداً.
نعم يبقى الإشكال من ناحية اعتبار نسخة ابن إدريس من ذلك الكتاب، لأنها ــ كما تقدم ــ إنما كانت برواية ابن عيّاش الجوهري، والرجل ممن ضعفه شيوخ الأصحاب، فلهذا لم يروِ عنه النجاشي، فكيف يعتمد على مروياته؟!
اللهم إلا أن يقال: إن عدم رواية النجاشي عنه وتضعيف الأصحاب له إنما كان لما أصابه من الاضطراب في أواخر عمره، فهو لا يضر باعتبار مروياته قبل ذلك.
ولكن لو سُلم كون هذا هو الوجه في تضعيف الأصحاب له وعدم رواية النجاشي عنه، إلا أنه ليس هناك ما يُؤكد كون النسخة التي وصلت إلى ابن إدريس من كتاب الحميري كانت من مروياته قبل أن يصاب بالاضطراب.
مضافاً إلى أن صدور التضعيف بحقه في أواخر عمره لا يقتضي كونه ثقة قبل ذلك كما هو واضح.
فالنتيجة: أنّه لا سبيل إلى الوثوق باعتبار نسخة الجوهري من كتاب الحميري التي روى عنها ابن إدريس.
هذا على تقدير حصول الاطمئنان بكون تلك النسخة هي بالفعل نسخة الجوهريّ، وإلا فالإشكال من جهة مجهوليّة طريق ابن إدريس إلى الكتاب، فتدبّر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|