أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-22
581
التاريخ: 2023-05-24
1242
التاريخ: 2024-02-28
704
التاريخ: 22-4-2016
1695
|
عنبسة بن مصعب (1):
عنبسة بن مصعب له عدد معتد به من الروايات في جوامع الحديث، وقد ذكره الكشيّ(2) وحكى عن حمدويه أنّه ناووسيّ واقفيّ على أبي عبد الله (عليه السلام)، وعدّه الشيخ (3) من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام)، ولكن لم يذكر له توثيق في كلمات الرجاليّين.
نعم ظنّ بعضهم (4) أنّه من مشايخ الثلاثة ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي.
ولكنّه ليس بصحيح؛ فإنّه - كما ذكر الشيخ (قده) في رجاله (5) كان من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام)، وله بعض الروايات عنه في جوامع الحديث (6)، ومثله يعد من الطبقة الرابعة، وعامّة من رووا عنه هم من الطبقة الخامسة كأبان بن عثمان، وابن بكير، ومنصور بن حازم، وابن مسكان، وإسحاق بن عمّار، وعلي بن رئاب، وجميل بن درّاج، ومحمد بن مسعود الطائي، وأبي المغرا ـ وهو ابن اخته (7) - وأمّا الطبقة السادسة فيروون عنه مع الواسطة.
نعم، وردت رواية جعفر بن بشير - وهو من السادسة ـ عنه في موضع من الكافي(8)، ولكن لا يبعد أن يكون لفظ (مصعب) فيه حشوًا، والمقصود به هو عنبسة بن بجاد العابد الذي يعد من الخامسة ويروي عنه جعفر بن بشير(9) وصفوان وغيرهما من السادسة.
ونظير هذا الحشو وقع في مواضع أخرى، ففي بعض الأسانيد (10) رواية ابن بكير عن عنبسة بن مصعب العابد، أنّ الملقّب بالعابد هو عنبسة بن بجاد لا مع عنبسة بن مصعب، ممّا يقتضي زيادة لفظ (العابد) في السند المذكور ـ كما نبّه على ذلك غير واحد (11) ويشهد لها أيضاً أنّ الصدوق (12) أورد الخبر المشار إليه عن عنبسة بن مصعب من دون لفظ (العابد).
وأيضاً أورد القهبائي (13) عن الكشي رواية عن علي بن حديد عن عنبسة بن مصعب العابد، ولكن الرواية موجودة في رجال الكشي (14) عن عنبسة العابد من دون لفظ (مصعب)، وهو الصحيح فإنّ المراد به هو عنبسة بن بجاد.
وأيضًا ورد في الكافي (15) خبر عن صفوان عن عنبسة بن مصعب عن سماعة، وصحيحه: صفوان عن عنبسة عن سماعة، فإنّ عنبسة الذي يروي عن سماعة هو عنبسة بن بجاد وصفوان هو راوي كتابه كما نصَّ عليه الشيخ في الفهرست (16).
وبالجملة: إنَّ المشايخ الثلاثة ابن أبي عمير وصفوان والبزنطي لا يسعهم الرواية عن عنبسة بن مصعب مباشرة وإنّما يروون عنه مع الواسطة، كما يلاحظ ذلك في رواية ابن أبي عمير عنه بواسطة أبي المغرا (17)، ورواية صفوان عنه بواسطة كل من منصور بن حازم (18) وابن مسكان (19) وإسحاق بن عمّار (20).
وبذلك يعرف أنَّ ما ورد في موضع من الفقيه من رواية ابن أبي عمير (21)عن عنبسة بن مصعب بلا واسطة، وكذلك ما ورد في موضع من الكافي (22) وآخر من رجال الكشي (23) من رواية صفوان عنه بلا واسطة إنّما هو من غلط النسخ ووقوع السقط فيها.
وأمّا ما ورد في السرائر (24) نقلاً عن نوادر أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطيّ من روايته عن عنبسة بن مصعب فإنّما هي بواسطة جميل، فإنَّ الضمير في قوله: (وعنه عن مصعب) إنَّما يرجع إلى جميل الذي هو مذكور قبل ذلك، ولا يرجع إلى ابن أبي نصر صاحب النوادر كما توهّمه بعضهم، ومن أجل ذلك عدَّ عنبسة من مشايخ البزنطي.
وبما تقدّم يظهر الحال في ما ورد في بعض الأسانيد من رواية علي بن النعمان (25) وابن سنان (26) - وهما من الطبقة السادسة - عن عنبسة بن مصعب، فإنَّ فيها سقطاً، والظاهر أنَّ الساقط هو اسم ابن مسكان الذي توسّط بينهما وبين عنبسة بن مصعب في بعض الموارد الأخرى (27).
والحاصل أنَّه لا سبيل إلى البناء على رواية من هم من رجال الطبقة السادسة عن عنبسة بن مصعب الذي هو من الطبقة الرابعة.
وبقاؤه إلى ما بعد شهادة الصادق (عليه السلام) ـ كما هو مقتضى ما تقدّم عن حمدويه من أنّه كان ناووسيّاً وقف على أبي عبد الله (عليه السلام) - لا يقتضي تمكّن رجال الطبقة السادسة من الرواية عنه بلا واسطة، فهناك من بقي بعض الوقت بعد شهادة الصادق (عليه السلام) ومع ذلك لم يدركه رجال الطبقة المذكورة كزرارة بن أعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحوث في شرح مناسك الحج ج: 19 ص : 597.
(2) اختيار معرفة الرجال ج 2 ص 659 .
(3) رجال الطوسي ص:141، 261، 340.
(4) مشايخ الثقات ص: 174.
(5) رجال الطوسي ص: 141.
(6) الكافي ج2 ص 162.
(7) المحاسن ج2 ص 413.
(8) الكافي ج2 ص 646.
(9) الكافي ج2 ص 347.
(10) الكافي ج7 ص 235.
(11) معجم رجال الحديث ج13 ص 180 (ط: النجف الأشرف)؛ قاموس الرجال ج8 ص 271.
(12) من لا يحضره الفقيه ج4 ص 32.
(13) مجمع الرجال ج1 ص 258.
(14) اختيار معرفة الرجال ج2 ص 513 ـ 514.
(15) الكافي ج6 ص 143.
(16) الفهرست ص 346.
(17) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 276.
(18) الكافي ج3 ص 65.
(19) الكافي ج4 ص 469.
(20) تهذيب الأحكام ج8 ص 313.
(21) من لا يحضره الفقيه ج3 ص 266.
(22) الكافي ج6 ص 143.
(23) اختيار معرفة الرجال ج2 ص 579.
(24) السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ج3 ص 560.
(25) الكافي ج6 ص 143.
(26) الكافي ج3 ص 65.
(27) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ص 276.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|