المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

مدينة بابل
31-10-2016
جزيرة بينانج
23-5-2018
التخليق الضوئي المنتج للأوكسجين Oxygenic Photosynthesis
3-7-2019
نوع الفراق
18-1-2016
التعارض بين الأدلّة
10-9-2016
ورد الكلاب، ورد السياج Rosa canina
2-9-2019


نظام الوكلاء في عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام )  
  
1437   03:39 مساءً   التاريخ: 2023-05-16
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 13، ص162-164
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي العسكري / قضايا عامة /

إنّ نظام الوكلاء قد أسّسه الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) حين اتّسعت الرقعة الجغرافية للقاعدة الموالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) . وقد اختار الأئمة من بين أصحابهم وثقاتهم من أوكلوا إليه جملة من المهام التي لها علاقة بالإمام ( عليه السّلام ) مثل قبض الأموال وتلقي الأسئلة والاستفتاءات وتوزيع الأموال على مستحقّيها بأمر الإمام ( عليه السّلام ) . وبالإضافة إلى مهمة الارشاد وبيان الأحكام كان الوكيل يقوم بتخفيف العبء عن الإمام وشيعته في ظروف تشديد الرقابة على الإمام ( عليه السّلام ) من قبل السلطة ، كما كان يتولّى مهمة بيان مواقف الإمام السياسية حين لا يكون من المصلحة أن يتولّى الإمام بنفسه بيان مواقفه بشكل صريح ومباشر .

إنّ نظام الوكلاء يعتبر حلقة الوصل والمؤسسة الوسيطة بين الإمام وأتباعه في حال حضور الإمام ( عليه السّلام ) ولا سيّما عند صعوبة الارتباط به .

كما أنه أصبح البديل الوحيد للارتباط بالإمام ( عليه السّلام ) في دور الغيبة الصغرى . وحيث إنّ الأئمة ( عليهم السّلام ) كانوا يعلمون ويتوقّعون الوضع المستقبلي للإمام المهدي ( عليه السّلام ) كما أخبرت بذلك نصوص النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وأهل بيته الأطهار ( عليهم السّلام ) ، كان الخيار الوحيد للإمام المعصوم في عصر الغيبة الصغرى أن يعتمد على مثل هذه المؤسسة الواسعة الأطراف والمهامّ ، ومن هنا كان الاعتماد على الثقات من جهة وتعويد الاتباع للارتباط بالإمام ( عليه السّلام ) من خلال وكلائه امرا لا بد منه ، وهذا الامر يحتاج إلى سياسة تعتمد السنن الاجتماعية وتأخذها بنظر الاعتبار ، ولا يمكن لمثل هذه المؤسسة البديلة أن تستحدث في أيام الغيبة الصغرى بل لا بد من التمهيد لذلك بانشائها وإثبات جدارتها تأريخيا من خلال مراجعة الوكلاء والتثبت من جدارتهم وتجذّر هذه المؤسسة في الوسط الشيعي ليكون هذا البديل قادرا على تلبية الحاجات الواقعية لأبناء الطائفة ، ولئلا تكون صدمة الغيبة فاعلة وقوية . ومن هنا كان يتسع نشاط هذه المؤسسة ويصبح دورها مهما كلّما اشتدت الظروف المحيطة بالإمام المعصوم ( عليه السّلام ) وكلّما اقترب الأئمة من عصر الغيبة .

وعلى هذا يتّضح أن عصر الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) الذي كان يشكّل نقطة الانتقال المهمّة والجوهرية من عصر الحضور إلى عصر الغيبة كان يستدعي الاعتماد الكبير على الوكلاء ويستدعي إحكام نظامهم وكثرة مهامّهم واتّساع دائرة نشاطهم وتواجدهم اتّساعا يمهّد للانتقال بأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) إلى دور الغيبة التي ينقطعون فيها عن إمامهم وقيادتهم المعصومة .

إنّ مقارنة عدد وكلاء الإمام العسكري ( عليه السّلام ) بوكلاء الإمام الهادي ( عليه السّلام ) ومناطق تواجد هؤلاء الوكلاء والمسؤوليات الملقاة عليهم وكيفية الارتباط فيما بينهم تشهد على تميّز الدور الكبير للوكلاء في هذه الفترة القصيرة جدّا وهي ستّ سنوات ، كما أن استقرار الوكلاء في مناصبهم واعتماد الإمام ( عليه السّلام ) عليهم وبيان ذلك لأتباعه قد حقق الهدف المرتقب من نظام الوكلاء في مجال تسهيل الانتقال إلى عصر الغيبة بأقلّ ما يمكن من الاخطار والتبعات .

على أن انحراف بعض الوكلاء - طمعا أو حسدا - وكشف انحرافهم من قبل الإمام ( عليه السّلام ) وحذفهم وإخبار الأتباع بانحرافهم في أول فرصة ممكنة دليل على مدى حرص الإمام ( عليه السّلام ) على سلامة عناصر هذا الجهاز الخطير في دوره ومهامّه الرسالية ، وهو دليل على المراقبة المستمرة من الإمام ( عليه السّلام ) لهم ومدى متابعته لأوضاعهم ونشاطاتهم .

وإليك قائمة بأسماء بعض وكلاء الإمام الحسن العسكري ( عليه السّلام ) :

1 - إبراهيم بن عبدة النيسابوري من أصحاب العسكريين ( عليهما السّلام ) ، كان وكيلا له في نيسابور . .

2 - أيوب بن نوح بن درّاج النخعي كان وكيلا للعسكريين ( عليهما السّلام ) .

3 - أيوب بن الباب ، أنفذه من العراق وكيلا إلى نيسابور .

4 - أحمد بن إسحاق الرازي .

5 - أحمد بن إسحاق القمي الأشعري كان وكيلا له بقم .

6 - جعفر بن سهيل الصيقل .

7 - حفص بن عمرو العمري الجمّال .

8 - عثمان بن سعيد العمري السمّان ( الزيّات ) وهو أوّل السفراء الأربعة .

9 - علي بن جعفر الهمّاني من وكلاء أبي الحسن وأبي محمد ( عليهما السّلام ) .

10 - القاسم بن العلاء الهمداني من وكلائه ووكلاء ابنه الإمام المهدي ( عليه السّلام ) .

11 - محمّد بن أحمد بن جعفر ( الجعفري ) القمي العطّار .

12 - محمّد بن صالح بن محمد الهمداني .

13 - محمد بن عثمان بن سعيد العمري .

14 - عروة بن يحيى البغدادي النخّاس المعروف بالدهقان كان من وكلائه في بغداد ثم انحرف وضلّ وأخذ يكذب على الإمام ويقتطع الأموال لنفسه وأحرق بيت المال الذي سلّم إليه من بعد ابن راشد وتبرّأ منه الإمام ولعنه وأمر شيعته بلعنه ودعا عليه حتى أخذه اللّه عزيز مقتدر[1].

 


[1] راجع للتفصيل حياة الإمام العسكري : 329 - 342 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.