الإمام العسكري ( عليه السّلام ) قيادة العلماء الأمناء على حلاله وحرامه |
1287
02:19 صباحاً
التاريخ: 2023-05-17
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-10
1995
التاريخ: 31-07-2015
3399
التاريخ: 15-10-2015
3942
التاريخ: 2023-05-15
1685
|
إن مرجعية العلماء وقيادتهم للشيعة بعد الغيبة الكبرى التي ابتدأت عام ( 329 ه ) بوفاة الوكيل الرابع[1] للإمام المهدي ( عليه السّلام ) كانت تأسيسا حيويّا من قبل الأئمة المعصومين ( عليهم السّلام ) وبأمر من اللّه ورسوله ، فهم الذين أمروا الشيعة بالرجوع إلى العلماء الفقهاء الذين تربّوا في مدرستهم الرسالية لأخذ معالم دينهم عنهم ، وهذا المفهوم قد أعطاه الإمام الصادق ( عليه السّلام ) صبغته التشريعية بقوله ( عليه السّلام ) :
« ينظر من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا ، فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما ، فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه ، فإنما استخفّ بحكم اللّه وعلينا ردّ ، والرادّ علينا رادّ على اللّه وهو على حدّ الشرك باللّه »[2].
وقد استمرّ الأئمة ( عليهم السّلام ) على هذا النهج وقاموا لتحقيق هذه المهمّة بتربية الفقهاء الامناء على المنهج العلمي السليم الذي رسموا معالمه وتفاصيله بالتدريج ، وتواصلت جهودهم رغم كل الظروف العصيبة بعد عصر الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .
ثم كان للخطوات التي اتخذها الإمام الهادي ( عليه السّلام ) الدور البارز في إعطاء الصيغة الاجتماعية الكاملة لمرجعية العلماء ، فقد قال ( عليه السّلام ) : لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم ( عليه السّلام ) من العلماء الداعين إليه والدالّين عليه ، والذابّين عن دينه بحجج اللّه ، والمنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس ومردته ، ومن فخاخ النواصب ، لما بقي أحد إلّا ارتدّ عن دين اللّه ، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء شيعتنا كما يمسك صاحب السفينة سكّانها ، أولئك هم الأفضلون عند اللّه عز وجل[3].
إن الأساس والمرتكز الذي تقوم عليه فكرة ارجاع الامّة إلى الفقهاء العدول هو : « أن الأجيال المسلمة تحتاج باستمرار إلى المرشد والموجه والمفكّر المدّبر كي يعطيهم تعاليم دينهم ويرتفع بمستوى إيمانهم وعقيدتهم ويشرح لهم اسلامهم ويوجههم في سلوكهم إلى العدل والصلاح ورضا اللّه عز وجل »[4].
ووفقا لذلك كان ما اتخذه الإمام العسكري ( عليه السّلام ) من مواقف ايجابية بالنسبة للعلماء ورواة الحديث الثقاة المأمونين على حلال اللّه وحرامه وإرجاع شيعته إليهم يعتبر تمهيدا اساسيّا لعصر الغيبة ، وتأكيدا لفكرة المرجعية الشاملة إلى جانب نظام الوكلاء الثقاة المأمونين من شيعته والذي كان من مهامّه إرجاع عامة الطائفة إلى العلماء منهم .
كما كان احتجابه عن الشيعة واتخاذ المراسلات والتواقيع الخارجة عنه سبيلا آخر للتمهيد أيضا - كما عرفت - فقد جاء عنه ( عليه السّلام ) في العمري وابنه محمد : العمري وابنه ثقتان فما أدّيا إليك فعني يؤديان وما قالا فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان[5].
وممّا يدل على أن الإمام العسكري ( عليه السّلام ) كان يوجّه القواعد الشعبية للرجوع إلى الفقهاء وتقليدهم وأخذ معالم دينهم عنهم ما جاء عنه ( عليه السّلام ) :
« فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا لهواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه »[6].
وبهذه الخطوات أكمل الإمام العسكري ( عليه السّلام ) الدور الموكل إليه والمناط به في هذه المرحلة المهمة من تأريخ الرسالة الاسلامية ، فقد أنشأ مدرسة علمية لها الدور الأكبر في حفظ تراث أهل البيت الرسالي ومبادئ الإسلام أوّلا ، ومن ثم كان لها الأثر الكبير في نشر فكرة الغيبة وتهيئته الذهنية العامة لتقبّلها ثانيا ، كما كان لها مساهمة فعّالة في توجيه شيعة الإمام ( عليه السّلام ) بالرجوع إلى الفقهاء الذين هم حصن الإسلام الواقي للمسلمين من الأعداء ثالثا .
وبعد الغيبة الكبرى ظهرت الآثار الايجابية لمدرسة الإمام العسكري ( عليه السّلام ) وتعاليمه ووصاياه في التزام الشيعة وأتباع أهل البيت ( عليهم السّلام ) بخط المرجعية الرشيدة .
ويعدّ مبدأ الاجتهاد والتقليد عند الإمامية مظهرا لواقعية هذا المذهب في قدرته على الحفاظ على روح التشريع وحيويّة الرسالة الإسلامية بعد غيبة الإمام المعصوم ( عليه السّلام ) وإلى اليوم الذي يملأ اللّه به الأرض عدلا وقسطا بعد ما تملأ جورا وظلما .
[1] علي بن محمد السمري ، يراجع كشف الغمة : 3 / 207 .
[2] الكافي : 1 / 54 ح 10 و 7 / 412 ح 5 والتهذيب : 6 / 218 ح 514 و 301 ح 845 وعنهما في وسائل الشيعة :27 / 136 ح 1 ب 11 .
[3] الاحتجاج : 2 / 260 .
[4] الغيبة الصغرى للصدر : 219 .
[5] الغيبة الصغرى : 219 .
[6] تفسير الإمام العسكري : 141 وعنه في الاحتجاج : 2 / 263 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|