4- النماذج الأخرى لسلوك احتكار القلة .. نموذج نظرية الألعاب 

يعتقد بعض الاقتصاديين ان ما يعرف بنظرية الالعاب - Games Theory - يمكن مجالاً تلمسه بوضوح في اطار احتكار القلة بسبب محدودية عدد المشاريع الأمر الذي يتيح مجالاً اكبر للمناورة بين هذه المشاريع وفي نمط ومستوى واتجاهات سياسية كل منها . ويستند نموذج نظرية الألعاب الى نوع من التفاعل بين تابع وتابع ففي حالة الاحتكار الثنائي يعدل كل محتكر انتاجه لكي يعظم ربحه على افتراض ان انتاج  المنافس لن يتغير في المدى القصير ويفعل الاثنان ذلك الى ان يتم التوصل الى توازن معين  . 

ان نظرية الالعاب تهتم بالتحليل الرياضي لمواقف الصراع (التنافس) والتضارب  التي يحدث بين جهتين او اكثر وفقاً لقاعدة محددة مسبقاً والمواقف التي تسودها روح المنافسة او الكسب على حساب الطرف المقابل .

ان النموذج المشار اليه آنفاً يغطي مدى اوسع من السلوك الممكن لمحتكري القلة من النماذج الأخرى التي سبق التطرق اليها .

ان نموذج نظرية الالعاب يفترض ان مكسب اي طرف في هذه اللعبة من المنتجين العاملين في الصناعة او مجال الانتاج يساوي خسارة الطرف الآخر بحيث أن مكاسب الجميع ضمن اطار هذه اللعبة تكون مساوية للصفر لكن الأمر يختلف في حالة احتكار القلة من خلال ان مكسب اي منتج من المنتجين لا يساوي خسارة الآخرين لأنه يمكن ان تكون هذه المكاسب على حساب المستهلكين. 

وسائل اخرى للتنافس بين المحتكرين

ان ما تمت الأشارة اليه لحد الآن يمثل استعراضاً لوسائل التنافس او الاتفاق بين المشاريع العاملة في الصناعة او مجال الانتاج اعتماداً على السعر وانطلاقاً منه الا ان ذلك لا يلغي ان تلجأ هذه المشاريع الى وسائل اخرى للتنافس فيما بينها عدا السعر ويمكن ان تأخذ الأشكال التالية : -

أ- تنويع في شروط الائتمان .

ب- الاعلان وعرض المنتجات من خلال اسلوب العرض او التغليف مثلاً.

ج- الخدمات التي يقوم بتوفيرها المنتج كخدمات ما بعد البيع مثلاً او ايصال البضاعة الى المستهلك .

د- تطوير وعرض منتجات جديدة او تحسينات في المنتجات القائمة نتيجة لجهود البحث والتطوير.

هـ - اعتماد الاعلان كوسيلة لجذب الزبائن والعملاء .