أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-27
1303
التاريخ: 2023-04-29
847
التاريخ: 2023-04-27
845
التاريخ: 2023-05-11
1239
|
اقترح الفيزيائي والفلكي السويدي أندرياس سلسيوس A. Celsius (1701- 1744م) في تقرير منشور في عام 1742م بعنوان: «ملاحظات حول درجتين ثابتتين على مقياس الحرارة» اعتبار الدرجة الصفر نقطة الغليان والدرجة 100 نقطة التجمد تحت ضغط جوي واحد 1 (atm).83 والسبب الذي دفع سلسيوس لهذا الاختيار هو تجنُّب الأعداد السالبة التي يُمكن أن يُواجهها في أثناء دراسة حرارة المناخ. 84
وقد أشار سيلسيوس في تقرير له بأنه تَذمر من مقاييس الحرارة الفلورانسية التي ما زال استعمالها شائعا وهي غير كافية لأنها فقيرةً بإمكانية المقارنة، لدى مثل هذه المقاييس الحرارة صفر عند منتصف الأنبوب للإشارة إلى «درجة حرارة» الهواء، والتي بَقِيَتْ قَيدَ الاستعمال حتى أواخر عام 1741م في دانزيغ من أجل الأرصاد الجوية. 85
لم يدم تدريج سلسيوس السابق طويلًا؛ إذْ بعد وفاته قام – وبشكل مستقل عن الآخر – كلٌّ من الفرنسي جان بيير كريستين J. P. Christin (1683-1755م) عام 1745م، 86 والسويدي مارتن شترومر M. Strömer (1707-1770م) عام 1749م، بعكس تدريج سلسيوس لتُصبِح نقطة الغليان هي الدرجة 100 ونقطة التجمد هي الصفر، وهو ما نراه حاليًّا مستخدم في مقاييس الحرارة الحديثة.87
لقد قام سلسيوس بمقارنة طريقتين أساسيتين من أجل القياس في مقياس الحرارة؛ طريقة النقطة الثابتة الوحيدة لبويل، وطريقة النقطتين اللتين استخدمهما لأول مرة سانتوري. واقترح بأن الطريقة الثانية هي إدراك ضرورة إسقاط حساب حجمي الحوجلة والجذع. كان تقرير سلسيوس مشهورًا بشكل رئيس لتبنيه النقطتين الثابتتين ودرجتي غليان وتجميد الماء، وهو الاختيار الذي قُدِّر له بأن يحظى بالثقة العالمية في العمل العلمي. اعتماد الضغط الصغير لدرجة تجمد الماء كان عليه الانتظار مائة سنة أخرى لاكتشافه؛ حيث وجدنا بأنَّ سلسيوس يؤكِّد بأن هذه النقطة مستقلة تماما عن أحوال الطقس. وعلى العكس، أدرك تمامًا أهمية اكتشاف فهرنهايت بالاعتماد على درجة الغليان في مقياس الضغط الجوي. وحتى يقوم بتدريج مقياس الحرارة، عرف درجة الغليان على أنها درجة الحرارة التي يغلي فيها الماء بشدة ضغط جوي متوسط، والذي أخذه بمثابة خمسة وعشرين وثلاث بوصات بالمائة بالنسبة للزئبق. من أجل انحراف الضغوط عن هذا، نصح بالقيام بتصحيح خطي؛ حيث إن تغير بوصة من الزئبق في ضغط يوافق درجةً واحدة في نقطة الغليان كان هذا تطبيقًا جديدًا وابتكاريا ومهما بالنسبة لمبدأ البقايا؛ إزالة تأثير عامل الحرارة الزائدة وذلك بالحساب بدلا من المعالجة اليدوية بالمختبر. ووَفْق النمط نفسه نصح بالقيام بتصحيحات من أجل تمدد الزجاج.88
يُشكّك البعض بأنَّ سلسيوس هو من طوَّر هذا المقياس؛ إذْ إِنَّ بعض السلطات الرسمية تعزو هذا العمل إلى عالم الأحياء كارل لينيوس C. Linnaeus (1707-1778م)، 89 ومصدر هذا الادعاء أنه في عام 1844م، أرسل الفيزيائي الفرنسي فرانسوا أراجو F. Arago (1786-1853م) رسالة إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم، نقلا عن رسالة خاصة من لينيوس، الذي كتب أنه كان أوّل مَن وضَع ميزان الحرارة مع تقسيم مئوي بين نقطة تجمُّد وغليان الماء، لاستخدامها في منزل أخضر. لكن للأسف لم يتم إعطاء تاريخ رسالة لينيوس. 90 وهو ما قد يفسر لنا سبب إطلاق تسمية المقياس المئوي (سنتغراد) عليه. وفي عام 1927م تبنت 31 دولة في العالم النظام المئوي في قياس درجات الحرارة؛ كونه اسهل استعمالا واكثر مللاءمة للعلم.
___________________________________
هوامش
(83) ويلسون ميتشل، الطاقة، ص 30.
(84) Muller, Ingo, A History of Thermodynamics, p. 4
(85) Barnett, Martin K., The Development of Thermometry and the Temperature Concept, p. 302,
(86) Bolton, Henry Carrington, Evolution of the Thermometer, p. 85
(87) فوربس، ر. ج.، وديكستر، إ. ج.، تاريخ العلم التكنولوجيا، ج 2، ص 45.
(88) Barnett, Martin K., The Development of Thermometry and the Temperature Concept, p. 300-301
(89) روف، ألبرت، ما هي الحرارة؟ الموسوعة العلمية الميسرة، مجلد 3، ج 2، ص233.
(90) Henry Carrington, Evolution of the Thermometer, p. 86
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|