أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2019
3703
التاريخ: 2023-08-12
978
التاريخ: 11-9-2016
1797
التاريخ: 5-5-2017
2245
|
أن نهاية الآشورية في سنة 612-قبل الميلاد كانت على يد ملك الكلدانيين «بنو بولاسر» الكلداني الذي ولاه الآشوريون فانتهز ضعف دولتهم، وقضى عليها وأسس الدولة الكلدانية. وقد ظل حكم الأسرة الكلدانية في وادي الرافدين نحو قرن نبغ فيه عدد من الملوك العظام، أجلهم «نابولاصر»، وابنه «نابوخذ نصر»، و«نابونائید». والكلدانيون هم من الآراميين العرب الذين اتجهوا إلى شرقي وادي الرافدين، وأسسوا لهم مدينة في الجزء الجنوبي من وادي الرافدين سموها كلدة» وإليها نسبتهم، وقد كان ذلك في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، وظل نفوذهم يقوى حتى اضطر الآشوريون أن يولُّوا الملك الكلداني عليهم، فلم يلبث أن قضى على دولتهم، وأسس الدولة الكلدانية كما سلف. وقد اغتنم الفراعنة المصريون سقوط الدولة الآشورية، فحاولوا غزو سوريا الشمالية والجنوبية، إلا أن «نابوبولاصر» جهز حملة قوية برئاسة ابنه «نابوخذ نصر»، والتحم الجيشان الفرعوني والكلداني عند قرقميش «جرابلس»، وانكسر الجيش الفرعوني، وهكذا ظل سلطان الكلدانيين نافذا على بلاد الرافدين وسوريا بجزئها، واحتل الملك نابوخد نصر مدينة أورشليم، وأمعن في أهلها قتلا، وتخريبًا، وأسر، ملكها وسبى أهلها وساقهم أسرى أرقاء إلى بابل، وظلت الدولة الكلدانية في عهده ترفل في ثياب العزة ثلاثة وأربعين سنة. فلما هلك خلفه ابنه، وكان ضعيفًا؛ استولى عليه رجال الدين، وتداخلوا في إدارة الملك، واستطاعوا أن يجعلوا أحدهم «نابونائيد» ملكًا، ولكنه لم يُوفِّق للإمساك بزمام الأمور، فتضعضعت الدولة، وأحسّ الفُرس بضعضعتها؛ فأغاروا عليها بزعامة ملكها قورش في سنة 538 قبل الميلاد، وسقطت الدولة، وبسقوطها انتهى حكم العرب في بلاد الرافدين وانتقلت السلطة والسيادة إلى الآريين الذين ظلوا يتحكّمون فيها إلى ظهور الدولة العربية الكبرى في ظل الإسلام أما آثار هذه الدولة العظيمة في ميادين الحضارة والعلم، فلم تكن أقل من آثار سابقاتها في وادي الرافدين، فلقد كان الكلدانيون أصحاب عناية شديدة بالفلك والتنجيم والرياضيات والهندسة والطب والزراعة والطبيعيات والإلهيات وقد انتفعوا بالحضارة البابلية القديمة وأضافوا إليها كثيرًا من بحوثهم الخاصة، وقد كان للكلدانيين هؤلاء أثر قوي جدًّا في تثقيف عرب قلب الجزيرة قبل الإسلام، فإن صلاتهم بهم كانت جد قوية، وقد أفادوا منهم كثيرًا من معلوماتهم في الأنواء والنجوم والطب والطبيعيات والإلهيات ولا أدل على ذلك من قصة إبراهيم - عليه السلام - وأبيه اللذين كانا من هؤلاء الكلدانيين، والتي ذكرها القرآن الكريم مفصلة.(1) ومن آثار الكلدانيين الخالدة على حضارة وادي الرافدين تأثيرها في لغات أهل هاتيك الأقاليم، فقد أثرت اللغة الكلدانية في اللغات التي كانت منتشرة في ذلك الوادي، وطبعته بطابعها؛ النحوي والصرفي والبياني والأدبي، بل إنها تغلبت على تلك اللغات جميعًا، وغدت لغة التخاطب في الوادي وسوريا وفينيقية وشبه جزيرة سيناء وبعض ديار مصر، والسر في ذلك أن هذه الكلدانية كانت لغة غنية في مفرداتها سهلة في تعبيراتها، مرنة باستعمالاتها، غنية في آدابها من شعر ونثر، منيعة في نحوها وصرفها، منطقية في قواعدها. (2)
..................................
1- انظرها مفصلة في سورة الأنعام، آية 74 وما بعدها.
2- في تاريخ الأدب السرياني للدكتورين: مراد كامل، ومحمد حمدي البكري، ص11.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|