المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Syntax
16-2-2022
مُعَجل "هول" Hall accelerator
26-11-2019
تتشكل الببتيدات من ارتباط الأحماض الأمينية المياسرة - ألفا بالروابط الببتيدية
6-4-2021
أشكال القيادة.
28-4-2016
تفسير الاية (1-10) من سورة المدثر
13-2-2018
نتائج الصبر
30-1-2022


التوبة في الشباب  
  
971   03:52 مساءً   التاريخ: 2023-04-24
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص260 ــ 261
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): التوبة حسنة لكنها في الشباب أحسن(1). ومن هذه الناحية يقول منطق علم النفس بإمكانية الشباب من تناسي ذكريات التربية السيئة التي تلقوها في طفولتهم ، ومحو أي أثر لها من نفوسهم بعزم وإرادة قويين ، والتخلق بالصفات الحميدة والأخلاق الحسنة.

تدارك النقص :

«يقول الدكتور «اوستاس جسر» : ربما ابتليتم خلال مرحلة الطفولة بنقائص ومشاكل نتيجة بعض العوامل المؤثرة في النمو وبناء الشخصية. ولحسن الحظ أن هذه النقائص ليست بالشيء الثابت الذي لا يمكن تداركه. فمعظمنا قادر على إزالة الآثار السلبية لمرحلة الطفولة ، وذلك من خلال العزم والإرادة . ويتوجب علينا وخاصة خلال مرحلة الشباب أن نسعى لتدارك النقائص التي ربما تكون الأحداث التي مررنا بها في حياتنا قد زرعتها في أجسامنا ونفوسنا»(2).

«لو كنتم قد زرعتم في حديقة منزلكم شجرة قرع (كوسا) ، ورغب أحدكم ربما في حفر اسمه بعود ثقاب على ثمرة يختارها من بين ثمار الشجرة ، فهو يعلم أن اسمه المحفور سيكبر مع نمو هذه الثمرة ، ولكنه ، أي الاسم المحفور سيبدو حينما يكتمل نمو الثمرة ويحين موعد قطافها أكثر اتساعاً ، إلا أنه لم يعد واضحاً كما كان عليه من قبل . شأن ذلك شأن الآثار على نفسية الطفل ، حيث من المحتمل أن تضعف هذه الآثار وتخفت الذكريات، إلا أن ميدان نشاطها وفعاليتها سيتسع ، ويظهر تأثيرها على الأخلاق والسلوك.

وكلنا نعلم أن القرع (الكوسا) ليس بقادر على إزالة الأثر الذي ترك على قشرته ، أما نحن، إذا ما أردنا وعقدنا العزم ، فإننا قادرون على أن لا نسمح لتلك الآثار والذكريات العالقة في نفوسنا، أن يكون لها أثرها السلبي على حياتنا»(3).

______________________________  

(1) مجموعة ورام ج 2 ، ص118 .

(2) النمو والحياة ، ص 16.

(3) نفس المصدر، ص 170. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.