أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-22
1203
التاريخ: 2023-03-05
1030
التاريخ: 9-10-2014
2121
التاريخ: 2023-02-06
1226
|
في أثناء اشتغال موسى الكليم بالمناجاة وتلقي التوراة من اجل إدارة شؤون البلاد والتصدي للقيادة الشاملة للأمة التوحيدية، استغل السامري ما يعانيه بنو إسرائيل من ضعف فكري؛ حيث، بعد كل ما حصل من انفلاق البحر ومشاهدة كل تلك الآيات والبينات، فإنهم عندما صادفوا قوماً يعكفون على أصنام لهم يعبدونها قالوا لموسى: {يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف:138] فاستغل السامري سطحية بني إسرائيل وضيق الأفق لديهم ففتح لهم باب عبادة العجل: {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} [البقرة:51].
إن دور كلمة {ثُمَّ} [البقرة:52] في مستهل هاتين الجملتين هو إظهار التعجب؛ أي: على الرغم من أن مجيء موسى إلى الميقات لتلقي التوراة كان من أعظم النعم الإلهية التي أغدقت على بني إسرائيل وهي فضيلة لهم، وعلامة على علو شأنهم، وسبب لتتميم وتكميل دينهم، إلا أنهم في الوقت ذاته لم يقدروا هذه النعمة حق قدرها فابتلوا بأقبح أصناف الكفر والجهالة وهذا ما يثير العجب بشدة (مثلما يقول ولي النعمة للمتنعم بنعمته: إنني أحسنت إليك وفعلت كذا وكذا ثمّ إنّك تقصدني بالسوء والأذى!) (1).
إن فداحة وقبح الذنب المذكور تكمن في أنهم وضعوا العجل في موضع الرب تعالى.
(لا يُراد من العجل هنا العجل الحي والحقيقي بل هو جسد العجل وتمثاله الذي صنعه السامري بيده مما سيأتي تفصيله لاحقاً)؛ كما صرح بذلك في "سورة الأعراف" بقوله: كان جسداً يصدر منه خوار الثور؛ {عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} [الأعراف:148]؛ إذ إن "الخائر" (مثل "الصاهل") المنطقي للبقر، لقد صنع السامري ذلك الجسد الذي له خوار وقال لبني إسرائيل: كما أن الله - والعياذ بالله - قد حلّ في الشجرة وخاطب موسى فقد حلّ الآن في هذا العجل وهو يخاطبكم هذا هو إله موسى وإلهكم {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} [طه: 88]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. راجع التفسير الكبير، مج 2، ج 3، ص 79؛ وتفسير روح البيان، ج1، ص134.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|