أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2020
3202
التاريخ: 22-7-2020
2072
التاريخ: 2024-06-06
652
التاريخ: 8-8-2019
1529
|
قال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} [الأحزاب: 52]
وقال النبي (صلى الله عليه وآله) لبعض أصحابه: "اعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك" (1).
وهذا اشارة إلى المراقبة، لأنّ المراقبة علم العبد باطلاع الرب عليه في كل حالاته، وملاحظة الإنسان لهذا الحال هو المراقبة، وأعظم مصالح العبد استحضاره مع عدد أنفاسه انّ الله تعالى عليه رقيب ومنه قريب، يعلم أفعاله، ويرى حركاته، ويسمع أقواله، ويطلع على أسراره، وانّه يتقلّب في قبضته، وقلبه وناصيته بيده، وانّه لا طاقة له على التستر عنه، ولا على الخروج عن سلطانه.
قال لقمان لابنه: يا بني إذا أردت أن تعصي الله فاطلب مكاناً لا يراك فيه. اشارة منه له انّك لا تجد مكاناً لا يراك فيه فلا تعصه، وقال تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: 4] وكان بعض العلماء يرفع شاباً على تلاميذه كلهم، فلاموه في ذلك، فأعطى كل واحد منهم طيراً وقال: اذبحه في مكان لا يراك فيه أحد، فجاؤوا كلهم بطيورهم وقد ذبحوها، وجاء الشاب بطيره وهو غير مذبوح. فقال: لم لا تذبحه؟ فقال: لقولك لا تذبحه إلاّ في مكان لا يراك فيه أحد، ولا يكون مكان إلاّ يراني فيه الواحد الأحد الفرد الصمد، فقال له: أحسنت، ثم قال لهم: لهذا رفعته عليكم وميّزته منكم (2).
ومن علامات المراقبة:
إيثار ما آثر الله، وتعظيم ما عظّم الله، وتصغير ما صغّر الله، فالرجاء يحرّك (3) على الطاعات، والخوف يبعد عن المعاصي، والمراقبة تؤدّي إلى طريق الحياء وتحمل على ملازمة الحقائق والمحاسبة على الدقائق.
وأفضل الطاعات مراقبة الحق سبحانه على دوام الأوقات، ومن سعادة المرء أن يلزم نفسه المحاسبة والمراقبة وسياسة نفسه باطلاع الله ومشاهدته لها، وانّها لا تغيب عن نظره، ولا تخرج عن علمه.
وينبغي للواعظ غيره أن يعظ نفسه قبلهم، ولا يغرّه اجتماع الناس عليه واستماعهم منه، فانّهم يراقبون ظاهره والله شهيد على ما في باطنه.
روي أنّ بعضهم رأى شاباً حسن العبادة والاجتهاد فقال: يا فتى على ما بنيت أمرك؟ فقال: على أربع خصال، قال: وما هي؟ قال: علمت انّ رزقي لا يفوتني منه شيء وانّ وعد الله حق فاطمأننت إلى وعده، والثانية علمت انّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، والثالثة علمت انّ أجلي يأتيني بغتة فبادرته، والرابعة علمت انّي لا أغيب عن نظر الله في سرّي وعلانيتي، فأنا مراقبه في كل أحوالي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|