أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-06
1118
التاريخ: 2023-04-20
1024
التاريخ: 2023-04-12
1759
التاريخ: 2023-04-16
1614
|
الميديا الاجتماعية
تعود جذور المشهد الاتصالي الذي نشهده اليوم ونعيش عددا من تجلياته إلى سلسلة من التطورات التقنية المتلاحقة، بدأت في وقت مبكر من حقبة السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة منها تلك التي تمت على صعيد شبكة الإنترنت، ففي عام (1972) دخلت هذه الشبكة عالم البث المتاح للجميع، وبدأ العمل على تطوير تقنية تسمح باستخدامها على نطاق تجاري، ومعها بدأ الطابع التواصلي للإعلام كحقل معرفي واجتماعي جديد، وتطور حتى أصبح اليوم أحد أهم مجالات العلوم الإنسانية.
ويطلق مصطلح الإعلام الجديد على تكنولوجيات الاتصال الجديدة وثورة المعلومات التي ظهرت في الجزء الأخير من القرن العشرين، كما أصبح لشيوع وسائط الإعلام الجديد واستهلاكها من جانب الجمهور، علاقة غير قابلة للشك في ميلاد عصر اتصالي جديد، أطلق عليه البعض عددا من المسميات مثل: العالم الافتراضي، الاتصال الرقمي، وغيرها من التعبيرات، والتي تعبر عن ظاهرة إنسانية تقنية واحدة، فالإعلام الجديد ساهم في إعادة تشكيل الأنماط التواصلية التقليدية القديمة القائمة على احتكار النخب السياسية والثقافية لوسائط الإعلام وباقي وسائل التعبير في الفضاء العام.
ومنذ أواخر عام (2001) دخلت شبكة الإنترنت مرحلة جديدة، أمكن فيها لكل متصفحيها أن يكونوا بمثابة مرسلين للمادة الإعلامية ومستقبلين لها في آن واحد، وبفضل هذا كله أصبحت هناك مواقع تتيح لزوار الشبكة ومتصفحيها تكوين حسابات، يمكنهم من خلالها تحميل ملفات الصوت والصورة والنصوص وأن يتحكموا في عملية مشاهدة هذا المحتوى من خلال إتاحته على نطاق ضيق، أو جعله عاماً للجميع.
فالإنترنت لم يسهل فقط عملية الوصول إلى المعلومات والأخبار والبيانات بل أتاح الفرصة للمستخدم لإنتاج المضامين والرسائل والبيانات من خلال أشكال تعبيرية مختلفة، كمنتديات الحوار، والصفحات الشخصية، وغرف الدردشة والمدونات والحسابات الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من أشكال إنتاج المضامين الأخرى، وطرق التعبير والمشاركات المختلفة.
فالإعلام الجديد يوفر وسائل وقنوات جديدة للاتصال والتواصل، ويتيح منابر جديدة للنقاش والحوار، مما فتح المجال أمام أفراد المجتمع لممارسة مختلف أنواع الاتصالت بواسطة شبكة الانترنت. ويلجأ الأفراد للتواصل مع الأهل والأقارب والأصدقاء من خلال ما يسمى بمواقع الشبكات الاجتماعية، التي تُعد وسيلة جديدة للخروج من وضعية عدم التواصل وعدم الحوار إلى التواصل والحوار. ومن الإعلام والاتصال الذي يتم في اتجاه واحد إلى الإعلام الأفقي والاتصال في جميع الاتجاهات. بالاضافة الى تبادل الآراء والأفكار وحشد المناصرة والتأييد لقضية من القضايا، وتكوين الوعي حول القضايا
المختلفة، أو تدعيم القائم منها سلفا، من خلال المواد المنتجة باستخدام الوسائط المتعددة، وذلك عوضا عن المنتديات الإلكترونية التي يقوم على إدارتها أشخاص يقومون بالدور التقليدي ل"حارس البوابة، والمجموعات البريدية محدودة الفاعلية، أو المواقع المجانية المتخمة بالإعلانات التي تعرضها المواقع الموفرة لهذه الخدمة، حيث وجدت المدونات طريقها إلى شبكة الإنترنت، ومواقع الفيديو، ومجموعات التواصل الاجتماعي. فمرتادو الشبكات الاجتماعية ينتمون إلى مشارب مختلفة، ولهم اهتمامات واحتياجات مختلفة، وبعضهم يرى أن هذه الاهتمامات والاحتياجات لا تجد من وسائل الإعلام والاتصال الاهتمام اللائق لتلبيتها بصورة كافية، فضلا عن عدم تغطية هذه الوسائل لجميع الأنشطة التي يقومون بها ، مما دفع هؤلاء الأفراد لتقديم محتوى يخصهم وحدهم وبما يمكنهم من نقله لغيرهم، معبرين من خلاله عن اهتماماتهم وآرائهم ومواقفهم المتفاوتة وعلى نحو يفي بكافة احتياجاتهم الاتصالية، ويشبع رغباتهم بوجه عام.
فمع انتشار التقنيات الحديثة للاتصال، وتزايد تطبيقاتها في مجال الإعلام، وخاصة على الإنترنت، بدأت تظهر أنواع جديدة من الصحافة، كما بدأت تتغير معالم صناعة المضامين الإعلامية، سواء من حيث طبيعة المساهمين فيها وأشكالها ، أو الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في توصيل هذه المضامين. وفي هذا السياق الجديد أخذ الجمهور يلعب دورا محوريا في العمل الإعلامي، إذ لم يعد متلقيا فقط، بل منتجا ومشاركا، كما بدأت وسائل الإعلام بالتجاوب التدريجي مع هذه التحولات سواء من حيث البحث عن طرق جديدة لتبليغ محتواها الإعلامي تتلاءم مع طبيعة مستخدميها ، أو فسح مجال للجمهور المستخدم للمساهمة في صناعة محتواها الإعلامي، باعتبار أن تمكين الجمهور إعلاميا يساعد على الاحتفاظ به ويدعم مكانتها المعنوية وامكانياتها الاقتصادية، ويثري مضامينها؛ كما يتلاءم مع طبيعة التطورات الحديثة في صناعة الإعلام، ويمكنها من استيعاب الأنواع الصحفية الجديدة في إطارها دون أن تشكل منافسا جديدا لها.
ومع ظهور أنواع جديدة من الصحافة، كصحافة المواطن، وصحافة المشاركة، والصحافة التعاونية، وصحافة البلوجرز وغيرها، أخذت تلوح العديد من التحديات أمام الأدوار والمهام التقليدية التي يمارسها الإعلام العربي، مع ظهور منافس جديد له يقوم بذات المهام التي يتولى القيام بها، في وقت بدأت فيه المؤسسات الإعلامية الغربية البارزة تعتمد بنسق كبير على هذه الأشكال الجديدة من الصحافة، وتحاول الاستفادة من المضامين التي ينتجها المستخدمون في أشكال إعلامية مختلفة، وتعود بالعديد من الفوائد عليها ماديا ومعنويا وجماهيريا.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|