أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-19
1553
التاريخ: 27-1-2023
814
التاريخ: 17-1-2023
925
التاريخ: 2023-02-21
3380
|
نشأة وتطور المدونات الإلكترونية
ظهرت أشكال التدوين الأولى في فرنسا مع مطلع 1989 في حدود شبكة اتصالية داخلية عرفت باسم (المينيتال Minitel)، وهي تقنية اتصالية موصولة بأنظمة كمبيوترية، تتيح لمستخدميها المحليين خدمات بريدية واقتصادية وثقافية محلية محدودة إذا ما تم قياسها بالخدمات التي توفرها الإنترنت اليوم، ولكن التدوين على نطاق أوسع، وعلى نحو يتم فيه تحميل النصوص والصور الفوتوغرافية وصور الفيديو، ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وتطور مجاله باتساع دائرة استخدام شبكة الإنترنت ونمو الشركات الناشرة للمدونات الإلكترونية، مثل بلوجر Blogger" ، وسكايبلوج Sky، Blogger ، وأوفر بلوج Overblog" ، وسيكس أبارت Sixapart" والتي أتاحت توفير قوالب جاهزة لاحتضان المدونات قوالب ذات تصاميم متنوعة، مرنة الاستخدام مرفوقة بحزمة من الأدوات، تساعد المستخدم على التحكم كيفما يشاء في شكل مدونته ومضمونها، وتمكن في المقابل المتصفحون للمدونة من التفاعل الفوري مع المضامين.
لقد لقيت الخدمات التي توفرها هذه الشركات وغيرها من الشركات الأخرى في المجال ذاته إقبالا كبيرا للمدونين، مما أدى إلى طرح تصاميم جديدة مصحوبة بخصائص متطورة، ومميزات فعالة ضاعفت من أهمية التدوين مثل إمكانية الأرشفة وامكانية التصنيف، وتعديل الموضوعات، وادراج التعليقات وادراج الروابط الإلكترونية المباشرة، واحصاء الزوار، وامكانية حجب النصوص أو إتاحة قراءتها للجميع.
إن مجانية الخدمات في هذا النطاق، وسهولة استخدام البرامج المعدة لإحداث المدونات، تنبهنا إلى ظاهرة تنامي وارتفاع عدد المدونين ارتفاعا ملحوظا في حدود زمنية وجيزة. وهكذا يظل التدوين نشاطا فكريا اتصاليا يخترق كل المجتمعات بجميع أطيافها، ولو أن النسبة الأهم في التدوين الشخصي نجدها عند فئات الشباب.
ولكن التدوين فضلا عن كل ذلك حقيقة اجتماعية اتسع حجمها وتزايدت أهميتها لكونها متحررة من الضبط والمراقبة إلى حد كبير، وهذا معطى هام يسهم في الكشف عن واقع الفوضى داخل هذا النظام، واذا سعينا إلى تعريف هذه الحقيقة، حقيقة التدوين بغاية رصد مستويات الفوضى، نجد أن التعريف لا يستوعبه قول واحد يكشف عن شأنها؛ لأن فعلها مركب للغاية. إن تعريفها أمر مزعج كما هو الحال في تعريف الثقافة أو في تعريف الاتصال، وحتى نتجاوز هذه الصعوبة في تقديم تعريف دقيق للتدوين نقول:
- إنه جزء من العمليات الفكرية المعقدة المتراصة لدى الإنسان.
- وجزء من ردود فعله وانفعالاته إزاء الأحداث السارية في المحيط الاجتماعي والطبيعي.
- وهو كذلك جزء مما يجري في حلقات التواصل بين الأفراد والجماعات.
- وجزء مما يتم تبادله من أفكار وآراء عبر وسائل الاتصال التقليدي.
- وجزء من الضوضاء الثقافية التي تصيب الحقائق في المجتمع.
- هو جزء من الحقيقة وجزء من الكذب.
- هو أيضا جزء من الخطاب الذي يدور حول عمل وسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمع.
- فالتدوين في نهاية المطاف هو كل هذه الأجزاء مجتمعة بعضها مع بعض، تغذيها أحيانا رغبة شديدة في الحديث عن الذات وأخرى في الحديث عن الآخرين، رغبة متحررة من كل أشكال الرقابة، وقد يكون التدوين بالنسبة إلى الكثير من الأفراد شكلا من أشكال تحقيق الذات، ونشاطا فكريا يحقق انتصار الفرد على النماذج الخطية للاتصال.
ماذا يعني التقاء كل هذه العناصر بعضها ببعض على الشبكة؟ لا شك أن في ذلك ثراءً كبيراً للمعلومات وتراكماً متزايداً للمعرفة، وقد ارتبطت في عصرنا العمليات الاقتصادية والعلمية والسياسية وادارة النشاط والعمل، ارتبطت ارتباطا لا فكاك منه بالمعلومة بوصفها الطاقة الجديدة المحركة للتنمية. ولقد بدأت تزدهر على الشبكة المدونات المتخصصة، مثل المدونات الطبية، والهندسية والرياضية، والاقتصادية والبيئية، والإعلامية والدينية، واللسانية، والقضائية، والقائمة تطول لتشمل شتى فروع المعرفة، وهي مدونات محصورة كليا في تخصصات أصحابها ، ومواكبة لنسق تطور البحث العلمي، وشكلت بذلك نظاما عشائريا مندمجا ، بات يمثل إطارا مرجعيا للدارسين والباحثين، وكذلك للطلاب في المدارس الجامعات.
لقد أثبتت المدونات وجودها وجدواها كإحدى الخدمات الحديثة على الإنترنت لسهولة إنشائها ونشرها وتحديثها ، فضلا عن إتاحتها لفرص التفاعل مع معديها وقرائها في كل مادة من المواد المنشورة بها. ومن وجهة نظر المدونين فإن المدونات تنشأ لأجل النشر المهني أو الشخصي أو لمجرد توفير المعلومات أما من وجهة نظر المستفيدين منها فإنها تتم الإفادة من المدونات لأجل سد الحاجات الشخصية أو المهنية، وتتنوع موضوعات المدونات بين المجالات السياسية، والعسكرية، والإعلامية والأدبية والتكنولوجية، الخ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|