أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-12
1430
التاريخ: 2023-06-08
1385
التاريخ: 2023-04-06
1232
التاريخ: 2023-06-07
3104
|
وهو الطاغية المستبد الحاكم في زمن نبي الله إبراهيم)عليه السلام)، وهو الطاغية الذي حاول قتل إبراهيم(عليه السلام) من خلال رميه بالمنجنيق في نار مستعرة، تلك القصة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وفي البداية لا بد من الإشارة إلى معنى الطاغية أو إلى تعريفها، فالطاغية من الطغيان، ومن الطاغوت، إما من الطغيان فيعني الظلم، وإما من الطاغوت فيعني الاستكبار والظلم يعني خنق إرادة الناس وفرض إرادة أخرى عليهم ليصبحوا بلا حول ولا قوة ولا إرادة ولا اختيار، والاستكبار يعني الحلول الادعائي في مقام الألوهية والربوبية، وبالتالي ليس من السهل إطلاق هذه الصفة على أي حاكم ظالم، بل لا بد من اجتماع هاتين الصفتين (الظلم والاستكبار) وفي حال الاجتماع يتحقق العنوان وتجري السنن التاريخية التي تتمثل بإذلال الطاغية وبهلاكه، وفي خصوص النمرود وما حصل معه فإنه أذل ثلاث مرات، المرة الأولى عندما كاد إبراهيم(عليه السلام) أصنامه وحطمها تاركاً كبيرها لعلهم إليه يرجعون فيؤوبون إلى أنفسهم التي اختارت عبادة هذه الأصنام على توحيد الله علها تعترف بزللها وخطاياها إلا أن ذلك كله لم يردعهم عن غيهم بل قابلوه بمزيد من الطغيان والاستكبار، وان الذل الذي حصل كان نتيجة جرأة فتى صغير يدعى إبراهيم على مواجهة هذا المستكبر، وليست المشكلة في تحطيم الأصنام فالنمرود قادر على أن يبني وينحت آلافاً منها إنما أن يقف فتى ويقول لا للنمرود فهذه هي المذلة التي أصابت الطاغي بفعل إنسان الهي أعار جمجمته الله واتكل عليه ولم يخف في سبيله لومة لائم. أما المرة الثانية فحصلت عندما أراد النمرود أن ينتقم من الفتى إبراهيم، فجمع الناس وجمع الحطب وأشعل النار وطار اللهب وطاول السماء واحترقت الطيور المحلقة في ذلك المكان ووضع إبراهيم في المنجنيق وقذف إلى جوف النار، وتدخلت العناية الإلهية، فمن يتقي الله يجعل له مخرجاً، واليقين الذي استوطن قلب إبراهيم كانت حرارته أقوى من نار النمرود وإيمان إبراهيم (عليه السلام) بربه جعل النار برداً وسلاماً ونجا إبراهيم (عليه السلام) وذل النمرود. إذن ما حصل هذه المرة كان بفعل التدخل الإلهي بناء على معادلة أن الله رجالاً إذا أرادوا أراد وان الطاعة الحقيقية تستوجب التسديد والتأييد الإلهيين وكم من رجال عظماء في عبادتهم تحققت على أيديهم المعجزات والكرامات بناء على العلقة التكوينية بين المقام المعنوي ودرجة الولاية من جهة ومستوى التأثير في عالم الممكنات من جهة ثانية. وفي المرة الثالثة ذل النمرود أيضاً وذلك عندما تحققت السنة الإلهية الجارية على الطواغيت التي تستطيع الأرض رغماً عنها أن تتحملهم لكن لا إلى ما لا نهاية، وتحمّل الأرض لهم هو نتيجة أمرين:
الأول: هو إمهال الله لهم علهم يعودوا عن غيهم (فالله يمهل ولا يهمل والله يمدهم في طغيانهم يعمهون).
والثاني: هو صمت الناس واستسلامهم للواقع وعدم قيامهم من أجل تغييره فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
والسنة الإلهية اقتضت بأن بذل النمرود أخيراً على يد بعوضة (ضعف الطالبُ والمَطْلُوبُ﴾ (الحج) - (73) دخلت في انف النمرود وبقيت تزعجه وتؤذيه وتثيره وتنغص عليه معيشته حتى قتلته (قتل الإنسان ما أضعفه وما أوهنه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|