سلمة بن الخطاب (1):

وهو أحد رواة الحديث من الطبقة السابعة، وقد نصّ النجاشي (2) على أنه كان ضعيفاً في حديثه، ولذلك لم يبنِ السيد الأستاذ (رضوان الله عليه) في المعجم على وثاقته بالرغم من ورود اسمه في كامل الزيارات ــ مع بنائه آنذاك على وثاقة من ذكر في أسانيده ــ. فقال (قدس سره) بشأنه (3): (لم تثبت وثاقة الرجل لمعارضة توثيق ابن قولويه بتضعيف النجاشي)، وقد صرح أيضاً في غير مورد من تقريراته الفقهية بضعف الرواية التي يقع سلمة بن الخطاب في سندها (4).

ويمكن أن يعقّب على ما أفاده (طاب ثراه) بأن النجاشي (5) قد ذكر في ترجمة محمد بن خالد البرقي أنه كان ضعيفاً في الحديث، وهو (قدس سره) (6) لم يجعل كلامه هذا معارضاً بتوثيق الشيخ إياه، بل قال بأن كلام النجاشي غير ظاهر في تضعيفه، بل التضعيف يرجع إلى حديثه، لأنه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل كما صرح بذلك ابن الغضائري.

فيمكن أن يقال بنظير هذا الكلام في المقام، وهو أن الذي ذكره النجاشي في ترجمة سلمة بن الخطاب من أنه كان ضعيفاً في حديثه غير ظاهر في ضعفه، فلا يكون توثيق ابن قولويه ــ لو بني على وثاقة رجال كامل الزيارات ــ معارضاً بما ذكره النجاشي.

ولكن الصحيح أن قولهم: (فلان ضعيف في الحديث) ظاهر في عدم وثاقته كما سيأتي في توضيحه (7)، فليراجع.

هذا مضافاً إلى أن سلمة بن الخطاب قد ضعّفه ابن الغضائري (8) من دون التقييد بقوله: (في الحديث)، والمختار الاعتماد على تضعيفاته.

فالنتيجة: أنّ سلمة بن الخطاب ضعيف لا يعتمد على رواياته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. بحوث في شرح مناسك الحج ج:11 (مخطوط).
2. رجال النجاشي ص:187.
3. معجم رجال الحديث ج:8 ص:206.
4.  لاحظ معتمد العروة الوثقى ج:2 ص:323.
5. رجال النجاشي ص:335.
6. لاحظ معجم رجال الحديث ج:16 ص:76 (ط: النجف الأشرف).
7. لاحظ ص:308.
8. رجال ابن الغضائري ص:66.