أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-24
87
التاريخ: 2023-09-14
1127
التاريخ: 3-9-2019
1674
التاريخ: 2023-08-20
1205
|
ظهرت في العراق آنذاك طبقة اجتماعية جديدة يطلق عليهـا اســم (الافندية ) ، وهم عادة من متخرجي المدارس الحديثة ، وصاروا يحلون محل الموظفين القدماء في الدوائر الحكومية تدريجياً ، وكان لهم أثر لا يستهان به في إدخال معالم الحضارة الحديثة الى المجتمع العراقي وصف لونكريك طبقة الافندية بقوله : إنهم كانوا يعرفون القراءة والكتابة من غير أن يكون لهم علم فوق ذلك ، وكانوا يحاولون تقليــــــد الاوربيين بملابسهم تقليداً مضحكاً ، ويصرون على التكلم بالتركية بين العرب ، ويحتقرون العشائر والفلاحين ، ويكثرون من ذكر المصطلحات العلمية والفنية ، ولكنهم في الوقت نفسه مرتشون قادرون على تأجيل أية معاملة
إلى أجل غير مسمى. إن هذا الوصف الذي جاء به لونكريك قد يصدق على الكثير من الافندية فعلا، ولكننا يجب أن نعترف في الوقت نفسه أنهم كانوا تناج ظروفهم الثقافية والاجتماعية. انهم وجدوا أنفسهم قد تعلموا شيئا من المبادئ، والمصطلحات العلمية الحديثة وهم يعيشون في مجتمع تغلب عليه الأمية والخرافة، فإذا تحدثوا فتح الناس افواههم اعجاباً بحديثهم، فخيل إليهم أنهم من طينة تختلف عن طينة الناس حولهم. ولهذا وجدناهم يتغالون على الناس ويجعلون لأنفسهم نوادي خاصة: بهم، ولا يكلمون الناس الا من وراء أنوفهم، غير أنهم كانوا على الرغم من ذلك من عوامل التجديد في العراق من حيث ارادوا أو لم يريدوا. كان تحدثهم في المصطلحات الحديثة مثل الاوكسجين» و «المقروب» و «الجاذبية» و «كروية الأرض» يثير في أذهان الناس تطلعاً نحو آفاق جديدة ويحفزهم الى الجدل في قضايا لم يكونوا يألفونها من قبل. أضف الى ذلك أن الافندية في كل بلدة يحلون فيها كانت لهم حاشية من وجهاء تلك البلدة هم الذين يطلق العامة عليهم لقب (أهل الجبب)، فكان هؤلاء الوجهاء يفتخرون بكونهم يجالسون الأفندية ويحادثونهم، وكثيرا ما كانوا يقلدونهم في بعض (حذلقاتهم) العلمية، فينقلونها إلى العامة. وقد يظهر بين العامة من يعجب بتلك (الحذلقات، فيحاول تقليدها بدوره. وقد يؤدى ذلك في بعض الاحيان الى نشوء صراع في أوساط العامة يشبه من بعض الوجوه صراع المجددين والمحافظين. شهد كاتب هذه السطور في صباه جماعة من العامة يثلبون أحدهم ويسخرون منه لأنه امتنع عن شرب الماء من طاسة المقهى بحجة احتوائه على (مقروب)، وكان تهكمهم عليه شديد، ثم مرت الايام وإذا ببعض أولئك المتهكمين أصبحوا يتقززون من (المقروب) على منوال ما تقزز منه الذي تهكموا عليه سابقا. إن من عادة البشر أنهم يستنكرون الشيء الجديد في البداية ثم يألفونه أخيراً! وكان للأفندية أثر اجتماعي آخر هو من حيث ميلهم الى التجديد في الملبس والمسكن وما أشبه. فهم أولى من استعمل الملابس الافرنجية والطربوش، كما أنهم أول من استعمال الأثاث الحديث كالكرسي والمنضدة، واتخذوا الملعقة والسكين والشوكة في تناول الطعام، وقرأوا الجرائد والمجلات، وحلقوا لحاهم. ان هذه الامور كانت مصدر فخار وزهو لهم باعتبارها من علامات التمدن التي تميزهم عن سواد الناس. وقد تابعهم في ذلك بعض الوجهاء من «أهل الجبب». أما العامة وأكثر رجال الدين فكانوا ينظرون الى تلك الأمور نظرة ازدراء وتحريم إذ هي تؤدي الى التشبه بالكفار وهذا محرم في نظرهم حسب المبدأ القائل: (من تشبه بعمل قوم عد منهم).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|