أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-17
![]()
التاريخ: 2024-10-29
![]()
التاريخ: 2025-01-18
![]()
التاريخ: 2023-06-08
![]() |
إنَّ الله سبحانه وتعالى، وباستعماله لتعابير من قبيل الاشتراء والثمن: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 41] ، يعرف أصل الحياة الدنيا على أنها تجارة والدنيا بأنها متجر؛ أي إن الإنسان يعطي في كل لحظة متاعاً ويقبض في مقابله ثمناً. فعمر الإنسان بضاعة تعرض في سوق الدنيا وليس باستطاعة أحد القول: إنني لا أتاجر برأسمالي؛ وذلك لأنه في حالة فقدان لرأس المال في كل لحظة. كل ما عليه فعله هو اليقظة والتنبه بأنه هل الثمن الذي يبيع به بضاعته هو "متاع قليل مما يجعل من تجارته تجارة خاسرة، أم إنه متاع وثمن باق وخالد كالجنة والرضوان كي تكون تجارته رابحة ومعادلة لعمر الإنسان وروحه: "إنّه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنّة" (1).
والقرآن الكريم - من ناحية - يُنبئ عن أصل الحقيقة القائلة بأن الإنسان مهما كانت ظروفه فهو في حال كسب وتجارة، وأن الدنيا هي دوماً محل متاجرة ومقايضة، وهو من ناحية أخرى يبين الربح والخسارة من وراء هذه التجارة فيقول: من تاجر بشكل جيد كان ذلك صالحه، والذي يتاجر على نحو سيئ ينتهي الأمر به إلى خسرانه: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]، ومن ناحية ثالثة فهو يعلم البشر طريقة التجارة المربحة والعمل الذي يخلّص الإنسان من العذاب الأليم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [الصف: 10،11] ، كما أنه يوضح في المقابل التجارة الخاسرة فيقول في أحد المواطن: {وإنَّ اْلذِيَنَ... يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29] ، ويقول في موطن آخر: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ} [البقرة:16] ، كما ويستخدم تعبير {...خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الأنعام: 12] في مواطن متعددة، ومن ناحية رابعة فهو يشير إلى رأسمال هذه التجارة فيعتبرها نفس الإنسان: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207] ، أو يعدها أمواله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [التوبة: 111] ، كما ويشير إلى المشتري له بقوله: إن المشتري لرأسمالكم هو الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [التوبة: 111] ، فإذا لم يبع المره عمره وماله ، شأنه ومنزلته الاجتماعيّة الله تعالى فإنّه سينفقها حتماً من أجل هوى نفسه وهذا هو سبيل الشيطان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) روي عن أبي جعفر في هذه الآية {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 41] قال: "كان حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وآخرون من [أكابر] اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة فكرهوا بطلانها بأمر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) الا الله فحرفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره فذلك الثمن الذي أريد في الآية". (مجمع البيان، ج۱-۲، ص۲۱۰؛ وتفسير نور الثقلين، ج۱، ص۷۳).
(2) مجمع البيان، ج۱-۲، ص۲۰۹؛ وبحار الأنوار، ج71، ص204.
(3) نهج البلاغة الحكمة 456 وبحار الأنوار، ج ۷۰، ص ۱۳۲.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
عوائل الشهداء: العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة
|
|
|