المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



اثبات منهج الثقلين وابطال المنهج الأحادي  بالدليل العقلي والنقلي  
  
1802   01:23 صباحاً   التاريخ: 2023-06-08
المؤلف : السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : الفرقان في علوم القران
الجزء والصفحة : ص 27-31
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-01 285
التاريخ: 2024-05-08 619
التاريخ: 2023-05-02 1098
التاريخ: 2023-09-28 923

بيَّنا في المقدمة ان هناك منهاجان لفهم الاسلام بشكل عام،  وفهم القرآن بشكل خاص ،هما: (منهج الثقلين، والمنهج الاحادي) .

وللبرهنة على أحقية منهج الثقلين و إبطال المنهج الأحادي،  نذكر البراهين العقلية والنقلية التالية :

أولا - البرهان العقلي والنقلي : الاحتياج الى المعلم

  1. البرهان العقلي: لم تكتفِ المؤسسة التعلمية من رياض الاطفال الى الجامعات بإرسال الكتب الدراسية فقط من دون معلم مع أن النص عربي ،والطالب عربي أيضا  لئلا يكون فهم خاطئ للنص ،لذا اضطرت ان ترسل المعلمين ليكشفوا حقائق الامور .

كذلك الله جل وعلا ، ارسل مع كل كتاب معلما ذلك المعلم هو الرسول . {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ } [الجمعة: 2] فكان الرسول(المعلم)  له ثلاث وظائف : (التلاوة ، و التزكية،  والتعليم).

  1. البرهان النقلي

 وأما من السنة فقد جاء في باب الاضطرار إلى الحجة

الكافي- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ الْفُقَيْمِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام )أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ الَّذِي سَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَثْبَتَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الرُّسُلَ؟

 قَالَ إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِياً عَنَّا وَ عَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ وَ كَانَ ذَلِكَ الصَّانِعُ حَكِيماً مُتَعَالِياً لَمْ يَجُزْ أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَ لَا يُلَامِسُوهُ فَيُبَاشِرَهُمْ وَ يُبَاشِرُوهُ وَ يُحَاجَّهُمْ وَ يُحَاجُّوهُ ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ يُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلَى خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ وَ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى مَصَالِحِهِمْ وَ مَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ وَ فِي تَرْكِهِ فَنَاؤُهُمْ- فَثَبَتَ الْآمِرُونَ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ وَ الْمُعَبِّرُونَ عَنْهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ع وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ حُكَمَاءَ مُؤَدَّبِينَ بِالْحِكْمَةِ مَبْعُوثِينَ بِهَا غَيْرَ مُشَارِكِينَ لِلنَّاسِ عَلَى مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْخَلْقِ وَ التَّرْكِيبِ فِي شَيْ‏ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ مُؤَيَّدِينَ‏  مِنْ عِنْدِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ ثُمَّ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي كُلِّ دَهْرٍ وَ زَمَانٍ مِمَّا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِيَاءُ مِنَ الدَّلَائِلِ وَ الْبَرَاهِينِ لِكَيْلَا تَخْلُوَ أَرْضُ اللَّـهِ مِنْ حُجَّةٍ يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ يَدُلُّ عَلَى صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ([1]).

في هذا النص اثبت الرسل وهم معلمو البشر لانهم وسائط الله الى خلقه ارسلهم بالكتاب والتعليم . وبهذا طابق العقل النقل .

ثانيا-  البرهان العقلي والنقلي : الناطق الرسمي

  1. البرهان العقلي : اعتادت الدول ان تنصب ناطقا رسميا  واحدا  ؛ لئلا يعود الامر فوضى ويُنقض الغرض من ابلاغ القوانين واعتمادها رسميا في التطبيق .

كذلك الله  جل وعلا جعل في كل زمان ناطقا رسميا  عنه لئلا تُخترق قوانين الدين وتزيف فجعل لكل زمان اماما ناطقا عن الله جل وعلا.

  1. البرهان النقلي:

وذلك قوله تعالى{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، واما من السنة كما جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام )في نهج البلاغة  (ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق و لكن أخبركم عنه ألا إن فيه علم ما يأتي و الحديث عن الماضي و دواء دائكم و نظم ما بينكم‏) ([2])  فطابق العقل النقل .

الكافي :  مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام )إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا وَ صَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا وَ جَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ وَ لِسَانَهُ‏ النَّاطِقَ‏ فِي خَلْقِهِ وَ يَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلَى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ وَجْهَهُ الَّذِي يُؤْتَى مِنْهُ وَ بَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ وَ خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ‏  بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ وَ أَيْنَعَتِ الثِّمَارُ وَ جَرَتِ الْأَنْهَارُ وَ بِنَا يَنْزِلُ غَيْثُ السَّمَاءِ وَ يَنْبُتُ عُشْبُ الْأَرْضِ وَ بِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللَّهُ وَ لَوْ لَا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللَّهُ([3]).

تبين من ذلك أن الناطق الرسمي عن الله جل وعلا أمير المؤمنين(عليه السلام ) حيث قال-  أخبركم عنه، فهو لسان الله الناطق. ومن بعده أئمة الهدى.

ثالثا-  البرهان العقلي والنقلي  على أن القرآن وحده لا يكفي

  1. البرهان العقلي : ذكرنا في   مبحث  الحاجة التفسير ، من ان القرآن الكريم وإن كان نازلا بلسان عربي مبين إلا أنه قد كثر فيه الاشتراك والمجاز والترادف والتضاد واللهجات ، ولكل هذه الظواهر اللغوية دلالات عديدة ، لا يُعرف مراد الله منها الا بدليل علمي ، و إلا صار تقولاً على الله تعالى فلهذا أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام )عبد الله بن العباس لما بعثه للاحتجاج على الخوارج‏ قائلاً:

(لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال‏ ذو وجوه‏ تقول و يقولون ... و لكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا([4]) )

.ولقد  حذر الله تعالى من هذا الامر فقال: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]

لقد عرف التفسير بأنه : بيان مراد الله عز وجل ، ولا يعرف مراد الله من اللغة ، لان اللغة اوسع من مراد الله ، وأحيانا يكون مراد الله اوسع من اللغة فبينهما عموم وخصوص من وجه ،  فانحصر معرفة مراد الله بالوحي ، والوحي لا ينزل إلا على من اصطفاه الله ، وهم الرسل . اذن مراد الله بيد الرسل .

  1. البرهان النقلي :

آ- برهان قيِّم القرآن :   

الكافي: محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام ) إن الله أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال صدقت قلت إن من عرف أن له ربا فينبغي له‏ أن يعرف أن لذلك الرب رضا و سخطا و أنه لا يعرف رضاه و سخطه إلا بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة و أن لهم الطاعة المفترضة و قلت للناس تعلمون‏ أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) كان هو الحجة من الله على خلقه قالوا بلى قلت فحين مضى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )  من كان الحجة على خلقه فقالوا: القرآن .

فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ‏ و القدري و الزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم ، فما قال فيه من شي‏ء كان حقا فقلت لهم من قيم‏ القرآن‏   ؟

 فقالوا ابن مسعود قد كان يعلم، و عمر يعلم، و حذيفة يعلم، قلت كله؟

 قالوا لا فلم أجد أحدا يقال إنه يعرف ذلك كله إلا عليا (عليه السلام )و إذا كان الشي‏ء بين القوم فقال هذا لا أدري، و قال هذا لا أدري و قال هذا لا أدري و قال هذا أنا أدري فأشهد أن عليا (عليه السلام )كان قيم‏ القرآن‏ و كانت طاعته مفترضة و كان الحجة على الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال رحمك الله.

استدل منصور بن حازم بالعلم على امامة امير المؤمنين واثبت انه قيِّم القرآن والحجة والناطق عن الله جل وعلا لأعلمتيه ، كما سئل الخليل ابن احمد الفراهيدي عن الدليل على إمامة الامام علي(عليه السلام ) قال باحتياج الناس كلهم إليه استغنائه عن الكل.

  •   برهان هشام  بن الحكم مع الشامي

الكافي : علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال إني رجل صاحب كلام و فقه و فرائض و قد جئت لمناظرة أصحابك فقال أبو عبد الله (عليه السلام) كلامك من كلام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) أو من عندك فقال من كلام رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) و من عندي فقال أبو عبد الله (عليه السلام )فأنت إذا شريك رسول الله قال لا قال فسمعت الوحي عن الله عز و جل يخبرك قال لا قال فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) قال لا فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام )إلي فقال يا يونس بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم ....قال فورد هشام بن الحكم و هو أول ما اختطت لحيته و ليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه قال فوسع له أبو عبد الله (عليه السلام )و قال ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ثم قال يا حمران كلم الرجل فكلمه فظهر عليه حمران ثم قال يا طاقي كلمه فكلمه فظهر عليه الأحول ثم قال يا هشام بن سالم كلمه فتعارفا[5] ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) لقيس الماصر كلمه فكلمه فأقبل أبو عبد الله (عليه السلام )يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي فقال للشامي كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال نعم فقال لهشام يا غلام سلني في إمامة هذا فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي يا هذا أ ربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي بل ربي أنظر لخلقه. قال ففعل بنظره لهم ما ذا؟ قال أقام لهم حجة و دليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا يتألفهم و يقيم أودهم و يخبرهم بفرض ربهم. قال فمن هو؟ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم  ) قال هشام فبعد رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم  )؟ قال الكتاب و السنة ،قال هشام فهل نفعنا اليوم الكتاب و السنة في رفع الاختلاف عنا ؟

قال الشامي نعم قال فلم اختلفنا أنا و أنت و صرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟

 قال فسكت الشامي فقال أبو عبد الله (عليه السلام )للشامي ما لك لا تتكلم ؟

قال الشامي إن قلت لم نختلف كذبت و إن قلت إن الكتاب و السنة يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه و إن قلت قد اختلفنا و كل واحد منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب و السنة إلا أن لي عليه هذه الحجة فقال أبو عبد الله (عليه السلام )سله تجده مليا فقال الشامي يا هذا من أنظر للخلق أ ربهم أو أنفسهم فقال هشام ربهم أنظر لهم منهم لأنفسهم فقال الشامي فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم و يقيم أودهم و يخبرهم بحقهم من باطلهم قال هشام في وقت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم  )أو الساعة-

قال الشامي في وقت رسول الله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) و الساعة من فقال هشام هذا القاعد الذي تشد إليه الرحال و يخبرنا بأخبار السماء و الأرض وراثة عن أب عن جد قال الشامي فكيف لي أن أعلم ذلك قال هشام سله عما بدا لك قال الشامي قطعت عذري فعلي السؤال فقال أبو عبد الله (عليه السلام)  يا شامي أخبرك كيف كان سفرك و كيف كان طريقك كان كذا و كذا فأقبل الشامي يقول صدقت أسلمت لله الساعة فقال أبو عبد الله (عليه السلام) بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان و عليه يتوارثون و يتناكحون و الإيمان عليه يثابون فقال الشامي صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) و أنك وصي الأوصياء.

كل هذه البراهين العقلية والنقلية تؤيد احتياج القرآن الى مفسر يعلم جزما بمراد الله تعالى

وبهذا اثبتنا منهج الثقلين وابطلنا المنهج الاحادي، وأن القرآن وحده لا يكفي .

إن التفسير هو بيان مراد الله ولايعرف مراد الله الا بالوحي ، والوحي لا ينزل إلا على المصطفين، والاصطفاء بيد الله يختار من يشاء ، ولا يهتدي الى مراد الله إلا بالتمسك بمنهج الثقلين ، وان الذي يفسر القرآن اعتمادا على المنهج الاحادي فان مرجعه اللغة والاستحسان والرأي وهي لا تطابق مراد الله ، أما اللغة فهي اوسع من مراد الله وقد بان الفرق الشاسع بين معنى الولي عند منهج الثقلين ، وبين الولي عند المنهج الاحادي ، إذ اعتمد على اللغة ، واللغة جمعت من أهل البادية ومن سياقات شعرية كانت او نثرية ، في المعاجم اللغوية ، فمن لم يرض بمنهج الثقلين كمرجع آمن لفهم النص ، رضى باهل البادية كمرجع بديل لفهم النص ، وشتان بينهما .

وأما الاستحسانات المعتمدة على الاهواء والاقيسة فليست لها ضابطة ، وأما الاراء فهي تمثل اصحابها ولا تمثل مراد الله ، وكل ذلك يدخل في التقول على الله جل وعلا .

 


([1])الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 168، كِتَابُ الْحُجَّةِ،ح1

([2]) نهج البلاغة ، خطبة رقم 158

([3])الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 144،ح5

([4]) نهج البلاغة الوصية رقم 77

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .