أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016
1960
التاريخ: 14-3-2021
2416
التاريخ: 9-1-2016
2062
التاريخ: 7-9-2018
1550
|
قضية شريك بن عبد الله بن سنان بن انس النخعي قضية مهمة فلقد كان شريك مسلماً زاهداً عابداً وعالماً وكان في عهد المهدي العباسي ولم يكن ليتدخل في امور الخلافة الى ان قرر اعوانه الابالسة ذات يوم ان يجذبوا شريكاً فدعاه المهدي وطلب منه ان يصبح قاضي القضاة اي القاضي الأول في المملكة الا ان شريكاً اجابه: لا اريد ان اتدخل في اي امر من امورك. فقال المهدي: حسناً كن معلماً لأبنائي فرفض شريك قائلاً: إني لا اعتقد بخلافتك ولا بأبنائك. وعندما أصر، قبل شريك وعندما أراد الخروج قال له مهدي العباسي عليك ان تقبل بواحدة من ثلاثٍ وجبة طعام او القضاء او تعليم ابنائي. فقبل شريك بوجبة الطعام اللذيذة في ظاهرها المليئة بالسموم في باطنها وبعد ان امتلأت معدته بأكل الحرام ذهب إلى منزله ونام وأثر هذا الطعام الحرام وترك مفعوله على هذا الانسان الزاهد والعالم... وقال لنفسه: ما يمنع ان أصبح قاضي القضاة فان قبلت بذلك فسأتمكن من حل مشاكل المسلمين وفعل الكثير. وما يمنع أن أصبح معلماً في البلد مشهوراً في البلاط وفي الصباح عاد إلى القصر وقبل القضاوة والتعليم. يستفاد من التاريخ ان شريكاً كان يعلم انه يتجه إلى جهنم برجليه. يقول القرآن الكريم: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]، ولقد قدموا له اموالاً طائلة وذهب ذات يوم الى بيت المال ليأخذه فأعطاه مئة ألف درهم فرفضها وقال: إنها مغشوشة فغضب رئيس بيت المال وقال لقد أخذت جميع هذه المبالغ فاقبل بعض الدراهم المغشوشة. فأجاب أني اقبض ألف درهم او مئة ألف درهم لكني اتنازل مقابله عن ديني. ولأني أفقد شيئاً مهماً فاني أحاسب على الدرهم.
هذه القضية تثبت ان لقمة الحرام تركت مفعولها. واشقت شريك الزاهد. فاحذروا لقمة الحرام فأنها تضر جداً بكم وبأولادكم وزوجاتكم. واول مصيبة تنشأ من لقمة الحرام القساوة التي يقول عنها القرآن الكريم: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الزمر: 22]، حتى اننا نقرأ في الروايات ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (لرد المؤمن حراما يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة)(1)، قد يصبح الانسان بالحرام شرك الشيطان ويجلب تعاسة طفله حيث لا يفلح أبداً. ان كنت لا تجد في نفسك شوقاً للعبادة والصلاة او حلاوة القرآن ففكر بطعامك وكسبك وانظر ان كان حلالاً ام لا؟ هل فيه شبهة؟. فان الشيء الذي يجعل الانسان لا يكترث للعباد وتجرؤه على الذنوب حتى على الذنوب الكبيرة اكل الحرام.
يروى انه عندما ضربوا جبهة الحسين (عليه السلام) بالحجر سألته أخته زينب المظلومة؛ أخي الم تعرف عن نفسك قال بلى ولكن قد امتلأت بطونهم بالحرام. اي ان الحق جاذبية كلام ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) لم تعد تؤثر على هذه البطون التي امتلأت بالحرام.
فمن الصعب ان يفلح الطفل ان كان من لقمة الحرام ولقد حذرت الروايات من انعقاد النطفة على لقمة الحرام لذا ترى ان الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) واصحابهم كانوا يعطون أهمية قصوى لحق الناس.
واول كلام النبي (صلى الله عليه وآله) الذي قاله على المنبر قبيل وفاته كان: (معاشر الناس قد حان مني خفوق من بين أظهركم. فمن كان له عندي عدة فليأتني اعطه اياها ومن كان له علي دين فليخبرني به)، عندها نهض ذلك العربي وطالب بقصاص النبي (صلى الله عليه وآله) لضربه بالسوط.
ونسمع عن اصحاب الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) روايات عجيبة عن كيفية إهتمام هؤلاء العظماء بالمال الحرام والشبهة: يكتب (الغزالي) في كتابه (احياء العلوم): كتب غلام الى سيده ان قصب السكر قد تتضرر ولا يوجد سكر في هذا العام. فذهب التاجر واشترى سكراً وجمعه في المخزن. لكنه أخذ يفكر طوال الليل. إنك قد استفدت كثيراً من هذا الاحتكار لكنك قد خدعت المسلمين وهل تعلم إذا خدع مسلم مسلماً فانه ليس بمسلم. نجد في الروايات ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان يمر في سوق الخضار فأعجبته بعض الفواكه فتقدم نحوها فوجد ان بريقها من الماء وليس منها فاعترض على صاحب الفواكه، فقال يا رسول الله لقد امطرت السماء عليهم؟ فقال كان عليك ان تجففها (من غشنا ليس منا)، اذن فهناك اشكال ان يوجه البائع الأضواء الملفتة على القماش او غيرها من البضائع، بقية القصة. ونام التاجر وهو يفكر بأنه حصل على مخزناً مملوءاً بالسكر ولكنه فقد دينه. وبعد اذان الصبح ذهب الى السوق ليعتذر ويتسامح من الباعة وكان يقول لهم: لقد خدعتك فان ثمن السكر غالٍ ولقد بعتك اياه بقيمة اليوم فاقلني واقالوا جميع المعاملات. لكنهم قالوا بعد ان وجدوه انساناً صالحاً: لقد سامحناك وسنبقى على المعاملة السابقة الا انه بعد التفكير لم يقبل وقال: هذه المعاملة مشبوهة. واني أخشى على نفسي منها ولا أستطيع النوم فلم هذا الاهتمام البالغ لا بد انهم كانوا يوقنون بالمعاد.
في نهج البلاغة نقرأ ان الامام علي (عليه السلام) كتب إلى الولاة (ادقوا اقلامكم وقاربوا بين سطوركم واحذفوا من فضولكم فإن أموال المسلمين لا تحمل الأضراب)(2). ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يرضى ان يسرق الوالي في الاقلام لأن حق الناس صعب جداً حيث انه (عليه السلام) كان يجهش ليلاً بالبكاء ويقول: (اللهم إني اعوذ بك من نقاش الحساب)(3).
عندما تغز الابرة في رجل الانسان لا يمكنه ان يخرجها بيده ويلزمه بصر حاد لكي يجدها أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرف عنه حق الناس بالنقاش. ونقرأ في الروايات انهم يعطون اربعين صلاة مقبولة في مقابل درهم واحد. إني اي المديون يقدم اربعين فريضة صلاة مقبول من اجل درهم واحد. وبتعبير اخر يذهب هو إلى الجنة بأربعين صلاة وانت تذهب إلى جهنم.
هناك عقبات (حواجز) في يوم القيامة، كحواجز الشرطة وهذه العقبات الصعبة هي المرصاد والله عز وجل نفسه هو الذي يسأل الانسان: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14].
يقول الصادق (عليه السلام): (ان المرصاد أحد العقبات التي يسأل فيها الله عز وجل الإنسان عن الوحي وعن حق الناس وقد اقسم بعزتهِ وجلاله ان لا يعف عن حق الناس. رأوا سلمان الفارسي يبكي عند وفاته. فسألوه عن السبب وقد نال درجة (سلمان من اهل البيت) فقال تذكرت رواية من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيها ان في يوم القيامة عقبات لا ينجي منها الا المخففون،) (نجى المخففون وهلك المثقلون). يقول الراوي: فنظرت لأرى ماذا يملك هذا الوالي فوجدت جلد خروف يجلس وينام عليه وصحن من الخزف لمائه وطعامه وابريق ودواة وقلم ليخدم الناس بهم. ومع هذا فانه يردد هلك المثقلون، هلك المثقلون.
ان حق الناس صعب والأصعب منه ان يأكل الإنسان حراماً ويولد منه طفل. ان تأكل الام حراماً وينمو في داخلها طفلا فانه سيلعن ابويه يوم القيامة ويقول: ألهي حاسبهم على ذلك فقد اطعموني الحرام وجعلوني من اهل جهنم.
ونقرأ في الروايات ان الابن يدخل إلى جهنم من اجل فعله السيء والأب من اجل تضليل ولده واطعامه الحرام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مستدرك الوسائل، مجلد2، ص302.
2ـ الترغيب، مجلد2، ص571.
3ـ البحار، مجلد73، ص49.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|