أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-1-2016
2013
التاريخ: 16-6-2016
3094
التاريخ: 9-1-2016
1846
التاريخ: 11-7-2022
2109
|
العناية برعاية الطفل
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحاً عندما دق جرس الهاتف. كانت المتحدثة امرأة عاملة معرفتي بها سطحية. كانت تبكي؛ لأنها كانت قد تركت لتوها ابنها الصغير ذا الأربعة أشهر في إحدى دور الرعاية للمرة الأولى، وكانت تحدثني من مكتبها في اليوم الأول لعودتها إلى العمل.
كان الطفل مبتئساً لأنه تُرك وحيداً، وكانت تشعر بالقلق لأنها تركته. لم تكن قادرة على التركيز في عملها؛ فقد كان ابنها الرضيع الذي انتزع بعيداً عنها لأول مرة في حياته هو كل ما يشغل تفكيرها. ماذا يجب عليها أن تعمل؟
افعلي ما يمليه عليه قلبك
سيقول الكثيرون لهذه الأم الشابة العائدة إلى عملها (ما المشكلة؟ سرعان ما يستقر الطفل)، فعلى أية حال؛ يمكن أن يحدث نفس هذا الموقف مع طفل في الخامسة من عمره في أول يوم في المدرسة، وسرعان ما سيتغلب على هذه المشاعر، ويشعر بالاستقرار والسعادة، ألا يجب أن تنسى الأمر وتركز في عملها وزملائها في العمل؟
وبينما كنا نتحادث في الأمر؛ تبينت أن المشكلة لا تقتصر على كونها أماً متألمة لفراق ابنها؛ بل تنطوي أيضاً على تناقض حيال فكرة العودة إلى العمل.
لقد ناقشنا الضغوط التي تعرضت لها ونحن نسعى للفصل بين مشاعرها الخاصة ورغبات المحيطين بها، إن الكثير من أصدقائها يعملون في سلام ويتركون أبناءهم في دور الحضانة، كما أن زوجها يرغب في أن تعود إلى عملها لتدبير بعض المال، كذلك يرغب مديرها في العمل في عودتها، على الرغم من أنها لم تكن قد تركت عملها سوى خمسة أشهر فقط.
غير أنها عندما كانت تتحدث؛ اتضح لي أنها ليست سعيدة، فقد كانت ترغب في البقاء مع ابنها. وبالتدريج بدأت الأمور تتضح أمامها وبدأت تستقر، فقررت أن تلتقي برئيسها في العمل وتشرح له أنها قد غيرت خططها وأنها تعتذر له وتشكره على حسن تفهمه. وبعد مفاوضات مع المدير؛ استطاعت بالفعل أن تحصل على إجازة لمدة عام كامل على أن تعود لتعمل لنصف الوقت فقط. لقد كانت محظوظة؛ لأنها تتمتع بالمهارة التي أكسبتها هذه المزايا، وزوج يسمح له دخله بأن يلبي احتياجات الأسرة، أي أنها كانت تملك فرصة الاختيار. ولقد شعرت بارتياح كبير عندما فعلت ما أملاه قلبها عليها، ولم تستجب (للضغوط)، التي يفرضها عليها المجتمع وكل المحيطين بها.
العناية بالطفل - اختراع جديد
منذ قديم الأزل والطفل يتربى بالقرب من بيته على يد أهله ومجموعة من الأقارب المقربين من الأسرة في إحدى القرى أو التجمعات السكنية. أي أن مهمة (ومتعة)، تربية الطفل كانت مقسمة بين مجموعة من الأشخاص الذين يحبون الطفل. أما في الدول غير الصناعية، فإن الأطفال والكبار لازالوا يقضون يومهم معاً؛ لذا ترى أمهات يصطحبن أبناءهن داخل الحاملات في أماكن العمل، أطفال صغار في صحبة آبائهم في المزارع. إن العالم الغربي فقط هو الذي يحبس الأطفال (والعجائز)، بعيداً عن مجرى الحياة.
منذ مائة عام فقط كان الرجل يعمل بالقرب من زوجته وعائلته، فكان 97%، من الرجال في استراليا يعملون بالقرب من منازلهم على مسافة يمكن قطعها سيراً على الأقدام.
ولكن مع بداية عهد الصناعة؛ بدأ الرجل يسافر للعمل بعيدا، تاركا زوجته وأبناءه الذين تعتريهم عادة مشاعر العزلة والوحدة داخل بيوتهم. وفي الستينيات قررت المرأة أن تعمل أيضا، وهكذا بدأت تشارك الرجل في رحلته بعيداً عن البيت.
لقد فرض انخفاض الأجور وضرورة إعالة الأسرة مع غياب الزوج والبطالة على الكثير من النساء ضرورة العمل بالإضافة إلى العناية بشؤون الأسرة. ولمواجهة هذا الوضع؛ ظهرت العديد من القوانين الخاصة برعاية الطفل. إننا نتحدث اليوم عن (صناعة)، العناية بالطفل، كما أن العثور على العناية الملائمة للطفل تعتبر من الموضوعات المقربة إلى قلب كل أب وأم تقريبا.
لهذا فإن الآباء اليوم يتمتعون بتسهيلات كانت مقتصرة في الماضي على الأثرياء فقط. فيمكننا أن نستأجر بعض المتخصصين في مجال رعاية الطفل للعناية بأبنائنا طوال اليوم. وإن كان بوسعك أن تتخطى مشاكل قوائم الانتظار، وقيادة السيارة عبر المدينة، ومخاوفك من نوعية العناية التي سوف تقدم للطفل؛ فسوف يكون بوسعك - من خلال الدعم الذي تقدمه الحكومة وبتشجيع من النظريات الأيديولوجية التي يقوم أساسها على أحقيتك في أن تفعل ذلك - أن تجد بعض الغرباء الذين يعتنون بأبنائك من الطفولة وحتى سن النضج. (وذلك من خلال المدرسة وعناية ما قبل وبعد المدرسة، والرعاية التي تقدم في العطلات ومعسكرات التعلم في عطلة نهاية الأسبوع. لن تكون بحاجة ماسة لأن تراهم!).
نحن نعلم أن ما يقرب من 700,000، طفل في استراليا يتلقون بالفعل شكلاً من أشكال الرعاية الرسمية، كما أن الكثير من الأطفال يقضون ما يصل إلى 12,000، ساعة في مثل هذه الأماكن قبل أن يبلغوا سن المدرسة.
ثاني أكبر قرار يتخذه الوالدان
إن قرار إنجاب أبناء يعتبر - على الأرجح - أكبر قرار يمكن أن يتخذه الشخص في حياته، أما قرارك بشأن من سيتولى تربية الطفل فهو ثاني أكبر قرار. ونحن نستخدم هنا كلمة (تربية)، لأننا جميعاً نعرف تماماً أن الخمس سنوات الأولى من حياة الطفل تمثل ذروة النمو العقلي والعاطفي. إن الطفل الذي يذهب إلى دار الرعاية في الشهر الثاني أو الثالث من عمره ويبقى هناك لمدة سبع أو ثمان ساعات يومياً، يقضي طفولته بشكل أساسي تحت الرعاية. كيف سيكون هذا الشخص فيما بعد؟، كيف يتم تهذيبه ومساعدته؟، ما القيم والسلوكيات التي سينشأ عليها؟، هل ستكون بمثابة نتاج مؤلف مما يبثه عدد كبير من الأشخاص، بمعنى أنه سوف يتمتع بمجموعة واسعة من القيم والأساليب المتنوعة؟، سوف ينجح هذا الطفل بالقطع في التكيف، ولكن هل سيكون قادراً على إقامة علاقات حميمة؟، كيف سينجح في الربط بين كل هذه الرسائل؟.
هناك ترابط داخلي بين هاتين القضيتين الأساسيتين، وهما إنجاب الأبناء، واختيار من سيقوم برعاية هؤلاء الأبناء. أثناء أحد الأحاديث الخاصة مع مدير إحدى دور الحضانة (بعد محاربته للضغوط التي يضعها الآباء عليه لقبول الأبناء في سن مبكرة جدا، ولعدد ساعات أطول)، قال لي الرجل: (أنا لا أدري لم يصر البعض على إنجاب أبناء من الأساس)، إنه على حق تماماً في تعليقه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|