المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اكتساب القدرة على تطبيق الحب الحازم  
  
1332   09:03 صباحاً   التاريخ: 2023-03-04
المؤلف : ستيف بيدولف ـ شارون بيدولف
الكتاب أو المصدر : سر الطفل السعيد
الجزء والصفحة : ص252 ــ 253
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

تظهر الحاجة إلى الحب الحازم بشكل واضح عندما يبلغ الطفل من العمر عاما ونصف إلى عامين. إن السلوك السيء قد يكون مصدر قلق للآباء الذين يريدون أن تسير كل الأمور في يسر وسعادة، بحيث يتحول الطفل من كومة صغيرة جذابة تطالبك بتلبية رغباتها إلى شاحنة متحركة تسير على قدمين.

هنا يجب أن يكون هناك تحولاً عقلياً من جانبك. إن الأب الذي لديه أبناء في مرحلة الطفولة المبكرة يجب أن يدرك أن الحب الحازم يملي عليه أن يتفهم أن الطفل الذي قضى الثمانية عشر شهراً الأخيرة محاولاً إسعاده قد تحول فجأة إلى الوضع المضاد، يجب عليك في هذه الحالة - إن كنت تؤدي عملك على خير وجه - ألا تجعله يبتئس عشرات المرات يومياً في البداية، إلا أننا نأمل ألا يتعدى زمن المرة الواحدة بضع دقائق.

سوف (يساعدك)، الطفل عادة في هذه المرحلة عندما يصر على عمل بعض الأشياء (غير المقبولة)، مثل إفراغ الثلاجة أو تسلق أحواض النباتات.

إن السلوك الذي يجب أن تتبعه في مثل هذه الحالات يتمثل في أن تكون صارماً من الخارج وهادئاً من الداخل، لا تدع الطفل يعتقد أنه لطيف لأنه جريء أو عابث، فسوف يستغرق الأمر عدة أسابيع لكي تصلح كل ما أفسدته. اخفض صوتك، وارسم علامات الجدية على وجهك، ولكن في الوقت نفسه يجب أن تشعر بالسعادة؛ لأن الطفل يتعلم في هذا الوقت الكثير من خلال هذه المناقشة الخاصة بالتهذيب.

في الوقت الذي يعمل فيه الحب الرقيق على فتح قلب الطفل، فإن الحب الحازم، يمنحه المساندة التي ستصنع منه إنساناً قوياً وواضحاً عندما يكبر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.