اختلاف البنية الكونية قد يكون مقبولا، لكن هل يمكن أن تتباين قوانين الفيزياء؟ |
827
11:35 صباحاً
التاريخ: 2023-03-18
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-8-2020
1385
التاريخ: 28-2-2016
2006
التاريخ: 25-2-2016
1660
التاريخ: 2023-03-26
1169
|
كل هذا قد يكون مقبولاً عند الحديث عن بنية الكون، لكن ماذا عن الأمثلة الأخرى للضبط الدقيق التي ناقشتها في الفصل السابق، مثل مصادفة رنين نواة الكربون الشهيرة لهويل؛ سمات يبدو كأنها تحتاج لقيم دقيقة للقوة النسبية بين القوة النووية الشديدة والقوة الكهرومغناطيسية؟ وماذا عن كتلة الجسيمات دون الذرية العديدة؟
يمكننا الحصول على بعض الرؤى عن هذا الموضوع من التاريخ، فبعد أن أرسى كوبرنيكوس مبدأ دوران الكواكب حول الشمس حاول كبلر وآخرون التوصل إلى العلاقات العددية الموجودة في النظام الشمسي. في تلك الأيام كانت ستة كواكب وحسب هي المعروفة، وكانت المسافات بينها وبين الشمس مقاسة بدقة معقولة. كان من الطبيعي التساؤل، لماذا ستة كواكب؟ ولماذا تقع على هذه المسافات؟ هل يوجد مبدأ عميق للطبيعة، كنظام رياضي أشبه بالقانون، يمكن أن يمدنا بالأرقام المرصودة؟ توصل كبلر إلى فكرة عبقرية مبنية على الأشكال الهندسية القديمة؛ إذ تخيل أن مدارات الكواكب مرتبطة بكرة تقع داخل شكل مثالي متعدد السطوح، بحيث تكون مدمجة بعضها في بعض، متبعا في ذلك تقليد فيثاغورث، الذي حاول قبله بألفي عام تفسير الكون من خلال التناغم الموسيقي والهندسي. بعد ذلك، في القرن الثامن عشر، نشر عالم الفلك الألماني يوهان بودي معادلة رياضية بسيطة (تعرف باسم قانون بودي) يمكن بها حساب المسافة بين أي من الكواكب الستة والشمس، إضافة إلى كوكب آخر «مفقود»، في المكان الذي اكتشف فيه لاحقا حزام الكويكبات.
أما اليوم فإن محاولات حصر النظام الشمسي في نمط رياضي أنيق تبدو سخيفة، واكتشف أن التوافق السطحي بين معادلة بودي ومسافات الكواكب المقاسة ليس إلا مصادفة. نحن نعرف الآن أن تكون الكواكب هو بالأساس حدث تاريخي، فالكواكب تكونت من سدم دوامة من الغازات والغبار المحيطة بالشمس في بداية حياتها. في البداية كانت المجموعة الشمسية تحتوي على أكثر من التسعة كواكب المعروفة اليوم، لكن بعضها ارتطم واندمج بعضه ببعض، والبعض الآخر طار بعيدًا خارج النظام الشمسي. وقد تغيرت جميع مدارات الكواكب بشكل ما على مدار الـ 4.5 مليار عام التي انقضت منذ تكون النظام الشمسي. المغزى هنا هو أن ما انتهينا إليه من نظام جاء محصلة ظروف فوضوية؛ كمية المادة الموجودة في السديم الشمسي، والقوى المعقدة التي جعلت الكواكب تتكون على الشكل الذي هي عليه الآن، القريبة من الواضح أنه لا يوجد شيء «جوهري» بشأن الكواكب وبعدها عن الشمس؛ فهذه الملامح تصادفية بالكامل. نحن الآن نعرف نظما أخرى من الكواكب، التي تدور حول نجوم أخرى لها ترتيبات دوران مختلفة بشكل كلي عما لدينا. ومن ثم فإن ما كان يظن ذات يوم ليس أكثر من مصادفة بأنه قانون أساسي من قوانين الطبيعة، اتضح أنه ليس اكثر من مصادفة تاريخية، رغم أهميته الشديدة لنا فإذا لم يكن للأرض نفس المدار التي تدور فيه لكانت غير قابلة لاستضافة الحياة).
بالنظر لهذا الدرس المأخوذ من النظام الشمسي من المنطقي التساؤل عما إذا كانت الملامح الأخرى للعالم التي نعتبرها أشبه بالقوانين الراسخة قد يتضح أنها مجرد مصادفات تاريخية. هل يمكن أن تكون بعض أوجه النظام في الطبيعة التي نبجلها بوصفها «قوانين الفيزياء» هي في حقيقتها آثار متخلفة عن عملية تكون الكون؟ إذا كان الحال كذلك فسيبدو من المنطقي الافتراض بأن مناطق أخرى من الكون، أو أكوانا جيبية أخرى، لها قوانين مختلفة بنفس الصورة التي تملك بها نظم نجمية أخرى ترتيبات كوكبية مختلفة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|