أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
1879
التاريخ: 27-09-2015
5652
التاريخ: 22-06-2015
2401
التاريخ: 29-12-2015
2941
|
هو أبو مالك غياث بن غوث من بني عمرو بن الفدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم بن بكر من بني غنم بن تغلب. و كانت أمّه تدعى ليلى و كنيتها أمّ كعب.
ولد غياث بن غوث في الحيرة، نحو سنة 20 ه(649 م) و نشأ فيها يقول الشعر مغرما بالهجاء، و كان جريئا على الناس سفيه اللسان فلقّب بالأخطل. و كذلك كان له لقب في صغره، هو «دوبل» (1).
كان الاخطل نصرانيا، غير أن سلوكه، كما يقول الأب هنري لامنس (2)، لم يكن متّسقا مع التقاليد المسيحية: لقد طلّق امرأته ثم تزوّج امرأة مطلّقة؛ و أضاف، فيما بعد، إلى أهله جارية أهداها اليه زياد بن أبيه. و كذلك كان يعاشر القيان. و كان القسّ يعاقبه على أعماله فيحبسه أو يضربه فيستخذي بين يديه. و يقول نيكلسون (3): ان فضيلة النّصرانية عند الأخطل كانت في أنّها كانت تسمح له بشرب الخمر بالقدر الذي يريده. و لم ينبه الأخطل و لا ذاع صيته إلاّ بعد اتصاله ببلاط بني أميّة في الشام.
اتّصل الاخطل بالبلاط الأمويّ مرّتين:
شبّب عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت برملة بنت معاوية فغضب أخوها يزيد و شكا ذلك إلى أبيه. و أراد معاوية أن يعالج هذه القضيّة بالحلم و الدهاء-جريا على عادته في السياسة العامّة-فلم يرض يزيد و أرسل سرّا إلى كعب بن جعيل و قال له: «ان عبد الرحمن بن حسّان قد فضحنا، فاهج الانصار» . فقال له كعب: أ رادّي أنت إلى الشرك بعد الاسلام؟ أ أهجو قوما نصروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه[وآله] و سلّم؟ و لكنّي أدلّك على غلام منّا نصرانيّ كافر شاعر» . و دلّه على الأخطل (4).
فدعا يزيد بالأخطل و قال له: «اهج الانصار» ، فقال له الأخطل: «أفرق (أخاف) من أمير المؤمنين (معاوية) !» فقال له يزيد: «لا تخف، أنا أحميك» . فقال الاخطل:
و إذا نسبت ابن الفريعة خلته... كالجحش بين حمارة و حمار (5)
لعن الاله من اليهود عصابة... بالجزع بين صليصل و صرار
خلّوا المكارم لستم من أهلها... و خذوا مساحيكم، بني النّجّار (6)
ذهبت قريش بالمكارم كلّها... و اللّوم تحت عمائم الأنصار
فلم يرض معاوية عن ذلك، و لكنّ يزيد حمى الأخطل. و يبدو أن الأخطل بقي مع يزيد أميرا ثم لزمه في أيام خلافته. و بعد موت يزيد (64 ه) ترك الاخطل البلاط الأمويّ و عاد إلى مساكن قومه في الجزيرة.
بعد انتقال الخلافة الأموية من الفرع السّفياني إلى الفرع المرواني و انتصار المروانيين على خصومهم السياسيين كثر الهجاء عليهم من كلّ جانب؛ فاحتاج عبد الملك بن مروان إلى شاعر يردّ على شعراء خصومه فلم يجد إلاّ الأخطل فاستدعاه و أطلق له لسانه على الانصار.
و قد كانت بين الاخطل و بين كعب بن جعيل عداوة (غ 8:281-282) ؛ و لكنّ الهجاء الذي اشتدّ و استطار كان بين جرير و الاخطل:
قال الاصفهاني: «اجتمع الفرزدق و جرير و الأخطل عند بشر بن مروان والي الكوفة (71-73 ه) -و كان بشر يغري بين الشعراء-فقال بشر للأخطل: احكم بين الفرزدق و جرير. . . . فقال الأخطل: الفرزدق ينحت من صخر و جرير يغرف من بحر. فلم يرض جرير بذلك (لأن مدار الشعر الجيّد في العصر الأموي كان صلابته لا سهولته) . فكان ذلك سببا ظاهرا على الأقلّ للعداوة بين جرير و الاخطل (7). و لعلّ العصبية و التكسّب كانا السببين الأساسيين لتلك العداوة و لذلك الهجاء. ثم اتّفق أن محمد بن عطارد ابن حاجب بن زرارة رشا الاخطل زقاق خمر و كساه حلّة على أن يفضّل الفرزدق و يهجو جريرا (غ 8:17) ففعل. فقال جرير يهجو الاخطل:
يا ذا الغباوة، إنّ بشرا قد قضى... ألاّ تجوز حكومة النشوان (8)
فدعوا الحكومة، لستم من أهلها... ان الحكومة في بني شيبان (9)
قتلوا كليبكم بلقحة جارهم... يا خزر تغلب، لستم بهجان (10)
فقال الأخطل يردّ على جرير:
و لقد تناسبتم إلى أحسابكم... و جعلتم حكما من السّلطان
فاذا كليب لا تساوي دارما... حتّى يساوى حزرم بأبان (11)
و إذا وضعت أباك في ميزانهم... رجحوا، و شال أبوك في الميزان
ثم استطار الهجاء بين جرير و الأخطل.
و قد ظلّ الأخطل شاعرا لبني أميّة يمدحهم و يهجو خصومهم حتّى مات سنة 95 ه(713 م) ، في خلافة الوليد بن عبد الملك.
أجمع النّقاد على أن شعر الاخطل يشبه شعر النابغة الذبياني للشبه بين حياتيهما: كانا كلاهما بدويّين يعيشان في الحضر، و كانا شاعري بلاط يتكسّبان بالمديح. و أغرم الاخطل بشعر النابغة فكان يقلّده في المعاني. و كذلك كان الاخطل يهذّب شعره. و يبرز تقليد الأخطل للنابغة واضحا في وصفه لنهر الفرات و للثور الوحشي.
و اشتهر الاخطل بمدح الملوك و صفة الخمر خاصّة، كما أجاد الفخر و الهجاء. و له حكم قليلة.
مدح الاخطل الامويين مشيرا إلى ماضيهم و حقهم في الخلافة و عظمة خلفائهم، و تقرّب اليهم بهجاء الانصار خاصة لأنهم كانوا خصوم بني أمية في الخلافة. و لم يكن الأخطل معتقدا ما يقول، و لكنّ مصلحته في التكسب منهم و في الشهرة على أيديهم حملته على أن يسلك تلك السبيل، شأنه في ذلك شأن النابغة من قبل.
و هجاء الاخطل مقذع (بذيء الكلام) على نحو ما كان معظم الهجو في أيامه، مؤلم لما فيه من المرارة و إصابة الغرض أحيانا. و كثيرا ما كان الأخطل يستعير فضائل قوم الفرزدق ليفتخر بها على جرير.
أما في الخمر فقد تأثر الأخطل في وصفها الأعشى فمدّ وصفها إلى حال السكران، ثم وصف أدواتها و مجالسها وصفها يسيرا. و لقد ساعدته نصرانيته على ذلك إذ لم يكن بإمكان الشعراء المسلمين أن يصفوها خوفا من الحدّ (العقاب) ، و ان كان بعضهم قد شربها. و مع ان الاخطل قد أطال وصف الخمر، فان وصف الخمر قد ظل عنده «غرضا» من اغراض القصيدة و لم يصبح فنا مستقلا بنفسه.
المختار من شعره:
- قال الاخطل يمدح عبد الملك بن مروان و يهجو الانصار (أهل المدينة) و قيسا (عرب الشّمال) لأنهم كانوا أشياع عبد اللّه بن الزّبير ثم يشيد باليمن (عرب الجنوب) من أهل الشام خاصّة لأنهم وقفوا في صفّ الأمويّين عند قتال عبد اللّه بن الزبير. قال الاخطل:
خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا... و أزعجتهم نوى في صرفها غير (12)
ثم يقول:
إلى امرئ لا تعرّينا نوافله (13) ...أظفره اللّه، فليهنأ له الظفر
الخائص الغمر و الميمون طائره (14)... خليفة اللّه يستسقى به المطر
نفسي فداء أمير المؤمنين إذا... أبدى النواجذ يوما عارم ذكر (15)
في نبعة من قريش يعصبون بها... ما إن يوازى بأعلى نبتها الشجر (16)
حشد على الحق عيّافو الخنا أنف... إذا ألّمت بهم مكروهة صبروا (17)
أعطاهم اللّه جدا ينصرون به... لا جدّ إلا صغير، بعد، محتقر (18)
لم يأشروا فيه إذ كانوا مواليه... و لو يكون لقوم غيرهم أشروا (19)
شمس العداوة حتى يستقاد لهم... و أعظم الناس أحلاما إذا قدروا (20)
هم الذين يبارون الرياح إذا... قلّ الطعام على العافين أو قتروا (21)
بني أميّة، نعماكم مجلّلة... تمّت فلا منّة فيها و لا كدر (22)
بني أميّة، قد ناضلت دونكم ...أبناء قوم هم آووا و هم نصروا (23)
أفحمت عنكم بني النجّار قد علمت... عليا معدّ و كانوا طالما هدروا (24)
فلا هدى اللّه قيسا من ضلالتهم ... و لا لعا لبني ذكوان إن عثروا (25)
كرّوا إلى حرّتيهم يعمرونهما... كما تكرّ إلى أوطانها البقر (26)
أمّا كليب بن يربوع فليس لهم... عند التفارط إيراد و لا صدر (27)
و قد نصرت، أمير المؤمنين، بنا... لمّا أتاك ببطن الغوطة الخبر (28)
يعرّفونك رأس ابن الحباب، و قد... أضحى و للسيف في خيشومه أثر (29)
- قال الاخطل يفتخر بنفسه و بقومه و يهجو جريرا و قومه و يرفع شأن بني دارم قوم الفرزدق:
إنّا نعجّل بالعبيط لضيفنا... قبل العيال، و نقتل الأبطالا (30)
أ بني كليب، إن عمّيّ اللذا... قتلا الملوك و فكّكا الأغلالا (31)
و لقد سما لكم الهذيل فنالكم... بإراب حيث يقسّم الأنفالا (32)
في فيلق يدعو الأراقم لم تكن... فرسانها عزلا و لا أكفالا (33)
و لقد جشمت، جرير، أمرا عاجزا... و وهبت سوأة أمّك الجهالا (34)
فانعق بضأنك، يا جرير، فإنما... منّتك نفسك في الخلاء ضلالا (35)
منّتك نفسك أن تكون كدارم... أن أن توازن حاجبا و عقالا (36)
و إذا وضعت أباك في ميزانهم... قفزت حديدته إليك فشالا
إنّ العرارة و النّبوح لدارم... و المستخفّ أخوهم الأثقالا (37)
المانعيك الماء حتّى يشربوا... عفواته و يقسّموه سجالا (38)
و ابن المراغة حابسا أعياره... قذف الغريبة ما يذقن بلالا (39)
و إذا سما للمجد فرعا وائل... و استجمع الوادي عليك فسالا
كنت القذى في لجّ أكدر مزبد... قذف الأتيّ به فضلّ ضلالا (40)
- و قال يصف حال السكران:
صريع مدام يرفع الشّرب رأسه... ليحيا، و قد ماتت عظام و مفصل (41)
تهاديه أحيانا و حينا تجرّه... و ما كاد إلا بالحشاشة يعقل (42)
إذا رفعوا عظما تحامل صدره... و آخر مما نال منها مخبّل (43)
فقلت اصبحوني، لا أبا لأبيكم ... و ما وضعوا الأثقال إلاّ ليفعلوا (44)
أناخوا فجرّوا شاصيات كأنها... رجال من السودان لم يتسربلوا (45)
و جاءوا ببيسانية هي بعد ما... يعلّ بها الساقي ألذّ و اسهل (46)
فصبوا عقارا في الإناء كأنها... إذا لمحوها، جذوة تتأكّل (47)
تمرّ بها الأيدي سنيحا و بارحا... و توضع باللّهم حيّ و تحمل (48)
تدبّ دبيبا في العظام كأنه... دبيب نمال في نقا يتهيّل (49)
- قال يصف الثور الوحشي في ليلة باردة:
فبات في جنب أرطاة تكفئه... ريح شآمية هبّت بأمطار (50)
يجول ليلته و العين تضربه منها بغيث أجشّ الرعد تيّار (51)
إذا أراد بها التغميض أرّقه... سيل يدب بهدم الترب موّار (52)
كأنه إذ أضاء البرق بهجته... في أصفهانية أو مطلى قار (53)
أما السراة فمن ديباجة لهق... و بالقوائم مثل الوشم بالنار (54)
حتى إذا انجاب عنه الليل و انكشفت... سماؤه عن أديم مصحر عار (55)
آنسن صوت قنيص، إذ أحسّ بهم... كالجن يهفون من جرم و أنمار (56)
فانصاع، كالكوكب الدرّيّ ميعته... غضبان يخلط من معج و إحضار (57)
فأرسلوهن يذرين التراب كما... يذري سبائخ قطن ندف أوتار (58)
حتى إذا قلت نالته سوابقها... و أرهقته بأنياب و أظفار
أنحى اليهن عينا غير غافلة... و طعن محتقر الأقران كرّار (59)
_________________________
1) القاموس (3:373، السطر الأخير) : «و الدوبل الخنزير أو ولده، و ولد الحمار، و الذئب العرم (بفتح العين و كسر الراء) : الشرس، الشديد الأذى، و لقب الاخطل، و الثعلب» . . d 432 I) . de tsrif(. lsI. cnE ni,snemmaL
2) a 532 I,) . de tsrif(. lsI. cnE ، راجع أيضا الاغاني 8:298،309-310.
3) . latbKA: sbarA eht fo yrotsiH yraretiL A
4) الشعر و الشعراء 411؛ راجع أيضا، فوق، ص 384.
5) الفريعة أم حسان بن ثابت و جدة الشاعر المهجو.
6) المساحي جمع مسحاة: أداة تسوى بها الأرض للزراعة. بنو النجار: أخوال والد الرسول صلّى اللّه عليه[وآله] و سلم. و الأخطل يعير الانصار (أهل المدينة) بأنهم زرّاع فلاحون.
7) غ 8:315، راجع 8:17-18.
8) النشوان: السكران. الحكومة: التحكيم، الفصل في الأمور الخلافية (الاختلاف بين الناس) .
9) قتلوا كليب (سيد بني تغلب) لأنه قتل ناقة (راجع أسباب حرب البسوس في مواضعها) . اللقحة: الناقة.
10) الخرز: الضيقو العيون (و هذه صفة من صفات الترك في أواسط آسية) : يعير بني تغلب بأنهم ليسوا عربا. الهجان (هنا) : ذوي النسب المعروف.
11) حزرم (بالزاي قبل الراء) جبل. و أبان (بفتح الهمزة) : جبل. -الملموح أن حزرم صغير و أبان كبير.
12) خف (رحل) القطين (الساكنون) فراجوا منك (فارقوك في مساء أحد الايام) . أزعجتهم (حملتهم على الانتقال من مساكنهم الأصلية) . النوى: النية (القاموس 4:397، السطر 20) ، قصد، سبب. في صرفها غير: تنطوي على احداث و مصائب.
13) لا نعرى من عطاياه: عطاياه دائمة.
14) الغمر: الماء الكثير، معظم البحر، الأمر الشديد العظيم. الميمون: المبارك، السعيد.
15) ابدى النواجذ: ابدى أقصى أسنانه، كناية عن اشتداد الأمر. العارم: الحادث العظيم. الذكر: الشديد.
16) النبعة: مجتمع منبت القصب-هم أصل قريش. يعصبون، بالبناء للمعلوم على الأصح، أي يحمون من يلتجئ اليهم فيها. لا تبلغ الشجر (اشراف الناس) نبتهم (صغارهم) .
17) حشد على الحق: مجتمعون عليه و على طلبه. عيافو الخنا: تاركون القول القبيح. ألم: نزل. مكروهة: مصيبة.
18) جد: حظ. و كل حظ بجانب حظهم صغير محتقر.
19) اشر: بطر.
20) تظل عداواتهم شديدة حتى يتمكنوا من خصمهم. فاذا تمكنوا منه و رأوا انهم قادرون عليه عفوا عنه.
21) يبارون: ينافسون (يزيدون على) الرياح (بالكرم) . العافي في القاموس: الذي يطلب العطاء، و لعل الاخطل يستعملها هنا بمعنى «الذي يعطي» فيكون المعنى: إذا توقف الكرماء عن العطاء (لقلة المال و الطعام في أيديهم أو إذا أصابهم شيء من البخل) فأنتم تستمرون في العطاء ثم تكونون (في تلك الحال) أجود من الرياح الهابة.
22) مجللة: عامة، تشمل جميع الناس. ثم ليس فيها منة (لا تذكرون الناس بفضلكم عليهم) و لا كدر (لا تؤذون الناس و انتم تتفضلون عليهم كأن تجعلوهم ينتظرون كثيرا أو تدفعوا اليهم العطايا على شكل مهين) .
23) ناضلت: رميت بالنبال (هجوت) . أبناء قوم (الانصار) الذين آووا (الرسول) و نصروه (على قريش) .
24) أفحمت (أسكت) بني النجار (شعراء بني النجار: الانصار) و كانوا طالما هدروا: خاروا و صوتوا كالثيران (طالما هجوكم) . علمت عليا معد: علم جميع العرب (انتشرت مدائحي فيكم و أهاجي في خصومكم بين جميع العرب) .
25) بنو ذكوان: قبيلة من بني سليم كانت قد خرجت (ثارت) على بني أمية. لا لعا لهم: لا أقال اللّه عثرتهم: لا أنهضهم من وقعتهم التي وقعوا فيها (انهزامهم و خسرانهم للخلافة) .
26) كروا (رجعوا) إلى حرتيهم (قطعتين من الأرض البركانية قرب المدينة) يعمرونها: يسكنونهما (مع أن الأرض الحرة لا تسكن، و لكن لم يبق لهم أرض غير هذه يسكنونها) . كما تكر (ربما بضم التاء، بالبناء للمجهول) : كما ترد البقر إلى أوطانها (مرابطها) سوقا بالعصي.
27) كليب بن يربوع: قوم جرير. التفارط: الذهاب إلى الماء. ليس لهم إيراد (استقاء من الماء) و لا صدر (رجوع بعد الاكتفاء من الماء) : لا حق لهم بالاستقاء و الشرب لأنهم ضعاف أذلاء.
28 و 29) لما ورد اليك، يا أمير المؤمنين، الخبر إلى الشام بأن عمير بن الحباب السلمي القيسي (الذي كان ثائرا عليك) قد قتل، فاننا نحن (بني تغلب) كنا قد قتلناه. الخيشوم: قصبة الأنف و ما فوقها.
30) نسرع بتقديم اللحم المذبوح حديثا لضيوفنا قبل أن نقدم الطعام لأهلنا.
31) اللذا-اللذان. يقصد بعميه: ابا حنش عصم بن النعمان الذي قتل شرحبيل بن الحارث بن عمرو، ثم عمرو ابن كلثوم الذي قتل عمرو بن هند ملك الحيرة. . .
32) الهذيل: الهذيل بن هبيرة التغلبي. . .
33) الاراقم: قسم من بني تغلب. الاعزل: من لا سلاح معه. الكفل (بكسر الكاف و سكون الفاء) : الضعيف الجبان الذي لا يعرف ركوب الخيل و يحاول أن يهرب من المعارك.
34) كلفت نفسك بأمر أنت تعجز عنه، فكانت النتيجة ان اهانك الناس. . .
35) نعق: صاح. -انصرف إلى رعي الغنم.
36) دارم و حاجب و عقال: أجداد الفرزدق. -هنا يفتخر الاخطل بقوم الفرزدق.
37) العرارة: القوة و النجدة في القتال. النبوح: العدد الكثير. و المستخف بالفتح أو بالجر. المعنى: و كذلك الذي يقوم عن قومه بالمكارم هو من بني دارم أيضا.
38) عفوات الماء: فيضه و كثرته. سجال جمع سجل (بفتح فسكون) : الدلو الكبير. المعنى: يأتون أول الناس فيشربون و يستقون ما دام الماء كثيرا فائضا، ثم يقسمون الباقي بين الناس سجلا سجلا.
39) ابن المراغة: جرير. اعياره جمع عير (بالفتح) : حمار. الغريبة: الناقة التي ترعى في غير قطيعها. المعنى: يظل جرير منتظرا بحميره حتى ينتهي بنو دارم؛ فاذا حاول أن يتقدم قبل ذلك قذفوه بالحجارة فتظل حميره لا تذوق قطرة ماء تبل به حلقها.
40) فرعا وائل: بكر و تغلب. و استجمع.... : إذا هجم بنو وائل كالسيل العظيم. القذى: الأوساخ التي تطفو على وجه السيل. اللج: معظم الماء، وسطه. اكدر: ممزوج بالتراب لاتساعه و شدته. مزبد من سرعته و قوة اندفاعه. به: بالقذى. الآتي: السيل العظيم.
41) صريع مدام: سكران من الخمر. الشرب: الذين يشربون الخمر معا. -يحركونه فلا يتحرك.
42) تهاديه. . . تجره أو نهاديه. . . نجره. هاداه: اسنده فسار متمايلا. جره: سحبه بيده أو برجله أو برأسه. الحشاشة: بقية النفس في الصدر (قبل الموت) . عقل: فهم، وعى.
43) إذا أمسكوا بعضو من أعضائه فرفعوه ارتفع. أما سائر أعضائه فقد نالت منها الخمر فخدرتها حتى لا تتحرك.
44) و مع ذلك فقد قلت لهم اسقوني الخمر صباحا؛ مع انهم هم لم ينيخوا الجمال و يفكوا أحمالها إلا ليقدموا لنا الخمر.
45) الشاصية: يظهر انها وعاء من جلد أسود. يشبه وعاء الخمر الاسود بالزنجي العاري.
46) بيسان في غور الأردن الاعلى، أي بخمر من بيسان. عله يعله: سقاه شيئا فشيئا. اسهل: لينة في الشرب. يعل (بالبناء للمجهول) : يذوق منها الساقي (الجميل) .
47) العقار: الخمر. الجذوة: القطعة الملتهبة من الحطب.
48) سنيحا و بارحا: من اليمين و من الشمال. و توضع باللهم.... : توضع الكأس و ترفع إلى الفم بالدعوة الصالحة (اللهم، يا اللّه) .
49) يشعر شارب تلك الخمر انها تتمشى في عظامه بلطف و بطء. من خصائص النقا-الرمل الابيض- انه يتهيل (ينهار تحت الارجل بسرعة و بأقل مس) ، و لذلك تترفق النملة إذا سارت عليه (؟) .
50) أرطاة و أرطأة: نوع من الشجر الكبير. تكفئه: تدفعه من هنا و من هنا. شآمية: شامية، من ناحية الشام، غربية بالنسبة إلى الجزيرة، أي اعالي العراق.
51) يدور طول الليل لا يجد ما يكنه و يحميه من البرد و المطر. العين: السحاب، أي يصيبه السحاب بمطر شديد رعده كثير عظيم الصوت. هذا المطر تيار: يأتي من كل مكان إذ تتلاعب به الرياح الشديدة.
52) لا يستطيع ان يستلقي أرضا فينام، لأن السيول الشديدة تجرف التراب حوله و من تحته أيضا. الموار: السيل يتردد يمنة و يسرة بشدة.
53) اسود: حالك السواد. الأصفهانية: ثوب حرير اسود. مطلى قار: مطلي، مدهون بالزفت.
54) السراة: الظهر. ديباج، بفتح الدال و كسرها: الحرير الفاخر. لهق: شديد البياض. و كأن أرجله موشومة بالنار، لأن الثيران الوحشية (نوع من الغزال) تكون ارجلها مخططة بدوائر أفقية بيض و سود.
55) في الصباح صحا الجو و صفت السماء من الغيم.
56) آنسن صوت قنيص: أحسن بصوت صيادين. و ضمير النسوة يعود على جماعة الثور الوحشي. -شعر هذا الثور ان الصيادين يهفون أي يسرعون نحوه كالجن من جرم: من كثرة أصواتهم و علوها، و من أنمار: من اختلاف ألوانهم و أشكالهم. و ضبطت جرم بالكسر على انها و أنمارا قبيلتان، و في ذلك تكلف شديد. و البيت معقد ككثير من أبيات الأخطل.
57) انصاع: انفتل الميعة: أول الجري. المعج: الاسراع. الاحضار: ارتفاع الفرس في عدوه-أي كان مضطربا لا يدري كيف يجب أن يهرب فيركض إلى هنا و هنالك.
58) أطلق الصيادون كلابهم على الثور، فأسرعت نحوه تقذف التراب بأرجلها كما تطير قطع القطن إذا ندفنا القطن بالقوس الخاص به.
59) لما وصلت الكلاب إلى هذا الثور و ظن الظان انها ستمزقه بأنيابها و أظفارها دار نحوها و هجم عليها يطعنها بقرنيه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قصة أصحاب السبت
|
|
|