المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

وفاة ابي بكر
12-4-2016
Genetic Foundations
26-7-2016
آداب البائع.
2023-04-01
اللوبيا وموقعها من التصدير
17-5-2018
التفسير في السيناريو
2023-03-30
Sergei Alekseevich Chaplygin
9-4-2017


حميد بن ثور الهلالي  
  
10686   09:31 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص286-288
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-2-2018 3150
التاريخ: 19-06-2015 2950
التاريخ: 21-06-2015 2261
التاريخ: 13-08-2015 4224

هو حميد بن ثور الهلاليّ من بني هلال بن عامر بن صعصعة، كان في الجاهلية وشهد معركة حنين (سنة 8 ه‍-630 م) مع المشركين. ثم انه أسلم ووفد على الرسول. وأدرك حميد بن ثور خلافة عثمان وقد أسنّ، وقال في أثنائها شعرا.
حميد بن ثور شاعر مجيد جميل المعاني عذب الألفاظ بارع في الكناية والرمز. وبرع حميد في الغزل الصريح الذي يجري في شيء من القصص. وكان له فخر وحماسة وطرد (في وصف الذئب خاصة)، وكذلك كان له هجاء، وهجاؤه خبيث. وقال أيضا في الحكمة.
-المختار من شعره:
تقدم (1) عمر بن الخطاب، إلى الشعراء ألا يشبّب أحد بامرأة إلا جلده. فقال حميد بن ثور (يكني عن محبوبته بالسرحة-الشجرة الطويلة):
أبى اللّه إلا أن سرحة مالك...على كل أفنان العضاه تروق (2)
فقد ذهبت عرضا، وما فوق طولها... من السرح الا عشّة و سحوق (3)
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه... ولا الفيء من برد العشيّ تذوق (4)
فهل أنا إن علّلت نفسي بسرحة...من السرح موجود عليّ طريق
ومن غزله العذب البارع قوله في قصيدة مطلعها:
سل الربع أنّى يمّمت أمّ سالم...وهل عادة للربع أن يتكلّما
فانه يتكلّم فيها على الحمامة التي تغنّي فيقول:
عجبت لها، أنّى يكون غناؤها... فصيحا، ولم تفغر بمنطقها فما (5)
فلم أر محزونا له مثل صوتها...ولا عربيّا شاقه صوت أعجما (6)
كمثلي إذا غنّت؛ ولكنّ صوتها... له عولة لو يفهم العود أرزما (7)
ثم يخلص إلى الغزل فيقول:
خليليّ، إني مشتك ما أصابني... لتستيقنا ما قد لقيت وتعلما
أملّيكما، إن الامانة من يخن... بها يحتمل يوما من اللّه مأثما
فلا تفشيا سرّي، ولا تخذلا أخا... أبثّكما منه الحديث المكتّما
لتتّخذا لي-بارك اللّه فيكما...إلى آل ليلى العامرية سلّما
وقولا لها: ما تأمرين بصاحب... لنا قد تركت القلب منه متيّما
أبيني لنا، إنّا رحلنا مطيّنا... اليك، وما نرجوه الا تلوّما (8)
فجاءا ولمّا يقضيا لي حاجة... إليّ، ولمّا يبرما الامر مبرما (9)
أ لم تعلما أنّي مصاب فتذكرا...بلائي إذا ما جرف قوم تهدّما (10)
ألا هل صدى أمّ الوليد مكلّم...صداي إذا ما كنت رمسا وأعظما (11)
وله في الحكمة يذكر الشباب:
فلا يبعد اللّه الشباب وقولنا...إذا ما صبونا صبوة: سنتوب
ليالي أبصار الغواني وسمعها...إليّ، وإذ ربحي لهنّ جنوب (12)
وإذ ما يقول الناس أمر مهوّن...علينا، وإذ غصن الشباب رطيب
استجاد ابن قتيبة (الشعر والشعراء 7،230) قول حميد بن ثور:
أرى بصري قد رابني بعد صحّة...وحسبك داء أن تصح وتسلما
ثم قال: «ولم يقل في الكبر (الشيخوخة) شيء أحسن منه».
وقال في وصف الذئب (الديوان 103-106):
طوي البطن إلاّ من مصير يبلّه...دم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع (13)
ترى طرفيه يعسلان كلاهما... كما اهتزّ عود الساسم المتتايع (14)
إذا خاف جورا من عدوّ رمت به... قصايته والجانب المتواضع (15)
وان بات وحشا ليلة لم يضق بها...ذراعا، ولم يصبح لها وهو خاشع (16)
إذا احتلّ حضني بلدة طرّ منهما...لأخرى خفيّ الشخص للريح تابع (17)
وان حذرت أرض عليه فانّه  ...بغرّة أخرى طيّب النفس قانع (18)
ينام بإحدى مقلتيه، ويتّقي... بأخرى المنايا: فهو يقظان هاجع
إذا ما غدا يوما رأيت غيابة...من الطير ينظرن الذي هو صانع (19)
___________________________
1) الاغاني 4:356-357؛ الاصابة 1:831-832.
2) الافنان جمع فنن: الغصن. العضاه جمع عضاهة: شجرة عظيمة. تروق: تزيد في الحسن والبهاء.
3) العشة: الشجرة القليلة الاغصان والورق. السحوق: المفرطة في الطول من غير تناسب.
4) الظل: احتجاب الشمس أول النهار. الفيء: احتجاب الشمس بعد الزوال (بعد نصف النهار).
5) تفغر (تفتح) فما بمنطقها (بكلامها).
6) الاعجم: الذي لا يبين (لا يفهم كلامه).
7) العود: الجمل المسن. أرزم: حن. لو فهم الجمل المسن صوت تلك الحمامة لتذكر شبابه وحن (لغنى بصوت حزين).
8) رحلنا مطينا: سافرنا طويلا. ما نرجوه إلا تلوما: ما نظنه يعيش إلا قليلا بعدنا.
9) أبرم الأمر: جزم به، فصله، أتى به على وجه واضح.
10) فتذكرا بلائي إذا ما جرف قوم تهدما: فتذكرا مصيبتي إذا رأيتما مصيبة قوم آخرين، فان مصيبتي أكبر (؟).
11) الصدى: طائر خرافي، قيل إذا مات انسان خرج من رأسه طائر يصيح. إذا ما كنت رمسا وأعظما: أصبحت ميتا.
12) ربحي لهن جنوب: يقصد أنه محبوب لديهن.
13) طوى (ضامر) البطن: نحيل جدا. المصير: واحد المصران (المعي واحد الامعاء في البطن). شديد العطش لا يبل جوفه الا دمه أو سؤر (بقية ماء) من الحوض ناقع (يسكن العطش ولكن لا يروي).
14) يعسلان يهتزان. الساسم شجر أسود تتخذ منه السهام. هو شديد الاهتزاز في سيره لنحوله. المتتايع: المستوى الذي لا عقد فيه.
15) مخالبه (يقصد: قوائمه). يهرب من تلك الارض الى مكان بعيد في جانب الارض المتواضع: (المتواسع، الواسع).
16) وحشا: جائعا. لا يهتم بالجوع ولا يذل نفسه بطلب الطعام من أحد.
17) حضنا بلدة: جانباها. طر منها: طرد (لشدته واعتدائه؟) .
18) إذا حذرت أرض عليه: أصبحت مخوفة أو أصبح المقام فيها خطرا عليه.
19) غيابة: (جماعة من الطير) تظلل الانسان كالسحابة (تلحقه لتأكل مما سيقتله: يفترسه من الناس، لشرسته وقوته).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.