أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-06-2015
2733
التاريخ: 10-04-2015
2343
التاريخ: 11-3-2016
2117
التاريخ: 27-1-2016
2479
|
هو الأمير مجد العرب مصطفى الدولة أبو فراس عليّ بن محمّد بن غالب العامريّ، من أهل العراق، جال في البلاد تكسّبا بشعره: زار الشام فكان في شيزر (قرب حماة) سنة 524 ه (1130 م) و مدح الأمير عزّ الدين سلطان ابن علي من آل منقذ (ت 543 ه) ، و سكن أصفهان نحو عشر سنوات (537 -548 ه) تصدّر في أثنائها للتدريس و تكسّب بالشعر و لكن لم ينل فيها حظّا فملّ المقام فيها و عاد إلى العراق و سكن الموصل و غيّر زيّه و لَبس لِبس الأتراك. و قد كانت وفاته بالموصل، سنة 573 ه (1177-1178 م) .
مجد العرب العامريّ من كبار شعراء العراق في عصره، شاميّ المذهب يطبع شعره على شعر أبي تمّام و المتنبّي و أبي فراس. و هو شاعر مطيل أملى ديوانه (في أصفهان) على محمّد بن مسعود القسّام الأصفهانيّ (ت 572 ه) ، فجمعه القسّام و رتّبه. و قصائده التي قالها و هو في الشام أجزل و أحسن من قصائده التي قالها و هو في العراق. و يعلّل العماد الأصفهانيّ ذلك بقوله (خريدة العراق 2:144) : «و قدما قيل: اللّها تفتح اللّها (1)، و البقاع تغيّر الطباع» . و يحسن أن نلاحظ أن قصائد العراق كانت من طور الشباب و أن قصائد الشام كانت من دور النضج.
مختارات من شعره:
- قال مجد العرب العامريّ يمدح الأمير حسام الدين أبا سعيد بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق و يذكر أعمال حسام الدين و قومه في حرب الفرنج (الصليبيّين) . و قد أنشده هذه القصيدة في ميّافارقين، في رجب من سنة 537 ه(1133 م) ، قال فيها:
ما للأقارب من ذويك تباعدوا... حنقا كأنّهم ذوو شنآن (2)
عرب أضاعوا فيك ذمّة جارهم... و العرب تحفظ ذمّة الجيران
خذ بالشهامة-لا الكرامة-أهلها... تردع عداك بها عن العدوان (3)
فالحزم أن تضع العقاب-إذا فشا... سرّ المظالم-موضع الغفران (4)
من سؤدد الرجل الكريم و فضله... ما يستمرّ عليه من نقصان (5)
كم موقف لك، لو أراد توقّفا... فيه الرّدى زلّت به القدمان
طأطأت فيه الكفر بعد بزوغه... و رفعت فيه دعائم الإيمان
جمعت عليك به الفرنج جموعها... و تفرّقت لمّا التقى الجمعان (6)
ظنّوك ما لاقوا، فأبطل ظنّهم...طعن أحقّ مظنّة السرحان (7)
بذوابل أبدت أسنّتهنّ ما... أخفت قلوبهم من الأضغان (8)
و مدرّبين على القتال كأنّما... شربوه ولدانا مع الألبان
من كلّ مشبوح الذراع يهزّه... قرع العوالي هزّة النشوان (9)
نظروا الى البيض الخفاف كأنّها... بأكفّهم مشبوبة النيران (10)
و الخيل قد عادت و رادا شبهها... ممّا لبسن من النجيع القاني (11)
يسبحن طورا في الدماء، و تارة... يركضن فوق جماجم الشجعان
في مأزق ضنك المجال كأنّه...مغنى المبخّل أو فؤاد العاني (12)
ستر السماء عجاجه؛ فسماؤه... نقع، و أنجمه من الخرصان (13)
فالصبح ممّا سلّ فيه واحد... و الليل ممّا ثار فيه اثنان (14)
- و له من الأبيات السائرة في مدح السفر و تهوين فراق الأحبّة:
فارق تجد عوضا ممّن تفارقه... في الأرض، و انصب تلاق الرّفة في النصب (15)
فالأسد لو لا فراق الخيس ما فرست... و السهم لو لا فراق القوس لم يصب (16)
____________________
1) اللهوة (بالضم و الفتح) و اللهية (بالضم) : العطية، المال. و اللهاة (بالفتح) : اللحمة المشرفة على الحلق. «اللها تفتح اللها» : المال يشجع الناس على حسن الكلام (و يشجع الشاعر على قول الشعر و مدح الذين يعطون) .
2) الشنآن: البغضاء.
3) الشهامة: كرم الخلق و الأصل، و (الشهامة في القاموس: الشجاعة) . تردع: تمنع.
4) اذا كانت الذنوب قليلة فالصفح مفيد، أما إذا استهتر الناس و أظهروا الفساد فالحزم أن يقضي تعاقبهم
5) مما يدل على سؤدد (مجد) الرجل أنه يحتمل الخسارة الشخصية دائما.
6) التقى الجمعان: وقف الجيشان في ميدان المعركة وجها لوجه.
7) ظنوك ما لاقوا: اعتقدوا انك في الحرب متساهل بحقك مثلك في السلم. -اعتقدوا أنك مثل غيرك من الذين قاتلوهم و انتصروا عليهم. و لكن طعنه (قتاله أعداءه) حقق أمل السرحان (الذئب) اذ كثر القتلى من الأعداء حتى شبعت ذئاب الفلاة.
8) الذوابل: الرماح. السنان: الحديدة في رأس الرمح. الضغن (بكسر الضاد) : الحقد. -رماح الممدوح أخرجت أحقاد الأعداء من قلوبهم (قتلتهم) .
9) مشبوح: طويل. اذا كان المحارب أطول ذراعا من خصمه استطاع أن يصل اليه بالرمح بسهولة. يهزه: يطربه، يسره. قرع العوالي (الرماح) : قرع بعض الرماح على بعض في المعركة (كناية عن اشتداد القتال) . النشوان: السكران.
10) البيض الخفاف: السيوف. كأنها النار المشبوبة أو مشبوبة النيران: حمراء من الدم الذي عليها.
11) و الخيل قد عادت (رجعت من المعركة) و رادا (حمرا) شبهها (شبه نفسها، لأن الخيل الحمراء اللون محمودة) النجيع: الدم. القاني: الشديد الحمرة (قان، خان من الفارسية: الدم) . -جميع الخيل (الحمر و البيض و السود) رجعت من المعركة حمرا لكثرة ما سال عليها من دم الأعداء.
12) المأزق: المكان الضيق. ضنك المجال: لا يستطيع الفارس أن يجول فيه. كأنه مغنى (بيت) المبخل (البخيل) ، كناية عن الضيق المادي في المساحة، أو فؤاد العاني (الأسير) كناية عن الضيق النفسي.
13) العجاج: الغبار. النقع: غبار الحرب. الخرصان جمع خرص (بضم الخاء) : الحلقة أو حلقة القرط (الذي تزين به الأذن) .
14) فالصبح مما سل فيه (من السيوف البيض) واحد: كأن السيوف المسلولة لكثرتها و تقارب بعضها من بعض و شدة بياض لونها (كناية عن جودتها و مضائها) شيء واحد. و الليل مما ثار فيه (من الغبار) اثنان (ظلام و غبار أسود) .
15) الرفة: سعة العيش. النصب: التعب.
17) الخيس و الخيسة (بكسر الخاء فيهما) : موضع الأسد، و الشجر الكثير الملتف.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|