المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

الجاموس (Bos babalus)
2024-10-09
الاهمية الاقتصادية للسمان
2023-04-20
Binet Forms
24-10-2020
وجوب وجود الله تعالى‌
5-3-2019
محمد بن عبيد الله أبو الفتح
12-08-2015
ولاية قريات
5-2-2016


الفِند الزّمّاني  
  
7380   08:44 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص100-102
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 4686
التاريخ: 22-06-2015 2877
التاريخ: 21-06-2015 2764
التاريخ: 25-7-2019 9064

-هو الفند الزّمّانيّ (1)، واسمه شهل بن شيبان بن مالك الحنفي من بني بكر بن وائل من أهل اليمامة. كان الفند من فرسان ربيعة المشهورين المعدودين وسيّدا في قومه وقائدا لهم. وقد شهد الفند يوم التحالق (يوم تحلاق اللّمم) من حرب البسوس على رأس مدد من قومه نصرة لبني بكر على بني تغلب.
ولعلّ وفاة الفند كانت عام 92 قبل الهجرة (530 م)، وقد زادت سنّه على مائة (2).
-شعر الفند قليل الغريب سهل عذب، وأكثره في الحماسة التي يتخلّلها شيء من الحكمة.
-المختار من شعره:
كان الفند الزّمّانيّ قد اعتذر عن الاشتراك في حرب البسوس كيلا يقاتل قوما
كانت بينه وبينهم قرابة. ثم انه اضطرّ الى خوض الحرب وقال:
صفحنا عن بني ذهل... وقلنا: القوم إخوان
عسى الأيّام أن يرجعـ...‍ ـن أقواما كما كانوا
فلمّا صرّح الشرّ... وأمسى وهو عريان
ولم يبق سوى العدوا...ن دنّاهم كما دانوا
مشينا مشية الليث...غدا، والليث غضبان
بضرب فيه توهين... وتخضيع وإقران (3)
وطعن كفم الزقّ... غذا، والزق ملآن (4)
وبعض الحلم، عند الجهـ...ـل، للذلّة إذعان
وفي الشرّ نجاة حي‍ ... ـن لا ينجيك إحسان
وكان للفند في حرب البسوس، على كبر سنه، مواقف رائعة: طعن مرّة طعنة شكّ بها رجلين، فقال:
أ يا طعنة ما شيخ... كبير يفن بال (5)
تقيم المأتم الاعلى... على جهد وإعوال (6)
ولو لا نبل عوض في... حظبّاي وأوصالي (7)
لطاعنت صدور الخي‍ ...ـل طعنا ليس بالآلي (8)
ترى الخيل على آثا... ر مهري في السنا العالي (9)
ولا تبقي صروف الدهـ‍... ـر إنسانا على حال
تفتّيت بها إذ ك‍...ـره الشكّة أمثالي (10)
كجيب الدفنس الورها... ء ريعت بعد إجفال (11)
______________________
1) الفند (بكسر الفاء وسكون النون): الجبل العظيم أو قطعة منه طولا (ويكون بفتح الفاء ايضا)، ولقب شهل (بفتح الشين) الزماني (بكسر الزاي وتشديد الميم) راجع القاموس المحيط 1:324.
2) في الاعلام للزركلي (3:260) :70 ق. ه‍. -552 م.
3) وهنه: جعله واهنا (ضعيفا). تخضيع: إذلال. اقران: توالي (الطعن).
4) الزق: اناء من جلد للخمر. غذا: سال (كناية عن شدة الطعن).
5) «ما» زائدة؛ «شيخ» مضافة إلى «طعنة». يفن: الهرم البالي. -يتعجب من طعنة له شديدة بينما هو شيخ هرم.
6) انها طعنة قاتلة، تجمع النساء (في مأتم) للبكاء على قتيلهن بصوت عال (لأن المقتول رئيس).
7) لولا سهام عوض (سهام الدهر التي جعلني بها هرما عاجزا). حظبى (بضم الحاء والظاء ثم باء مشددة بعدها ألف مقصورة): الجسم. ويروي خضماتي (بضم فضم فتشديد): والخضمة ما غلظ من الساعد والذراع.
8) آل: مقصر، (أي بلا فتور).
9) كان حصاني سابقا الخيل وهي وراءه في الغبار الثائر (السنى في الأصل: البرق).
10) تفتّيت: سلكت مسلك الفتى الشاب. الشكة: السلاح. اذ كره الشكة أمثالي: ان أمثالي (من الشيوخ يكرهون حمل السلاح لعجزهم عن الحرب).
11) هذا البيت وصف للطعنة في البيت الأول. هذه الطعنة واسعة كأنها مكان العنق من ثوب امرأة حمقاء انشق لسرعتها وقلة انتباهها.
 
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.