المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

أهم استعمالات الارض داخل المدن - استعمالات الارض السكنية- تصنيف الوحدات السكنية
5-1-2023
حدود حجم التربة
2023-02-25
الملك خفرع.
2023-07-01
جبال كايسكيد الشمالية
2024-10-15
انتساب الادراك والتعقل الى القلب
3-06-2015
تجنب الخصومات في معاملة الناس
28-11-2021


الحارث بن حلّزة اليشكري  
  
8098   08:33 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص151-154
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 2296
التاريخ: 26-06-2015 2124
التاريخ: 13-08-2015 1916
التاريخ: 27-1-2016 5138

كان الحارث بن حلّزة من بني يشكر بن بكر بن وائل من أهل العراق، وكان سيّدا في قومه. وشهد الحارث عمرو بن كلثوم ينشد معلّقته عند عمرو بن هند في أمر النزاع بين بكر وتغلب بعد صلح البسوس، فردّ عليه واستمال عمرو بن هند فحكم عمرو بن هند لبكر على تغلب وردّ الرهائن التي كانت في يده من بكر للحارث بن حلّزة. وقيل إن عمرو بن هند مال في الحكم إلى بني بكر لأن الحارث تقرّب بمعلّقته اليه ومدحه؛ أما عمرو بن كلثوم فنفّر عمرو بن هند بما ساق في قصيدته من الفخر بقومه وبما حشاها من التعريض بالملوك والظالمين، ثم بعمرو بن هند نفسه تعريضا صريحا. وكان الحارث بن حلّزة من المعمّرين، وكانت وفاته نحو عام 42 ق. ه‍. (580 م).
الحارث بن حلّزة شاعر مشهور من أصحاب المعلّقات، ولكنه مقلّ. وقد شُهر بمعلّقته وحدها، قيل ارتجلها في حضرة عمرو بن هند. وشعر الحارث سهل رائق حتى قيل ان معلّقته منحولة لحسن ديباجتها وفصاحة ألفاظها وسهولة تعابيرها. وأغراض الحارث في شعره تدور في الاكثر على الفخر والحماسة، وفيها شيء من الحكمة ومن حسن المناقشة والتعليل.
- المختار من شعره:
قال الحارث في الحكمة:
فضعي قناعك، ان ريـ...ـب الدهر قد أفنى معدّا (1)
فلكم رأيت معاشرا ...   قد جمّعوا مالا وولدا
وهم رباب حائر... لا يسمع الآذان رعدا(2)
عيشي بجدّ لا يضر... ك النّوك ما لاقيت جدّا (3)
والنوك خير في ظلا...ل العيش ممّن عاش كدّا (4)
من المعلّقة:
آذنتنا ببينها أسماءُ... ربّ ثاو يملّ منّه الثواءُ (5)
ثم يعرض الحارث لخلاف بكر وتغلب بعد أن عقدوا الصلح بعد حرب البسوس. وهو يذكر تحامل بني تغلب عليهم ويتنصّل من تهمة الاعتداء على تغلب:
أن إخواننا الاراقم يغلو... ن علينا في قيلهم إحفاء (6)
يخلطون البريء منا بذي الذنـ...‍ب، وما ينفع الخليّ الخلاء(7)
زعموا ان كلّ من ضرب العي‍ـ... ـر موال لنا وانّا الولاء (8)
أجمعوا أمرهم بليل، فلمّا... أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء (9)
من مناد ومن مجيب ومن تص‍ ...ـهال خيل خلال ذاك رغاء (10)
أيّها الناطق المرقّش عنا... عند عمرو، وهل لذاك بقاء (11)
لا تخلنا على غراتك... إنّا قبل ما قد وشى بنا الاعداء (12)
فبقينا على الشناءة تنمي‍... نا حصون وعزّة قعساء (13)
ملك مقسط وأفضل من يم‍ ...ـشي، ومن دون ما لديه الثناء (14)
أيّما خطة أردتم فأدّو... ها إلينا تشفي بها الأملاء (15)
لا يقيم العزيز بالبلد السهـ‍ ... ـل ولا ينفع الذليل النّجاء (16)
ليس ينجي الذي يوائل منا... رأس طود أو حرّة رجلاء (17)
ملك أضرع البرية لا يو... جد فيها لما لديه كفاء (18)
كتكاليف قومنا إذ غزا المن‍... ـذر، هل نحن لابن هند رعاء (19)
ما أصابوا من تغلبي فمطلو... ل، عليه-إذا أصيب-العفاء (20)
أيّها الناطق المبلّغ عنا... عند عمرو، وهل لذاك انتهاء (21)
فاتركوا الطيخ والتعاشي، فإمّا... تتعاشوا ففي التعاشي الداء (22)
واذكروا حلف ذي المجاز وما... قدّم فيه: العهود والكفلاء (23)
حذر الجور والتعدّي؛ وهل ين‍... ـقض ما في المهارق الاهواء (24)
واعلموا أنّنا وإيّاكم في‍... ـما اشترطنا يوم اختلفنا سواء (25)
أعلينا جناح كندة أن يغ‍ـ... ـنم غازيهم ومنا الجزاء (26)
ليس منا المضرّبون، ولا قي‍... ـس ولا جندل ولا الحذّاء (27)
ام جنايا بني عتيق؟ فإنّا... منكمُ إن غدرتم لبراء (28)
___________________________
1) ارفعي الستر عن وجهك (ابرزي للناس سافرة) حزنا على الابطال من بني معد.
2) رباب: غمام، سحاب. حائر الخ: سحاب خفيف لا يمطر.
3) و4) الجد: الحظ. النوك: الحمق. الكد: الجهد (بضم الجيم). -العيش الرغيد مع الحمق خير من العقل مع السعي والتعب ومع شظف العيش. ما لاقيت: ما دمت تلاقين.
5) اخبرتنا اسماء انها سترحل عنا، ورب مقيم (غيرها) يمل منه المكان الذي يقيم فيه.
6) الاراقم: حي من تغلب. يغلون علينا: يبالغون في اتهامنا. القيل: القول، احفاء: إلحاح، تحامل.
7) الخلي: البريء. يعدوننا كلنا مذنبين، حتى البريء منا لا تنفعه براءته.
8) في الاصل: العير بفتح العين: الحمار، ولا معنى له على الرغم مما تمحل له الزوزني في «شرح المعلقات السبع» وغيره من الوجوه. ولعل الصواب العير بكسر العين: القافلة (قا 2:98) وحينئذ يستقيم المعنى لأن الخلاف بين بكر وتغلب عند عمرو بن هند كان يدور حول هلاك الرهائن من بني تغلب. وكان عمرو بن هند وجههم مع الرهائن من بني بكر في شأن له فهلك التغلبيون. راجع أيضا سورة يوسف (12:82): «وسْئَلِ اَلْقَرْيَةَ اَلَّتِي كُنّا فِيها واَلْعِيرَ اَلَّتِي أَقْبَلْنا فِيها». موال لنا: قريب لنا، نحن من حزبه. انا الولاء: اننا أصحاب ولائهم والمسؤولون عن أعمالهم الضامنون لجرائمهم.
9) هم دبروا هذا الأمر في الخفاء واختلقوا علينا هذه التهمة، ولما أصبح الصباح أخذوا يلوحون بها.
10) اختلطت أصوات الناس بأصوات الخيل والإبل.
11) المرقش: المزوق: الكاذب. عمرو: عمرو بن هند. بقاء: ثبات، صحة.
12) لا تظن ان اغراءك الملك بنا يخيفنا، فقبلك وشى بنا كثيرون فلم يضرونا.
13) ولقد بقينا على رغم بغض الناس لنا يرتفع شأننا وتحمينا حصوننا وشجاعتنا.
14) مقسط: عادل. ومن دون ما لديه الثناء: الثناء لا يفي بأعماله الكريمة والصالحة. الثناء (بكسر الثاء) ايضا: كتاب فيه اخبار بني اسرائيل (قا 4:309)، اي إن قوله صادق!
15) الاملاء جمع ملأ: الاشراف. -اعرضوا على اشرافنا كل مشكلة تعرض لكم وهم يجدون لها حلا.
16) القوي المعتز لا يسكن في البلد السهل-حيث يسهل ظلمه واستعباده-النجاء: الخروج، الهرب-والذليل اينما ذهب يبقى ذليلا.
17) ان الذي يهرب خوفا منا إلى رأس جبل أو إلى أرض حرة (بركانية) رجلاء (خشنة يترجل فيها)، أي لا تسير فيها الخيل والإبل. . . لا ينجو.
18) اضرع البرية: ملك الناس وساسهم واقتدر عليهم وليس له مثيل فيها (؟)
19) التكاليف: المشقات. لما غزا المنذر أغزى قومنا معه فتحملوا مشاق كثارا. -أ نحن وحدنا رعية لعمرو ابن هند؟
20) إذا قتل رجل من تغلب طل (بضم الطاء) دمه-هدر فلم يأخذ أحد بثأره-، أما بنو بكر (قوم الحارث) فيأخذون بثأر قتلاهم.
21) أيها الناطق. . . أ لا تنتهي عن تبليغ الاخبار، أي الوشاية بنا.
22) الطيخ: التكبر. التعاشي: التعامي.
23) ذو المجاز: المكان الذي عقد فيه عمرو بن كلثوم الصلح بين بكر وتغلب. العهود: المواثيق. الكفلاء: الرهائن.
24) المهارق (الورق) احذروا الظلم والتعدي فان العهود المكتوبة لا يجوز ان تخالف.
25) الشروط التي اتفقنا عليها تلزمكم كما تلزمنا.
26) أ تغزوكم كندة وتغنم منك ثم تريدون ان تأخذوا ثأركم منا نحن.
27 و28) لا الذين اعتدي عليهم كانوا منا ولا الذين اعتدوا، فاذا أردتم أن تغدروا فاننا نتبرأ منكم.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.