المقومات البشرية لتقييم الوزن السياسي للدولة- التركيب الاثنوغرافي للسكان - القومية |
947
01:30 صباحاً
التاريخ: 2023-03-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2021
1900
التاريخ: 16-5-2022
1375
التاريخ: 23-1-2022
1558
التاريخ: 8-10-2021
2563
|
القومية:
القومية مصطلح ذو مدلول سياسي واجتماعي، وتعني الشعور برابطة انتماء الفرد الى الامة وهذا الشعور عاطفي، مبعثة الارتباط مع هذه الامة بعوامل مشتركة تؤدي الى نمو رابطة المحبة والاعتزاز والمصير المشترك.
وهناك أكثر من تعريف واحد للقومية نورد بعضاً منها : فالأستاذ ميشيل يقول ( القومية التي ننادي بها هي حب قبل كل شيء، هو نفس العاطفة التي تربط الفرد بأهل بيته ، لأن الوطن العربي بيت كبير والامة اسرة واسعة والقومية ككل حب ، تنعم القلب فرحا وتشيع الامل في جوانب النفس ، ويود من يشعر بها لو ان الناس يشاركونه في الغبطة التي تسمو فوق انانيته الضيقة وتقربه من افق الخير والكمال وهي لذلك غريبة عن ارادة الشر وابعد ما تكون عن البغضاء. اما الاستاذ ساطع الحصري فيعرف القومية بقوله: (القومية هي حب الامة والشعور بارتباط باطني نحوها).
وفقهاء السياسة والاجتماع فقد اختلفوا في تعريف القومية او هذا الاصطلاح السياسي فمنهم من اعتبر ( ان القومية هي مجموعة العوامل المعنوية التي تربط جماعة انسانية وتضمها في اطار وحدة تعرف بالوحدة القومية وتعرف هذه الجماعة باسم (الامة) فمن ثم كانت العلاقة بين القومية والامة وبين الامة والدولة التي هي تنظيم سياسي تمثل شعباً ذا وحدة قومية في اقليم معين.
وكتب آخرون كثيرون في القومية واعطوا تعاريفهم حولها لا مجال لذكرها ولكن لا بد من الاشارة الى ان الاستاذ ميشيل قد كتب الكثير عن القومية وعن القومية العربية بالذات ، فذكر (ان القومية حقيقة حية لا يمكن تجاهلها ولا يمكن افناؤها وليس من الخير ان تتجاهل او تفنى ... وتظل حية حتى في حال ضعفها وتراخي روابطها وغموض وعيها لذاتها.
كما انه يربط القومية بالإنسانية ربطاً وثيقاً حيث يقول: ( فنحن كلما اقتربنا من انفسنا زاد قربنا من الانسانية ربطاً حياً بين قوميتنا وانسانيتنا, ولا نسمح بأي انقطاع او تدرج او مسافة بينهما لأنه لن تصل القومية الى الانسانية اذا اعتبرت في البدء منفصلة عنها أو مرحلة لها فالإنسانية في القومية لا قبلها ولا بعدها وليس ثمة قومية وانسانية ، بل قومية انسانية وهي الصحيحة وقومية منحرفة مشوهة لأنها منفصلة عن الانسانية).... والقومية العربية هي تعبير عن وجود الامة العربية ، كما انها وجود حي ، أي وجود حركي ) ديناميكي ( خلاق مبدع ، متجاوب مع الظروف والاوضاع التي يعيش خلالها ، وانها اتخذت طبيعة خصائصها من وعيها على نفسها وعلى رسالتها في مكافحة الاستعمار لذلك فالقومية العربية تؤمن بالاستقلال بما يمكن ان يعني ذلك من التخلص من الاحتلال ومن المعاهدات والاحلاف ، ثم من المعنى الحقيقي لكلمة الحياد الايجابي ان هذا هو الطريق الطبيعي الوحيد المنسجم مع طبيعة القومية العربية الحية وخصائصها الذاتية والقومية العربية تؤمن بالوحدة ، كمقاومة للاستعمار الذي جزاءاً الوطن
العربي الواحد الى اجزاء متعددة ، وكأنبعاث طبيعي من حقيقة معنى القومية العربية ، وهذه الوحدة افقية بمعنى انها ترمي الى ربط الاجزاء الحالية في وحدة نضالية وسياسية واقتصادية واحدة ، وعمودية بمعنى أنها ترمي الى محاربة الطائفية والعنصرية والعشائرية والعائلية ، وترمي الى توحيد الشعب المناضل كله في سبيل القضاء على الاستعمار أولاً ولبناء الحياة الحرة الكريمة ثانياً.
والقومية العربية تؤمن بالحرية ، الحرية في الخارج بإقامة علاقات حرة مع شعوب العالم دون انتقاص للسيادة العربية ، والحرية في الداخل بإقامة ديمقراطية سليمة تمثل ارادة الشعب وتحمله المسؤولية ، وهي تدرك ان نضالها ضد الاستعمار يحتوي على هذا المعنى لان الاستعمار في وجه من وجوهه كبت للحرية وتزوير لإرادة الشعب...
والقومية العربية تؤمن بالاشتراكية ، لأنها تمر في مرحلة اقتصادية معينة حتمية ، ولكن لأيمانها بهذا الشعب الذي تمثله ولإيمانها بالقوى الاجتماعية التي تعمل فيه ومحاولتها اعطاء هذه القوى مجالها الحقيقي لأثبات امكانياتها. وايمانها بالاشتراكية ليس منبعثاً من ايمانها بالفلسفة الحادية الديالكتيكية كحقيقة نهائية وان كانت تؤمن بالصراع الطبقي كحقيقة عالمية موجودة ولكنها في هذا الوطن العربي تتخذ شكلاً مرتبطاً بالاستعمار يجعلها حقيقة مختلفة في اصولها وفروعها عن الصراع الطبقي القائم في الدول المتقدمة صناعياً هي تؤمن ان الاشتراكية هي السبيل الوحيد لبناء اقتصادنا المتخلف، وانه ليس مرحلة يجب ان تنتظر حتى تترعرع تناقضات المرحلة البورجوازية ، بل يمكن ان تبدأ منذ البداية .
والقومية العربية لا يمكن ان تؤمن بالعدوان ولا بالعنصرية لأنها بطبيعتها ثورة ضد العدوان والعنصرية اللذين يتمثلان في الاستعمار ... أن الوعي العربي في تقدم مستمر ، والقومية العربية في تصاعد متسارع ، وهذه الخصائص جميعاً خصائص تقدمية ، ولن يمكن ابدأ الرجوع عنها ، وانما الطريق الوحيد أمامنا هو تنمية هذه الخصائص وافساح مجال تحقيقها.
فالقومية العربية اذن ليست غاية وليست وسيلة وانما هي وجود حركي ذو رسالة نامية وخالدة ، وهي اطار ومحتوى، والاطار قديم ، أما المحتوى فينبعث من الدور النضالي الذي تخوضه ، اما القول بان (اصحاب هذا الرأي لا يؤمنون بان قضية العرب ترتبط بقضايا العالم الكبرى ويؤمنون بان الدعوة الى السلام والتعايش السلمي والتعاون الدولي ونزع السلاح انما هي تهويش ومواربة وتغطية ) فأبعد الاشياء عن ايمان الحزب. فالقومية العربية ليست اذن (قومية) متفتحة انسانية بناءة تنشد الخير للعرب وللعالم فحسب، بل هي قومية محررة اشتراكية قومية مؤمنة بشعبها موحدة له، مؤمنة بالسياسة الاستقلالية غير العدوانية ، كافرة بالاستعمار ، وبالعنصرية وبالاستغلال وبالتبعية ايضاً.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|