أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]()
التاريخ: 10-10-2014
![]() |
حقق ذلك أولاً في اقرائه من آمن به في مرحلة الدعوة الخاصة حيث آمن به خديجة وعليّ فاقرأهما القرآن وصليا معه ، وبعد ما يقارب ثلاث سنوات انتهت الدعوة الخاصّة عندما نزلت على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَقْرَبِينَ} فدعا عامة اقربائه ثمّ تلا ذلك نزول قوله تعالى عليه : {... وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ...} [الأنعام : 19]
وقد تولى نزول القرآن بعد ذلك على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكّة والمدينة ، وكان لابدّ في الدعوة؛ من اقراء المؤمنين سرّاً ومن أجل ذلك نظم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خلايا سرية لإقراء المستضعفين القرآن كالاتي بيانه.
اتخذ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من دار الارقم بن أبي الارقم مركزاً سرياً للإقراء والارقم هو أبو عبداللّه بن عبد مناف المخزومي. أسلم قديماً وكان السابع أو الثاني عشر ممن أسلم وشهد مع رسول اللّه بدراً وما بعدها وتوفي بالمدينة سنة خمسة وخمسين من الهجرة وكانت داره في أصل الصفا بمكة وكان المسلمون الاوائل يجتمعون فيها برسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرئهم القرآن.
قال ابن سعد وغيره بترجمة عمر بن الخطاب وخبر اسلامه ، وأسلم فيها (دار الارقم) قوم كثير ودعيت دار الاسلام.
قال المؤلّف :
وتفرعت من هذه الخلية خلايا أخرى صغيرة بمكّة كن منها : دار سعيد بن زيد بن نفيل العدوي كما تحدث عنها الصحابي الخليفة عمر بن الخطاب وقال في حديثه عن خبر إسلامه إنّه سمع بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد ، فذهب إلى دارهما ، قال :
وقد كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يجمع الرجل والرجلين إذا أسلما عند رجل به قوة فيكونان معه ويصيبان من طعامه وقد كان ضمّ إلى زوج أختي رجلين ، قال : فجئت حتى قرعت الباب فقيل : من هذا؟ قلت : ابن الخطاب ، قال : وكان القوم جلوساً يقرؤون القرآن في صحيفة معهم فلما سمعوا صوتي تبادروا واختفوا وتركوا أو نسوا الصحيفة من أيديهم ، قال : فقامت المرأة ففتحت لي فقلت يا عدوة نفسها قد بلغني أنّك صبوت قال فأرفع شيئاً في يدي فأضربها به قال فسال الدم ، قال : فلما رأت المرأة الدم بكت ، ثمّ قالت : يا ابن الخطاب ما كنت فاعلاً فافعل فقد أسلمت! قال : فدخلت مغضباً فجلست على السرير ، فنظرت ، فإذا بكتاب في ناحية البيت ، فقلت : ما هذا الكتاب اعطينيه ، فقالت : لا أعطيك لست من أهله ، أنت لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا {لاَ يَمَسُّهُ إِلاّ الْمُطَهَّرُونَ}.
قال فلم أزل بها حتى أعطتنيه فإذا فيه (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فلمّا مررت بـ (الرّحمن الرّحيم) ذعرت ورميت بالصحيفة من يدي قال : ثمّ رجعت إليّ نفسي فإذا فيها {سَبَّحَ للّهِ ِ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِي الاْ َرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، قال : فكلما مررت باسم من أسماء اللّه عز وجل ذعرت ثمّ ترجع إليّ نفسي حتى بلغت : {آمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} حتى بلغت إلى قوله : {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} قال : قلت أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأشهد أنّ محمداً رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
وفي رواية ابن سعد وابن هشام واللفظ للأخير قال : كان خبّاب بن الارت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن ـ إلى قوله : فرجع عمر إلى أخته وختنه وعندهما خبّاب بن الارت معه صحيفة فيها طه يقرئهما إيّاهما فلمّا سمعوا حسّ عمر تغيّب خبّاب في بعض البيت وأخذت فاطمة بنت الخطاب الصحيفة فجعلتها تحت فخذها ـ إلى قوله ـ فأعطته الصحيفة وفيها (طه) ـ الحديث (2).
قال الصحابي عمر ، كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ((يجمع الرجل أو الرجلين إذا أسلما عند الرجل به قوّة)) وهذا ما سميناه بتشكيل الخلايا السريّة لإقراء القرآن كما وجدنا خباب بن الارت يقرئ فاطمة وزوجها القرآن عندما اقتحم الدار عليهم عمر الخطاب ، وكان شغل المسلمين الشاغل يومذاك حفظ القرآن عن ظهر قلب وإليكم خبرين يدلاّن على حفظهم القرآن عن ظهر قلب.
_____________________
1- أسد الغابة بترجمة عمر بن الخطاب ، 4 / 147 ـ 148 ، رقم الترجمة 3823.
2- طبقات ابن سعد بترجمة عمر ، وسيرة ابن هشام (اسلام عمر) ط. مصر سنة 1356 ، 1 / 366 ـ 367؛ وسيرة ابن اسحاق ، اسلام عمر بن الخطاب ، ص 160. وخباب بن الارت التميمي نسباً ومن حلفاء بني زهرة من قريش كان قينا يعمل السيوف في الجاهلية وكان من السباقين إلى الاسلام وممن عذبته قريش على اسلامه شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وكان مع علي في خلافته (ت : 37 ه ) بعد مرض طويل راجع ترجمته في أسد الغابة وغيره.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|