النشاط الاقتصادي: Economic activity

يعد النشاط الاقتصادي عاملاً أساسياً وهاماً علي حركة النقل, فهو الذي يحدد حجم ونوع الاتجاهات شبكة الطرق وحركة النقل، فقد ترتب علي وجود الحديد في الواجهة البحرية أن تم إنشاء خط حديدي يربطها بمصانع الحديد والصلب في حلوان، كما ترتب علي وجود الفوسفات في (أبو طرطور) بالوادي الجديد في الصحراء الغربية أن تم إنشاء خط حديدي لنقله إلى ميناء سفاجا علي ساحل البحر الأحمر حيث ميناء التصدير، كما ترتب علي قيام مدن صناعية حول القاهرة كما في العاشر من رمضان أو في مدينة 6 أكتوبر أن تم إنشاء شبكة كافية من الطرق لمواجهة هذا النشاط المتزايد كما حدث بالنسبة للطريق الدائري حول القاهرة أو محور 26 يوليو لتسهيل حركة النقل الكثيفة إلى مدينة 6 أكتوبر، كما كان لزيادة النشاط الزراعي علي امتداد طريق مصر الإسكندرية الصحراوي أن ارتفعت حركة النقل بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

وقد لعب النشاط الاقتصادي دوراً هاماً في حركة النقل في الولايات المتحدة حول البحيرات العظمى، حيث يتوفر الحديد والفحم، الذي أدى بدوره لارتفاع الكثافة السكانية، وقد انعكس هذا على زيادة حركة النقل وخصوصاً النقل المائي والنقل بالسكك الحديدية الذي ساعد بدوره علي نجاح النشاط الاقتصادي واستغلال الموارد المتوفرة في هذه المناطق. وكذلك وسط الولايات المتحدة حيث مناطق الزراعية والرعي, مما أدى إلى ضرورة ربط هذه المناطق بشبكة من الطرق وخصوصا السكك الحديدية التي لعبت دوراً هاماً في تعمير الولايات المتحدة وربط أجزائها الواسعة تمشيا مع النشاط الاقتصادي ونوعه.

ولعب النشاط الاقتصادي في المملكة المتحدة دوره في التركيز على توفير وسائل النقل وبصفة خاصة النقل البحري وذلك لاعتماد المملكة المتحدة علي الخامات المتوفرة في مستعمراتها سابقاً ثم إعادة تصديرها بعد التصنيع، ولهذا أنشئت الموانئ وطرق النقل ووسائل الملائمة لكل نوع التي أعدت معظمها للتصدير وبالتالي الاهتمام بالموانئ ووسائل النقل البحري.

كما ساعد النشاط الاقتصادي على زيادة الطلب على مصادر الطاقة، وبالتالي زيادة نقل البترول والغاز الطبيعي، وفي حركة النقل المتزايدة عبر الممرات والقنوات كما يبدو من زيادة حركة النقل عبر قناة السويس في السنوات الأخيرة ، كما أدي ذلك إلى إنشاء أنابيب نقل البترول والغاز بين كثير من مناطق الإنتاج والموانئ أو مناطق الاستهلاك.

وتلعب مواني التصدير دوراً هاماً في زيادة حركة النقل، فقد كان لمواني الإسكندرية وبور سعيد ودمياط أثرها في زيادة حركة النقل من والي هذه الموانئ.

وللنشاط الاقتصادي في اليابان وتايوان والصين انعكاسه علي حركة النقل بشكل ملحوظ وبصفة خاصة النقل المائي للعالم الخارجي, فقد أدى ذلك إلى إنشاء الموانئ وأساطيل النقل البحري لمواجهة الحاجة المتزايدة لوسائل النقل، وبالتالي يمتد ذلك إلى ظهور الموانئ نحو الداخل.