أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-25
573
التاريخ: 11-10-2015
2003
التاريخ: 10-10-2014
1932
التاريخ: 2024-08-07
347
|
قال تعالى : {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة : 51 - 54] .
في هذه الآيات الأربع ، تأكيد على مقطع آخر من تاريخ بني إسرائيل ، وعلى أكبر انحراف اُصيبوا به في تاريخهم الطويل ، وهو الانحراف عن مبدأ التوحيد ، والاتجاه إلى عبادة العجل. وهذا التأكيد تذكير لهم بما لحقهم من زيغ نتيجة إغواء الغاوين ، وتحذير لهم من تكرر هذه التجربة في مواجهة الدين الخاتم : (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وهي ليالي افتراق موسى عن قومه ، (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ).
شرح هذا المقطع من تاريخ بني إسرائيل سيأتي في سورة الأعراف الآية (142) وما بعدها ، وفي سورة طه الآية (36) وما بعدها.
وخلاصته ، إن موسى (عليه السلام) بعد نجاة بني إسرائيل من قبضة الفراعنة اُمر بالذهاب إلى جبل الطور مدة ثلاثين ليلة لتسلم ألواح التوراة ، ثم مُدّت هذه الليالي إلى أربعين ليلة من أجل اختبار قومه. واستغل السامريّ الدّجال هذه الفرصة ، فجمع ما كان لدى بني إسرائيل من ذهب الفراعنة ومجوهراتهم ، وصنع منها عجلا له صوت خاص ، ودعا بني إسرائيل لعبادته. فأتبعه أكثر بني إسرائيل ، وبقي هارون ـ أخو موسى وخليفته ـ مع أقلية من القوم على دين التوحيد ، وحاول هؤلاء الموحّدون الوقوف بوجه هذا الإِنحراف فلم يفلحوا ، وأوشك المنحرفون أن يقضوا على حياة هارون أيضاً.
بعد أن عاد موسى من جبل الطور تألم كثيراً لما رآه من قومه ، ووبّخهم بشدّة فثاب بنو إسرائيل إلى رشدهم ، وأدركوا خطأهم وطلبوا التوبة ، فجاءهم أمر السماء بتوبة ليس لها نظير ، سنذكرها فيما يلي.
في الآية التالية يقول سبحانه : (ثُمَّ عَفَونَا عَنْكُم مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُم تَشْكُرُونَ)
وبعد إشارة إلى ما جاء بني إسرائيل من هداية تشريعية : (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
كلمتا «الكتاب» و«الفرقان» قد تشيران كلاهما إلى التوراة ، وقد يكون المقصود من «الكتاب» التوراة و«الفرقان» ما قدمه موسى من معاجز بإذن الله ، لأنّ الفرقان يعني في الأصل ما يفرّق بين الحق والباطل.
ثم يشير القرآن إلى طريقة التوبة المطروحة على بني إسرائيل : {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة : 54] . و«البارئ» هو الخالق ، وفي الكلمة إشارة إلى أن هذا الأمر الإِلهي بالتوبة الشديدة صادر عمّن خلقكم ، وعمّن هو أعرف بما يضرّكم وينفعكم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|