المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الشجار في الحياة الزوجية  
  
1219   02:14 صباحاً   التاريخ: 2-2-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص159 ــ 165
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2018 2831
التاريخ: 22-12-2019 5719
التاريخ: 16-7-2018 2290
التاريخ: 3-6-2020 2589

من الطبيعي جداً أن يصطدم الزوجان في أفكارهما وأذواقهما، على ان هذا ليس مدعاة للشجار والنزاع، بل ينبغي أن يتخذا مواقف مناسبة في علاج وحل المشاكل التي تنجم جراء ذلك الاختلاف الفكري او الذوقي ولو حصل النزاع الذي لا مفر منه فيتوجب على كلا الزوجين عدم تصعيده ليشمل دائرة أوسع وحدود لا يمكن السيطرة عليها، وأن يكون التفاهم نصب أعينهما دائماً.

إن وسائل حل النزاع الذي يهدد الحياة الزوجية ينبغي أن ينطلق من قاعدة الحب والصميمية، أما إذا استمر الزوجان في عنادهما ولجاجتهما فإن زوبعة النزاع سوف تتحول إلى عاصفة مدمرة تقتلع البناء الاسري من جذوره.

الحياة صراع، نعم، هذا صحيح، ولكنه صراع مع الحرمان، صراع مع البؤس، صراع مع الشر.. وفي كل ذلك تقتضي الضرورات أن يتحد الزوجان وأن يضعا يديهما في يدي البعض ويشقّا طريقهما معاً في الحياة.

أساس المشكلة:

وأساس المشكلة هي في تفكير أحد الزوجين وشعوره بالتفوق على صاحبه والسعي من أجل قهره والسيطرة عليه؛ وعندما يشعر المرء بأن من يشاركه حياته هو إنسان يتمتع بكرامته الإنسانية وأنه لا ينقصه أو يزيده شيء عندها تنتفي أغلب دوافع وبواعث النزاع في الحياة الأسرية.

فالبحث عن ذريعة النزاع، والجدل وعدم تحمل الآخر ومحاولة سحقه أو الانتقام منه لا يؤدي إلا إلى التعقيد وتهديد حاضر الأسرة ومستقبلها، وخلال ذلك لا يجني الطرفان سوى المرارة والألم والعذاب.

إننا نطلب من كلا الزوجين أن يتضامنا وأن يحمي كل منهما الآخر لا أن ينتقم منه.

اللوم:

لعلنا ننسى أو نتناسى بأن الكلام والقدرة على النطق واحدة من نعم الله التي لا تحصى، وأن من موجبات الشكر أن يسعى الإنسان دائماً للإستفادة من هذه النعمة في ما يرضي الله سبحانه.

وإذن، فليس من اللائق ولا من المفيد أن يلوم المرء زوجه أو يصب عليه ألوانا من التقريع والكلام الذي لا طائل من ورائه. فما أكثر الكلام الذي ينتهي في لحظات، ولكن آثاره المريرة تبقى في القلب، وما أكثر الكلام الذي يبني السدود الرهيبة والحواجز التي يتعذر هدمها بين الزوجين، فإذا التقيا حدثت المواجهة وبدأ النزاع.

الهجران:

يؤدي النزاع في بعض الحالات إلى أن يهجر أحد الزوجين رفيقه ويتركه وحيدا وكان الأجدر بهما حل النزاع عن طريق الحوار والتفاهم؛ ويمكن القول بأن هذه الحالة من السلوك هو امتداد لمرحلة الطفولة، حيث (يزعل) الصبي أو البنت ثم يدير ظهره وينصرف ضاربا عرض الجدار اعتبارات الصداقة أو الزمالة غير آبه بما تتركه لدى الآخرين من الآثار والآلام.

إن القطيعة في الحياة الزوجية لا تعبر عن نضج في السلوك إلا في بعض الحالات عندما تكون إجراء يوفر للآخر فرصة لمراجعة نفسه ومواقفه، أما أن تتحول إلى نوع من الضغط وممارسة للتعذيب فأمر يتنافى وأبسط المبادئ الزوجية.

تضييق الخناق:

لا يسفر النزاع في الحياة الزوجية إلا عن الألم والعذاب للطرفين ناهيك عن التقصير في أداء الواجب وضياع الحق وإذا بالمنزل الذي ينبغي أن يتحول إلى عش دافئ يصبح جحيما يحرق الزوجين ويدفعهما إلى الفرار والخلاص، وما أكثر الذين دفعهم هذا الإحساس إلى الإقدام على أعمال هي في حقيقتها ردود فعل متشنجة لا تخلف سوى المرارة والألم.

تقاليد جاهلية:

بالرغم من التقدم الذي أحرزته البشرية في عصرنا الراهن، إلا أننا ما نزال نشهد في السلوك الإنساني عادات جاهليه ومظاهر متخلفة تدعو إلى التأمل، فما زال البعض يتصرف انطلاقا من قانون الاقوى أو قانون الغابة أو البقاء للأقوى، إلى غير ذلك من العادات الجاهلية.

ويتجلى قبح مثل هذه التصرفات في محيط الاسرة عندما يتحول الرجل - مثلا - إلى جلاد أو سجان أو حاكم مستبد، وعندها تنزوي كل الأشياء الجميلة في البيت الذي يتحول إلى مجرد سجن أو قفص يحلم ساكنوه بالخلاص منه؛ ولا ننسى هنا المواقف المتشنجة التي يبديها الضحية والتي تزيد من تعقيد الاوضاع وتزيدها مأساوية.

وإذا كنا مسلمين حقاً فيجب أن نجعل ديننا مثلا أعلى لثقافتنا، وأن نزيح عن طريقنا كل العادات الجاهلية التي تصطدم مع السنن الإلهية والأخلاقية السامية.

الضرب:

إن ما يدعو للتأسف والمرارة هو وجود بعض الأزواج من الذين يفتقدون الشعور بالمسؤولية والذين لا يجدون أو يجيدون وسيلة للتفاهم مع شركاء حياتهم سوى الضرب جاعلين من البيت حلبة للملاكمة.

إن هذه التصرفات تتنافى مع إنسانية الإنسان، إضافة إلى تناقضها مع ديننا كمسلمين ولنا في رسول الله والأئمة من أهل بيته أسوة حسنة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إني لأتعجب ممن يضرب امرأته وهو بالضرب أولى منها).

البيت دنيا المرأة ومملكتها التي تحيا فيها ومن أجلها وهي التي يمكنها أن تبثه دفئاً وتملأه عاطفة وحناناً وتجعل منه عشّاً.

إنك بضربك زوجتك إنما تسحق جميع تلك الأحاسيس وجميع تلك العواطف وتجعلها تحت قدميك، وتجعل من شريكة حياتك إنساناً شقياً بائساً وماذا يجديك من وجود امرأة مقهورة في بيتك؟ وأي مجد تحصل عليه من وراء سحق كائن اختار الحياة معك وإلى جوارك؟

إن المرأة - ذلك المخلوق الحساس - هي في حقيقتها أم تضم بين حناياها أطفالك، فهل تدرك ماذا يفعل الضرب بأمومتها؟ وأي آثار مدمرة يلحق بها كزوجة تشاطرك هموم الحياة؟

نتائج الضرب:

لا يسفر الضرب إلا عن قلوب محطمة ومشاعر جريحة وعواطف ممزقة، كما أنك بضربك زوجتك تقضي على الاحترام المتبادل بينكما وتدق إسفيناً في علاقتكما الزوجية الحميمة، التي قد تتدهور وتنتهي إلى الطلاق.

ينبغي أن يتحول البيت الزوجي إلى عش دافئ وسكن وارف الظلال لا إلى حلبة للمصارعة والعراك أو غابة رهيبة يسودها قانون الأقوى. إنك بسلوكك هذا تنسف ذلك السكن الآمن والمأوى المطمئن وتمزق ذلك الوجه الجميل للحياة الزوجية لتبدأ حالة من التشرّد والضياع.

تعاليم الاسلام:

إن السلوك الفظ والمعاملة المذلة تتناقض وتعاليم الإسلام الذي يأمرنا بالإحسان إلى المرأة، فكيف إذا تعدى الأمر ذلك إلى الإعتداء عليها بالضرب؟! أليس من القبح أن يضرب المرء زوجه وشريك حياته ورفيق دربه؟!

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لا يخدم العيال إلا صدّيق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا والآخرة).

وقال (صلى الله عليه وآله): (اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة، فإن خياركم خياركم لأهله).

وقال (صلى الله عليه وآله): (من حسن بره بأهله زاد الله في عمره).

ويعبّر الإمام علي (عليه السلام): عن المرأة أنها ريحانة وليست قهرمانة.

إن الإسلام يأمرنا بمداراة المرأة والإحسان إليها وغض النظر عن بعض أخطائها.

العقاب الالهي:

لا يختلف النزاع في الحياة الزوجية عن أي نزاع آخر إن لم يكن أسوأ منه، وهو يعني وجود قضية معينة ووجود ظلم وظالم وبريء. وفي هذه الحالة فإن للشرع القول الفصل في ذلك.

الحق هو أسمى قيم الإسلام الحنيف كما أن القوة لا تبرر أبدا تجاوز المرء حده والإعتداء على الآخرين بالضرب والشتم.

فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحذّر من الإساءة والعدوان على المرأة: (ألا وأن الله ورسوله بريئان ممن أضرّ بامرأة حتى تختلع منه).

وفيما يخص عدوان المرأة على زوجها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من كان له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها).

وإضافة إلى ذلك فإن الظلم يتسبب في تعذيب الضمير وقلق الوجدان وهو أمر يسلب من المرء إحساسه بالسعادة وراحة البال واطمئنان الخاطر.

الاكتشاف:

وإذا كان للنزاع الزوجي من حسنات فإنها تكمن في وضع الزوجين على المحك في اختبار دقيق يكشف أخلاقهما وتوجهاتهما وقيمهما وما تنطوي عليه من دوافع، فالرجل يكتشف امرأته والمرأة تكتشف زوجها وتعرف إلى أي مدى يمكنها الثقة به والاعتماد عليه واللجوء إليه.

وما أكثر النزاعات التي تهب كأنها عاصفة مدمرة ولكنها تغادر بسرعة، وتسفر عن استقرار نفسي مدهش، حيث يتولد حب عنيف يربط الزوجين بعلاقات وثيقة، ولا ننسى - أيضا - أن النزاع يساعد الزوجين على ترتيب مواقعهما وإعادة حساباتهما، ومن ثم التصرف بقدر من الحكمة أكثر، مما يوفر فرصة للتفاهم في المستقبل.

في طريق الإصلاح:

إنني أوصي جميع الأزواج رجالاً ونساء بعدم الاختلاف والتنازع ولكن لو حصل ذلك فإني أؤكد على عدم توسيع رقعة النزاع لما في ذلك من الأضرار المدمرة التي تؤثر في البناء العائلي من الأساس.

فإذا حصل وتأزمت الأوضاع وتوترت الأجواء في البيت الزوجي فليحاول المرء أن يجعل من تلك البروق والرعود، ومن تلك الغيوم مطراً من الرحمة، يغسل بمياهه آثار تلك العاصفة.

علينا أن نسعى دائماً لرفع الاختلاف وأن نصلح ذات بيننا ونرسي دعائم الحب وأن نرفع من شخصيتنا ونسمو بها إلى مراتب الكمال. وهل هناك ما هو أعظم من الإسلام طريقاً ومن الإسلام مدرسة تعلمنا اسلوب العيش وطرق الحياة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.