المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05



الأبناء والسعادة الزوجية  
  
1360   09:02 صباحاً   التاريخ: 24-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص241 ــ 244
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

تحتاج الحياة المشتركة إلى عامل قوي يمدها بالديمومة والاستمرار، فلو أراد شخصان السفر معاً مدة أسبوع واحد فإنهما يحتاجان إلى أساس مشترك يجذبهما للسفر سوية وتحمل أحدهما الآخر.

أما الحياة الزوجية، ولأنها رحلة العمر كما يقولون فإنها تحتاج إلى عوامل جذب قوية تدفع الطرفين للحياة معاً والسفر سوية في طريق الحياة. وعوامل الجذب هذه عديدة، منها: الأبناء، فهم ثمرة الحياة الزوجية التي تشد من روابط الزوجين وتعزز من أواصرهما المشتركة.

اهداف الزواج:

أهداف متعددة وهي: التكامل الإنساني، الشعور بالطمأنينة والاستقرار، إشباع الجانب الزوجي، ... واستمرار النوع البشري.

الطفل يجلب معه الإحساس بالفرح ويشيع في البيت البهجة والسعادة؛ فيشعر الأب بالغبطة وهو يرى فلذة كبده يحبو على الأرض، في حين تشعر الأم بأنها قد وجدت متنفسا لها من ذلك المخزون العاطفي المتفجر فتغمر وليدها بذلك الفيض الإلهي من الحنان.

الأبناء هم الامتداد الطبيعي للآباء وهم إحدى حلقات الشعور بالكمال لدى البشر.

الطفل والسعادة الزوجية:

الطفل ثمرة الزواج والحب، والبيت الذي يخلو من الأطفال بيت خاوٍ، خال من السعادة فالأطفال هم مصدر الفرح الإنساني، وبهم يصبح الرجل أباً رحيما والمرأة أما رؤوماً.

إن وجود الأطفال يعزز من العلاقات الزوجية ويزيدها متانة وقوة، ومن هنا يعتبر الطفل نعمة من الله تبارك وتعالى. وبوجود الطفل يشعر الزوجان بأنهما قد حققا واحداً من أهم الأهداف في حياتهما المشتركة، وأنهما وضعا حجر الأساس في بناء المستقبل المشترك.

مستقبل الطفل:

تظهر علامات الحمل على المرأة ويبدأ معها التخطيط لمستقبل الطفل، ويبدأ الرجل يعد الأيام والليالي انتظاراً لتلك اللحظة السعيدة التي يصبح فيها أبا. وتعد المرأة اللحظات والدقائق وهي تنتظر اليوم السعيد الذي يصل فيه الضيف العزيز.

وتبدأ الأحاديث الجميلة بين الزوجين حول شكل الطفل وهل هو صبي أم بنت. ويولد الطفل وتبدأ معه هموم تربيته كمسؤولية تضاف إلى الزوجين اللذين أصبحا والدين، لهما ما يشغلهما من العمل والتفكير بمستقبل أبنائهما.

الطفل يراقب:

إن وجود الطفل سوف يفرض نفسه على سلوك الزوجين تجاه بعضهما البعض: فالرجل سوف يأخذ جميع أحتياطاته أثناء الحديث وسوف يبتعد ما أمكنه من استخدام الكلمات النابية، والحديث الذي من شأنه استفزاز امرأته، وفي المقابل ستكون المرأة أكثر تيقظاً في مواقفها تجاه زوجها وتعاملها معه وسيكون الزوجان حريصين على توفير جو هادئ مفعم بالدفء والحنان لينعم طفلهما بالسعادة.

الطفل عبء جديد:

يتصور البعض بأن الأطفال مجرد أعباء جديدة تضاف إلى أعبائهم، ولذا يصمم بعض الأزواج على عدم الإنجاب مدة من الزمن للإستمتاع بالحياة أكثر فأكثر.

وإذا كان البعض يفكر بأن الأطفال سوف يكونون عوامل لتعكير سير الحياة الزوجية فإنهم غافلون عن أن وصول الطفل سيقضي على اضطراب الأسرة وسيكون عاملاً مهماً في تثبيت دعائم الاستقرار والمحبة بين الزوجين ويشد من أواصرهما المشتركة.

وفي رأينا أن من الضروري أن يفكر الزوجان بتربية الأطفال في الأيام الأولى لزواجهما، فهذه المسألة، وإضافة إلى كونها واجباً إنسانيا وشرعيا لها دور كبير في تحكيم الروابط الزوجية، ولعل تلك الأوقات التي يقضيها الوالدان مع أطفالهما هي من أسعد الأوقات وأكثرها بهجة وفرحاً.

ينبغي أن نشير إلى نقطتين مهمتين:

الأولى: إن الإنجاب هو الذي يرفع من شأن الزوجين ويجعلهما في مصاف الوالدين، وهو أمر له شأنه الكبير من الناحية الدينية إضافة إلى أن الطفل يمنح الإحساس بالاكتفاء والمسؤولية وهما أمران في غاية الأهمية.

الثانية: في حالة اندلاع النزاع بين الزوجين لا يشعر الزوجان أبداً بأنهما قد وصلا إلى نقطة النهاية، فالأطفال روابط قوية مشتركة لها دورها في تحكيم العلاقات بين الزوجين، كأسرة متماسكة وكيان واحد.

النزاع حالة طبيعية في الحياة الأسرية قد يكون لها جانبها الإيجابي في اكتشاف الزوجين نقاط القوة والضعف في حياتهما المشتركة، ومن ثم تغيير بعض مواقفهما، وبداية عهد جديد من الحياة الزوجية القائمة على أسس صلبة. وفي كل الأحوال ينبغي أن نراقب الله سبحانه في كل أعمالنا ومواقفنا، فهو وحده ملاذنا وسندنا في هذه الحياة، وهو وحده الذي يدافع عنا إذ آمنا به ذلك: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38]. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.