المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

تنمية الجوانب الوجدانية في التنشئة الاجتماعية للطفل
10-1-2018
مقدمة في الفكر المحاسبي
10-2-2018
الاعتراف الكاذب
15-3-2016
LINEAR TIME-OPTIMAL CONTROL-EXISTENCE OF TIME-OPTIMAL CONTROLS.
6-10-2016
Energy Produced by The TCA Cycle
21-9-2021
DEVISING DIAGNOSTIC FRAMEWORKS
2024-09-23


ترجمة ابن الصابوني  
  
1264   08:56 صباحاً   التاريخ: 22-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:318
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

ترجمة ابن الصابوني

وكان ابن الصابوني(1) في مجلس أحد الفضلاء بإشبيلية، فقدم فيما قدم خيار، فجعل أحد الأدباء يقشرها بسكين، فخطف ابن الصابوني السكين من يده، فألح عليه في استرجاعها، فقال له ابن الصابوني: كف عني وإلا جرحتك بها، فقال له صاحب المنزل : اكفف عنه لئلا يجرحك ويكون جرحك جباراً ، تعريضاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم "جرح العجماء جبار"، فاغتاظ ابن الصابوني ، وخرج من الاعتدال ، وأخطأ بلسانه ، وما كف إلا بعد الرغبة والتضرع .

ومن نظم ابن الصابوني(2):

بعثت بمرآة إليك بديعة                      فأطلع بسامي أفقها قمر السعد

لتنظر فيها حسن وجهك منصفاً                   وتعذرني فيما أكن من الوجد

فأرسل بذاك الخد لحظك برهة            لتجني منه ما جناه من الورد

مثالك فيها منك أقرب ملمسا                      وأكثر إحسانا وأبقى على العهد

 

وقوله في لابس أحمر (3):

أقبل في حلة موردة                                       كالبدر في حلة من الشفق

نحسبه كلما أراق دمي                              يمسح في ثوبه ظبى الحدق

ورحل إلى القاهرة والإسكندرية فلم يلتفت إليه، ولا عول عليه ، وكان شديد الانحراف ، فانقلب على عقبه يعض يديه ، على ما جرى عليه ، فمات عند إيابه إلى الإسكندرية كمدا ، ولم يعرف له بالديار المصرية مقدار .

٥١٨

وحضر يوما بين يدي المعتضد الباجي ملك إشبيلية وقد نثرت أمامه جملة من دنانير سكت باسمه ، فأنشد:

قد فخر الدينار والدرهم                     لما علا ذين لكم ميسم

كلاهما يفصح عن مجدكم                             وكل جزء منه فزد فم

ومر فيها إلى أن قال في وصف الدنانير(4):

كانها الأنجم والبعد قد                       حقق عندي أنها الأرجم

فأشار السلطان إلى وزيره ، فأعطاه منها جملة ، وقال له : بدل هذا البيت لئلا يبقى ذما.

وكان يلقب بالحمار، ولذا قال فيه ابن عتبة الطبيب:

يا عبر حمص عيرتك الحمير                 بأكلك البر مكـان الشعير

وهو أبو بكر محمد ابن الفقيه أبي العباس أحمد بن الصابوني شاعر إشبيلية الشهير الذكر ، والذي أظهره مأمون بني عبد المؤمن ، وله فيه قصائد عدة منها قوله في مطلع:

استول سباقا على غاياتها                     نجح الأمور يبين في بدانها

وله الموشحات المشهورة ، رحمه الله تعالى .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- هو أبو بكر محمد بن أحمد الصابوني شاعر إشبيلية في عصره ، رحل إلى تونس ثم إلى القاهرة وتوفي سنة 636 ( القدح : 69 و المغرب ١ : ٢٦٣ و الواني ٢ : ١ و التحفة : 161 والقوات ۲ : ۲۰۹).

2- المغرب والقدح : ۷۲ .

3- البيتان في القدح ، وأكثر اعتماد المقري عليه في سائر أخبار ابن الصابوني.

4- سقط هذا السطر من م.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.