3- الدول الآسيوية

3-1- منطقة جنوب آسيا

تضم منطقة جنوب آسيا، بنجلاديش ،وبوتان والهند وباكستان، وسيريلانكا ونيبال والمالاديف، وتبلغ مساحتها أكثر من خمسة ملايين ومائة وثلاثين ألف كم ، ويسكنها مليار وستمائة مليون نسمة ، أي نحو ربع العالم. يتميز موقعها بوجود مجموعة من دول الجوار الجغرافي ذات الأهمية الاستراتيجية، سواء على المستوى الإقليمى كأفغانستان وإيران وميانمار، أو على المستويين الدولي والإقليمي معاً كالصين وأيضاً باتساع نطاق البحار المحيطة بالإقليم مما يعطيها أهمية في مجال النقل البحري. كما أن إمكانية اتصال المنطقة بآسيا الوسطى عبر أفغانستان وإيران يفتح المجال لتكون ممراً لخطوط النفط بآسيا الوسطى عبر والغاز إلى دول شرق وجنوب شرق آسيا، إضافة إلى دول المنطقة ذاتها.

وعلى صعيد المتغيرات الاجتماعية الأخرى، فإن التفاوت الكبير في مستويات الدخل هو إحدى الخصائص الواضحة للمجتمعات في جنوب آسيا، وتمثل مشكلة الفقر إحدى المشكلات المهمة، حيث يضم الإقليم العديد من المناطق الأكثر فقراً في العالم والتي تقع فى مواقع متأخرة وفقاً لمقاييس التنمية البشرية، كما تعانى شعوبه من الآثار السلبية الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالأعاصير والفيضانات.

أما عن الأوضاع الاقتصادية لهذا الإقليم، فالتفاوت أيضاً سمة مميزة لها، فبينما تتسم اقتصاديات بعض الدول بالضخامة والحجم الكبير، فإن دولاً أخرى يتسم اقتصادها بصغر الحجم والاعتماد على الزراعة وتعتبر الهند القوة الاقتصادية الرئيسية في المنطقة، وقد حققت خلال السنوات الأخيرة معدلات نمو سنوية مرتفعة وصل متوسطها إلى 7.5% تقريباً ، ويعتمد نموها الاقتصادي على تكنولوجيا المعرفة، الأمر الذي أدى إلى تنامي قدرتها التنافسية ⁽¹⁾ .

3-2 منطقة شرق و جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي

شدّت دول هذه المنطقة العالم بتجربتها الرائدة في تحقيق ازدهار اقتصادي كبير والذي اصطلح على تسميته بالمعجزة الاقتصادية، وهي تحوي الآن أقوى الاقتصاديات النامية وأسرعها نموا (الصين، هونج كونج، كوريا الجنوبية ، في شرق آسيا ، ماليزيا ،اندونیسا، سنغافوره، تايلاند، فيتنام،... في جنوب شرق آسيا، وقد انخفض عدد الفقراء في شرق آسيا من 80 %يعيشون  على أقل من 1.25 دولار في اليوم في 1981 إلى 18 في المائة في عام 2005.  

وحسب تقرير الاستثمار العالمي 2011 فقد تلقت دول جنوب وشرق وجنوب شرقي آسيا عام 2010 أعلى حجم من الاستثمارات الداخلة إلى الدول النامية حيث بلغت حصتها 300 مليار دولار وهو ما يشكل نسبة 52.26% إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة الداخلية إلى العالم النامي، تليها دول أمريكا اللاتينية بحصة تقدر بـ 159 مليار دولار أي أكثر بقليل من نصف حصة دول شرق وجنوب شرقي آسيا. وفي نفس السنة قدر إجمالي الاستثمارات الأجنبية الخارجة من مجموعة هذه الدول بـ 232 مليار دولار متصدرة المرتبة الأولى بين الدول النامية بنسبة أكثر من 70% من الاستثمارات الأجنبية الخارجة من العالم النامي وبفارق كبير عن دول أمريكا اللاتينية التي قدر حجم الاستثمارات الأجنبية الخارجة منها بـ 76 مليار دولار خلال نفس السنة ⁽²⁾ .

بالرغم من ما تعرفه البيئة العالمية الحالية من قتامة ومن تباطؤ اقتصادي متوقع، وما يفترض أن يصاحبه من تباطؤ على اقتصاديات هذه المنطقة سبب ارتباطها القوي بأوروبا والولايات المتحدة واليابان سيظل النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي قوياً إلى حد ما حسب ما أشار إليه تقرير البنك الدولي حول الآفاق الاقتصادية العالمية 2012 وذلك بالنظر إلى الطلب المحلي القوي والمرونة في السياسة المالية "ومستويات الاحتياطي الكبيرة" التي تعرفها دول شرق آسيا وجنوب شرقي آسيا.

وقد بلغ النمو الاقتصادي في هذه المنطقة 9.8% في الربع الأخير من عام 2010، ووصل إلى 9.2 في الأشهر التسعة الأولى من 2011، ومن المتوقع أن يصل معدل النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي والتي لا تشمل اليابان، 7.8% في عامي 2012 و 2013 ، وهذا ما يوضحه الجدول رقم ....

ويتضح من هذا الجدول أن الاقتصاد الصيني الذي يشكل 80% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة قد تراجع نموه من 10.4 عام 2010 إلى 9.5 في الربع الثالث من 2011 ويتوقع ان يبلغ 8.4% عام 2012 وهو معدل قوي رغم تراجعه، كما يتضح ان اغلب اقتصاديات باستثناء الفلبين وتايلند وماليزيا قد حققت ربحاً مطرداً خلال سنة 2011 في ناتجها الداخلي الخام، ويتوقع ان تحافظ على معدلات نمو مرتفعة خلال 2012 – 2013.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد سعد ابو عامود ، اقليم جنوب اسيا قراءة استراتيجية من الموقع: السياسة الدولية من موقع الاهرام الرقمي:

(2) الأونكتاد، تقرير الاستثمار العالمي 2011، ص: 4.