صحافة المواطن في المدونات الإلكترونية (البلوجر)  

تعتبر المدونات الإلكترونية واحدة من أهم تطبيقات الإعلام الجديد، وهي عبارة عن موقع على الإنترنت يستخدم كصحيفة يوميات إلكترونية فردية تعبر عن صاحبها وتركز على موضوع معين مثل السياسة أو الأخبار المحلية او العالمية وغيرها . وتستخدم المدونة النصوص والصور والصوتيات وتضع وصلات لمدونات ومواقع أخرى، وخلقت المدونات الإلكترونية جوا من التواصل بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض. وتحولت تلك الصفحات الفردية شيئا فشيئا إلى نوع من أنواع الصحافة الإلكترونية البديلة. وقد تنبهت الصحافة التقليدية إلى أهمية هذا النشاط مثل صحيفة (واشنطن بوست) و(نيويورك تايمز) وموقع ( بي بي سي) وموقع (الجزيرة الإخباري) الأمر الذي دعاها إلى إنشاء صفحات للتدوين لصحافييها وقرائها تعتمد عليهم في تحرير وكتابة الأخبار.

ظهرت المدونات في بادئ أمرها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، وكانت حينها على نطاق ضيق على شكل صفحات شخصية مفتوحة تحوي معلومات شخصية وأخرى عامة متنوعة، بعضها يكتب على شكل تقارير حول امور مختلفة، وبهيئة تشبه إلى حد ما الصحف الإلكترونية المتعارف عليه اليوم، مع تطور في أدوات الإدراج وطريقة العرض والمدونات في الأصل هي صفحات خاصة على شبكة الإنترنت توفرها مواقع مجانية كموقع Blogger.

وتعتبر المدونات الإلكترونية منشورات على شبكة الإنترنت تتألف من مجموعة كتابات دورية مرتبة أو عكس الترتيب الزمني. وتجمع المدونات بين النص والصورة والروابط الأخرى المتعلقة بالموضوع أو روابط متصلة بصفحات على الإنترنت تتحدث عن نفس موضوع المدونة. وكغيرها من وسائل الإعلام تركز المدونات الإلكترونية على مواضيع معينة كالسياسة، الأخبار المحلية، الاقتصاد التغذية وغيرها.

وتنحو بعض المدونات الإلكترونية إلى الشكل الصحفي في طريقة الكتابة وتناول القضايا، وقد جاءت معها بأنماط غير مسبوقة في التطبيقات الإعلامية، ويجري جدل حول العلاقة بينها وبين الصحافة على خلفية قيام بعض الصحفيين بنشر صحافتهم عبرها.

وفي الحقيقة أنه بعدما كانت الكتابة في الإنترنت فردية وعشوائية أصبحت تعمل الآن على شكل مجموعات منظمة في عدد من البلدان وأصبح لكتاب المدونات تنظيماتهم المحلية والعالمية، وهناك الآن اتحادات عدة للمدونين تعقد اجتماعاتها الدورية لمناقشة قضايا المدونين. وغالبا ما يترك كتاب المدونات صفحات سيرهم الذاتية مفتوحة للجمهور، تضم يوميات أقرب إلى البوم الشخصي والصريح إلى درجة تجعل من يقومون بها يكتبون بأسماء مستعارة. وأحيانا، يحدد كتاب المدونات الأشخاص الذين يودون اطلاعهم على تفاصيل حياتهم وآرائهم وتجاربهم وصورهم وأحلامهم، حيث يمزجون عمدا بين المعلومات والآراء، كما يتوافق ذلك مع الربط بمصدر أو رابط مقالة ينصح بها كتاب اليوميات أو يعلقون عليها .