أقرأ أيضاً
التاريخ: 26/12/2022
1298
التاريخ: 30-12-2015
2013
التاريخ: 2023-02-17
740
التاريخ: 30-10-2021
1584
|
الشخصية الإقليمية:
تهدف الجغرافية الإقليمية إلى دراسة الأجزاء التي يتكون منها الإقليم، نظرا لأن الجغرافي يهتم بالمسرح الطبيعي والتأثير البشري معا ، فمن الممكن أن يحاول الجغرافي البحث عن كثير من أنواع الاختلافات الإقليمية، ويصح أن تتخذ دراسة المجتمع قياساً لذلك.
ولتحقيق هذا الهدف يؤكد "لوكرمان" بأهمية دراسة النقاط الآتية:
1- الموقع وأهميته.
2- التوزيع وظاهرة التركز والانتشار.
3- العلاقة بين الظواهر الطبيعية والبشرية.
4- علاقة الظواهر بعضها بالبعض الآخر.
5- ديناميكية المكان.
6- الظواهر البشرية، وعلاقة الإنسان بالبيئة.
كما أن الجغرافيا وفق ما يقول دي لابلاش تصنيف القابلية لفهم تطابق وترابط الحقائق الموجودة في الوسط الأرضي التي تضمنها جميعا، والموجودة في الوسط الإقليمي الذي تقع فيه ولما كانت الشخصية الجغرافية بشكل عام، شأنها شأن التاريخ من الشمول في شخصيتها بحيث أن الجغرافي المثالي الكامل، شأن المؤرخ المثالي الكامل يود أن يعرف كل شيء عن كل علم له علاقة بالعالم، بالنسبة لكل من الطبيعة والإنسان، لذا فأن لكل إقليم وفق خصائصه شخصية مستقلة أيضاً تحدد وفق محددات ومكونات ذلك الإقليم. وإذا كانت الجغرافيا في الاتجاه التباين الأرضي" (areal differentiation) أي السائد بين المدارس المعاصرة هي التعرف على الاختلافات الرئيسية بين أجزاء الأرض على "شخصيات الأقاليم
(Regional Personality)، فالشخصية الإقليمية شيء أكبر من مجرد المحصلة الرياضية لخصائص وتوزيعات الإقليم، إنها تتساءل اساسا عما يعطي منطقة تفردهما بين سائر المناطق وتريد أن تنفذ إلى "روح المكان لتستشف "عبقريته الذاتية" التي تحدد شخصيته الكامنة genius loci) ومن الواضح أن مثل هذه النظرة ليست تحليلية وإنما هي تركيبية في الصف الأول، نظرة واسعة عالمية (Weltanschauung) كما يقول الألمان.
كما أن هذه الشخصية لا يقتصر وجودها على الحاضر وإنما هي تمتد بعيدا عبر الماضي وخلال التاريخ ، فمن خلال هذا الدور التاريخي وحدة يمكننا التعرف على الفاعلية الايجابية للإقليم وعلى التعبير الحر للشخصية الإقليمية فالبيئة الجغرافية قد تكون في بعض الأحيان خرساء، ولكنها تنطق من خلال الإنسان، وربما تكون الجغرافية صماء ولكن ما أكثر ما كان التاريخ لسانها. ولقد قيل بحق أن التاريخ ظل الإنسان على الأرض بمثل ما أن الجغرافيا ظل الأرض على الزمان.
فالكشف عن "روح المكان" والتي تعني أكثر "روح الجغرافيا" لا تأتي ألا من خلال نظرة تركيبية واسعة عالمية أو كلية (holistic) إذ لاشك أننا إذا كنا نريد أن نقتنص روح المكان ونمسك به وهو فوار نابض بالحياة حتى نضع أيدينا في النهاية على "كلمة السر" في الإقليم وعلى مفتاحه، أو "شفرته" التي تمنحه أخص خصائصه وتفتح أعمق أعماقه.
ثم يضيف جمال حمدان: ليس هدفنا يعني أن نشرح المكان لنقدم عن اعضائه واجزائه موسوعة كتالوجية وصفية، إن تكن كافية وافية إلا أنها خاملة راكدة. ولكن الهدف أن نعتصر روح الماكن ثم نستقطره حتى يستقطب في أدق مقولة علمية مقبولة، ويتركز في أكثف كبسولة لفضية.
إن طبيعة الجغرافيا الكاملة الكامنة لا تتحقق في شيء كما تتحقق في دراسة الشخصية الإقليمية، فليست الشخصية الإقليمية تقرير حقيقة علمية مطلقة يمكن أن تخضع تماما للقياس الرياضي والإحصاء، أنها عمل فني بقدر هي عمل علمي, لذا يقول جلبرت أحد دعاة الشخصية الإقليمية ووريث مدرسة اكسفورد إن: الجغرافيا هي فن التعرف على شخصيات الأقاليم ووصفها وتفسيرها"، ويضيف أن شخصية الإقليم كشخصية الفرد يمكن أن تنمو وأن تتطور وأن تتدهور، ووصفها لا يقل صعوبة.
ولقد ساعد الجغرافي في الكشف عن الشخصية الإقليمية، منهجه وطرائقه التي كانت أكثر غنى وتنوعاً حيث أنه: يجمع بين الزمان والمكان ابتداء من الجيولوجيا حتى الأركيولوجيا، ومن الفلك حتى الانثروبولوجيا، ولهذا نجد الشخصية الإقليمية مطلبا متميزا بين كبار الجغرافيين ابتداء من لابلاش في مقدمته لكتاب لافيس عن تاريخ فرنسا "شخصية فرنسا من الناحية الجغرافية" إلى اندريه زيجفريد في كتابه "سيكولوجية بعض الشعوب ومن ددلي ستامب في "وجه بريطانيا" حتى حزين في دراسته الأصيلة المتعددة عن البيئة والموقع في مصر عبر التاريخ.
ومن الجدير بالذكر أن تناول المادة العلمية لا يكفي وحده للتشخيص الإقليمي، بل لابد من أطار" من "فلسفة المكان إطار يحدد تلك الشخصية، ولهذا فنحن أيضا مع "دينام" حيث يعرف الجغرافيا بأنها "فلسفة المكان ولا . هذا يعني فلسفة محلقة غامضة ، بل فلسفة عملية واقعية قد ترتفع برأسها فوق التاريخ ولكنها تظل اقدامها راسخة في الأرض، فلسفة تحلق بقدر ما تحدق.
ووفق هذه النظرة العلمية المتكاملة للإقليم أجمع أغلب المختصين الجغرافيين مثل (ساور Soure وبومان Bowman إن الدراسات الإقليمية تمثل قلب الجغرافيا، كونها ترتقي إلى مستوى يمكن أن تبنى عليه مبادئ علمية.
كما أخذ الاهتمام يتنامى في الدراسات الإقليمية في كل من المانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فالجغرافيا معنية بتكامل الظواهر، وأن كل جغرافي لابد أن يقوم بدراسات إقليمية، ولا ينصب اهتمامه على الظواهر ذاتها (أصلها وعملياتها بل بالعلاقات التي تهتم بالتباين المكاني.
إن دراسة أية ملامح خاصة بشخصية المنطقة تنبغي قياسها في ضوء علاقاتها بالعوامل الأخرى في تلك الشخصية الكلية التي تعتمد على وفق قياسات نسبية لا مطلقة . فالعلاقة بين عاملين جغرافيين أو أكثر ضمن الإقليم تمثل
معادلة "دالية" تنطوي على متغيرات متعددة فأي عنصر جغرافي يدرس قد يكون متأثرا بأكثر من عنصرين أو بعدد غير قابلة للقياس من العوامل البشرية. فالجغرافية الإقليمية معنية بدالات لا يمكن أن يعبر عنها بدالة لأي عنصر بمفرده بل هي ( الجغرافية الإقليمية) متمثلة بالعديد من المركبات العنصرية التي تقدم اشكالا بنائية مختلفة الأهمية.
وإذا كانت الجغرافيا كما صرح ماكندر في عام (1915م) مـن أنها تقدم لنا الأقاليم لدراستها فلسفيا في جميع مظاهرها المتشابكة " فأن من ضرورات المعرفة العلمية التأكيد على أن البحث في الشخصية الإقليمية لم يكن من عمل الجغرافيين وحدهم، بل بحث فيه المؤرخون كثيراً ابتداء من سيريل فوكس في مؤلفه المشهور شخصية بريطانيا إلى حسين مؤنس في مصر ورسالتها إلى حسين فوزي سندباد مصري وشفيق غربال في "تكوين مصر.
لذا تبقى الإقليمية تحتل من المرتبة والأهمية في الحياة الإنسانية كون الإقليمية نجدها في البنية الفكرية للإنسان العادي (Layman) كونها ضرورة ماسة في تركيب وتنظيم المجتمع الحديث والحفاظ على خصوصيته.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|